45645644
45645644
مرايا

عماد العبيدون: إنتاج المواد المقاومة للسرطان مشـــــــــــــــــروع العمر الذي أحلم بتحقيقه

13 نوفمبر 2019
13 نوفمبر 2019

لديه العديد من المشاريع لخدمة المجتمع -

حوار- مروة حسن -

هو عماد بن عبد الله العبيدون خريج الكلية التقنية العليا قسم العلوم، وحاليا كيميائي بقسم المختبرات بشركة صلالة للميثانول، تعرفت عليه أثناء جولتي لمعرض «صناع» الذي عقد مؤخرا بمركز عمان للمعارض والمؤتمرات، لفت نظري وقتها جهازه الذي حول مياه متعكرة جدا إلى أخرى صافية اللون، فاقتربت منه وسألته عن جهازه واكتشفت أنه يحوي أفكارا وابتكارات وآمالا أكثر بكثير من مجرد جهاز لمعالجة المياه، لذا أترككم للتعرف عليه عن قرب ومعرفة ما لديه من أفكار ومشاريع تخدم مجتمعه والإنسانية ككل بشكل عام.

لكن قبل التوغل في أفكار ومشاريع عماد سألته عن سبب شغفه بالعلوم وحبه لهذا المجال فأجاب: البداية كانت من أيام الدراسة بالتحديد في المرحلة المتوسطة قبل مرحلة الشهادة العامة، حيث كان لدي فضول في كل ما يتعلق بالعلوم والتحديات التي تواجه العالم، وكنت كثير السؤال عن العلوم وتخصصاته، لذا بدأت فكرة توجهي لدراسة الكيمياء في مرحلة الشهادة العامة، وحينها اكتشفت أن الكيمياء لها فروع كثيرة وتدخل في العديد من الأشياء في حياتنا اليومية، وهنا تطور هذا الشغف أكثر خاصة عندما التحقت بالكلية التقنية العليا تخصص العلوم (كيمياء)، ووجدت عالما مليئا بالإثارة والتحديات، وما زال الفضول موجودا عندي، ولكنه أصبح أكبر من ذي قبل، لأن التحديات أصبحت كثيرة والأحلام والآمال أصبحت أكبر.

معالجة المياه

وعن مشروعه الذي دفعني للحوار معه منذ البداية يقول عماد العبيدون: أنا عضو متطوع في الجمعية العمانية للسرطان، ولقد شاهدت في الفترة الأخيرة ازديادا في معدلات الإصابة بالسرطان للأسف، وواحدة من العوامل المسببة لذلك استخدام المعالجات الكيميائية للمياه، لذلك أتت فكرة مشروعي والتي تتلخص في معالجة المياه الناتجة عن المصانع التحويلية ( النفط والغاز والتعدين وغيرها) بشكل عام والقطاع الحكومي والصرف الصحي باستخدام الكهرباء بدون أي تدخل كيميائي في معالجتها، أو بمعنى أدق إنتاج المواد المخثرة باستخدام الكهرباء والتي بدورها سوف تساعد على التخلص من المواد الملوثة الموجودة في الماء، ثم استخدامها في الري والحياة العادية بشكل عام عدا الشرب منها.

وعن الدوافع الأخرى التي شجعته على هذه الفكرة قال: في السنوات الأخيرة ظهرت عدة مشكلات للمياه منها الملوحة في بعض المناطق والتكلفة العالية للمعالجة في بعض المناطق الأخرى، لذا فكرت في عمل مشروع بديل يساعد في تقليل تكلفة المعالجة بدون التأثير على جودة المعالجة نفسها، وهذا يجعلني أخطط مع الوقت أن تتطور الفكرة لإنتاج مياه صالحة للشرب، لكن في هذه المرحلة أركز على إنتاج مياه صالحة للاستخدام في الحياة اليومية، كاستخدامها في الأراضي الزراعية والري وغسيل السيارات وغيرها من الاستخدامات العامة.

ويضيف العبيدون: تعتمد فكرة عمل المشروع على أنه يكون لدينا أقطاب من الألمونيوم ومصدر كهرباء ينتج منهما عمليتان مهمتان هما الأكسدة والاختزال، ونتائج هاتين العمليتين سوف تساعد في تغيير بعض الخواص الكيميائية للمواد الملوثة وبعد ذلك نستخلص منها بعض عمليات التصفية لتظهر بصورتها النهائية.

جهات داعمة

وعن عرض المشروع على بعض المؤسسات التي من الممكن أن تتبنى الفكرة أشار عماد أنه قد عرض الفكرة على أكثر من جهة وقد تحمست بعض المؤسسات من القطاع الخاص لتبنيه، لكن يتم حاليا عمل بعض الدراسات المالية، والآن هو في المراحل الأخيرة للتحضير لذلك.

ابتكارات أخرى

ولأن عماد عاشق للعلوم ولديه شغف بالبيئة فتوجد عنده أفكار ومشاريع أخرى، فإنه يعمل حاليا على مشروع آخر يعتمد على صنع طاقة شمسية عضوية باستخدام تقنية النانو، والتي ممكن أن يزيد من إنتاجها لمعدل يصل إلى أكثر من ٣٠٪ في استخدامات الحياة اليومية في المنازل والقطاع الخاص، وهذا المشروع سيفيد في تقليل تكاليف فواتير الكهرباء، وأهم الأسباب والدوافع لإنشاء هذا المشروع هو أن الطاقة الشمسية العضوية ليست مكلفة مقارنة بالطاقة الشمسية التقليدية، وأيضا صيانتها ليست مكلفة أيضا.

وهناك مشروع ثالث وهو عن السماد العضوي، حيث يطمح عماد أن يزيد من كفاءته باستخدام بعض أنواع الكائنات البحرية الموجودة في السلطنة، والدوافع لاستخدام أو إنتاج هذا السماد هو التقليل من استخدام الأسمدة اللاعضوية التي سوف تؤثر على محتوى التربة والكائنات الحية الأخرى.

أما مشروعه الرابع فهو عن إنتاج مواد مقاومة للصدأ باستخدام أيضا تقنية النانو، والتي سوف تعتبر الأولى من نوعها في إنتاج هذه المواد واستخدامها في عدة قطاعات أخرى، ويقول عنه: دفعتني الرغبة في العمل على هذا المشروع لأن أغلب محافظات السلطنة تعتبر مشكلة الصدأ فيها هاجسا كبيرا يؤثر على أغلب الناس وحياتهم، ويؤثر على سير عمل بعض قطاعات النفط والغاز والمصانع الموجودة بالقرب من البحر، وسوف يرى هذا المشروع النور قريبا إن شاء الله.

وهناك مشروع خامس وهو الأهم بالنسبة لعبدالله طبقا لقيمته الإنسانية الكبيرة وهو مشروع إنتاج المواد المقاومة للسرطان، والتي سوف يتم استخلاصها من بعض أنواع النباتات الموجودة محليا، وسوف يتم عمل بعض الدراسات بحيث يتم معالجة الخلية المسرطنة وعدم التأثير على الخلايا السليمة، وهذا يعتبر تحديا كبيرا في نجاح المشروع، ولكنه يطمح بأن ينجح ويتحقق في أقرب وقت ممكن، ويصبح مشروع العمر الذي يخدم البشرية بإذن الله.