مرايا

قابوس رجل سلام بالفطرة

13 نوفمبر 2019
13 نوفمبر 2019

د. محمود البلوشي -

إن الأصل في جميع العلاقات بين البشرية هو السلام انطلاقا من قوله تعالى في محكم التنزيل: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم»، فالسلام هو الركن الرئيسي للاستقرار والعيش في ظل الأمن والأمان، وهو السبيل الوحيد للحفاظ على هيبة الدولة وممتلكاتها والحفاظ على هويتها وإرثها، بل الحفاظ على أبناء تلك الدولة وجعلهم يعيشون في عزة وكرامة واطمئنان وسكينة. وهذا ما نعيشه نحن أبناء السلطنة الحبيبة نعيش في أمن وأمان في ظل قابوس عمان، وهي نعمة ربانية فطرية أنزلها الله سبحانه وتعالى على باني عمان الذي ترجمها وسخرها لبلده ولأبناء بلده، مما جعل من هذه الأرض الطيبة السمعة لدى العالم ككل، فعمان باتت واحة الأمان والاستقرار ليس للعمانيين فقط بل لكل من نزل على أرضها وقرر العيش بها.

وهذا المقال أيضا سأكتبه بالفطرة لأروي لكم أحداث مضى عليها العديد من السنوات وكانت نقاشات بين الشباب والغالبية العظمى من أبناء المجتمع ومفهومهم السلبي حول (الأمن والأمان) لدرجة أن العديد من الشباب المعرضين يرددون «وهل الأمن والأمان سيزيد من دخلنا ورواتبنا؟ وهل الدول الأخرى المجاورة لا تعيش بأمن وأمان؟ ونحن لا نريد الأمان بل نريد زيادة الرواتب، وكيف يتقاضى فلان في الدولة الفلانية راتب كذا وأنا أتقاضى راتب أقل!» والعديد من العبارات التي تردد تعقيبا لعبارة الأمن والأمان، واليوم فعلا تبينت الصورة وكشفت الحقائق وأقولها بكل فخر وبكل ابتهاج نعم إنني أفتخر بعمان الأمن والأمان وأفتخر بمولاي جلالة السلطان وأفتخر ببيتي عمان، فانظروا كيف أصبح الحال في العديد من الدول المجاورة الشقيقة ذات الرواتب العالية التي افتقدت إلى القائد الحكيم وافتقدت إلى رجل يعمل بحكمة وصمت وبسلام، تسعة وأربعين عاما لم نرَ ولم نسمع أي قطر وأي مصدر إعلامي وأي محلل سياسي تحدث عن هذا البلد إلا بالطيب والثناء والمدح كل ذلك بسبب رجل السلام قابوس.

خلال الأسبوع المنصرم التقيت في ولاية صحار بأحد الشباب من دولة خليجية مجاورة، تبادلت معه الحديث وسألته عن سبب وجوده في عمان وهل هو في زيارة عملية أو سياحة؟ ولكنه أفاد بأنه وزوجته- التي هي أيضا من دولة شقيقة- يلتقيان في عمان! وليس من شأني أن أذكر تلك القصة إلا لهدف واحد وهو لأبين لكل عماني ومقيم يعيش على هذه الأرض الطيبة بأنك تعيش في واحة من الأمان، لن نتحدث عن مواقف السلم والسلام لقابوس على المستوى العالمي والإقليمي، فالحديث عنها بحاجة إلى مجلدات والكل يعرفها ويدركها، ولكن نكتفي بقول الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بقائد حكيم سار بنا إلى السلام والأمن والأمان والعيش المستقر، سيدي قابوس يقال عنه حكيم سياسي يعمل بصمت وسياسته الداخلية والخارجية قوية وله رؤى بعيدة المدى والكل يشيد بذلك، ولكن السر ليس في ذلك فقابوس عماني ومن أب وأم عمانيين أصيلين لهما ثقافة دينية ولهم عادات وتقاليد وارث وموروث تربوا عليها، ومنها السلام والعيش بسياسة حكيمة والبعد عن التدخل في شؤون الغير، فمولاي جلالة السلطان رجل سلم بالفطرة، استلهم هذه الفطرة من دينه ومن أبويه ومن عاداته وتقاليده وظل يعلمنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة أن الحكمة هي ألا نتدخل في شؤون الغير وأن نحترم الغير، وهذا هو السلام الذي يعيشه قابوس وهذه هي الحكمة والسياسة التي يعمل بها قابوس.

دعوة مباشرة صريحة لي الفخر أن أقتبسها من مولاي جلالة السلطان وأوجهها إلى كل أفراد الشعب العماني المجيد، أن نحتفل بالعيد الوطني المجيد ونعبر عن فرحتنا ومشاعرنا بالبهجة والسرور والفرحة ونحن نعيش وسنعيش وسنظل نعيش إلى أبد الدهر في منظومة سلمية آمنة مستقرة، لأنها تأسست ببذور خير وسلام وغرسها بنفسه جلالة السلطان ورجل السلام، السلام هو «عدم التدخل في شؤون الغير» اعمل على هذا المبدأ لتعيش انت بنفسك في سلام داخلي بينك وبين أسرتك. كل عام وأنتم بخير مولاي وسيدي جلالة السلطان وكل عام وأفراد الشعب العماني بألف خير وسلام ومحبة واستقرار ورخاء وعيش سعيد.

[email protected]