1367740
1367740
المنوعات

سلّم على الأقصى.. ديوان للشاعر أحمد غسان عمر

12 نوفمبر 2019
12 نوفمبر 2019

عمّان «العمانية»: يستهل الشاعر أحمد غسان عمر عنوان ديوانه «سلّم على الأقصى»، برسالة تشي بالمسافة التي تفصل الشاعر «المرسِل، عن المكان» المرسَل إليه، وهي رسالة تحمل مشاعر الوجد والحنين، وتؤنسن بيت المقدس الذي يحاول الاحتلال السيطرة عليه. ويشتمل الديوان على أكثر من 80 قصيدة نظمها الشاعر على بحور الخليل، وتنوعت موضوعاتها بين الوجداني والوطني والتأملي والنقدي، فالقصائد لا تقتصر على الأقصى، بل تمتد لتشمل حياة الشاعر وتجربته وشوقه وانغماسه بقضايا الوطن وآلامه وأوجاعه.

وتدلّ العناوين التي اختارها الشاعر لقصائده على الكثير من الأحداث والمناسبات التي تفاعل معها وشكلت جزءاً من تاريخه الأدبي. ويمزج الشاعر في قصائده بين رحلة الإنسان وعراكه من أجل لقمة العيش وحال الوطن، معبّراً عن حزنه لما آلت إليه الأمة دون أن يشكل ذلك وسيلة للندب، فهو يراهن على مقدرة الأمة على النهوض باعثاً الأمل في المستقبل. ويمتلك الشاعر على عادة الشعراء العرب الأقدمين، نفسَا شعريا طويلا في بناء القصيدة العمودية، منوعا في موضوعاتها دون أن تفقد القصيدة وحدتها الموضوعية واتساقها، ذاهبا في مفرداته إلى البساطة والاستعارة التاريخية بإسقاطات على الراهن، مؤمناً بالدور التحريضي للشعر دون أن يقع في المباشرة، وو خلال ذلك يحافظ على جماليات الصورة وسلاسة اللغة لخدمة الرسالة التي تنطوي عليها القصيدة.

وفي الوقت الذي يؤمن فيه برسالة الشعر ودوره التحريضي، يرى الشاعر أن القصيدة فضاء للمعرفة والجمال والتأمل والتجربة، متأملاً مفهوم الحداثة والشعر، وفكرة الإبداع والنهضة. من قصيدة «الحداثة»:

«وقالوا: إنّ نظم الشعر حـــرا

يعَدّ من التجــــــــــدُّد والحداثة

قرأتُ النص فاختلجتْ عيوني

وقلتُ له: رفضتُكَ بالثـــلاثة»

ويمثل الديوان وثيقة تجسد المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية من خلال حكاية الشاعر وتجربته وتفاعله مع الأحداث المتعلقة بالقضايا العربية. يقول في قصيدته «سلّم على الأقصى»:

«سلّم على الأقصى الحزين، وشامه

وامدُد بعينيك في قتام غمامه

ستراه في أسفٍ يئنّ ولا يني

يشكو ملياً من غياب إمامه

وإذا سمعت عن الحمَام ونوحه

فالأذن ما سمعت كَنَوح حمامه

والحزن يكتنف المكانَ وأرضه

في ساحةٍ من خلفه، وأمامه».