الزراعة تتوسع في استخدام المياه المعالجة ثلاثيا في ري المزارع بالباطنة

بعد نجاح استخدامها في زراعة الأعلاف والقمح والفاكهة -

كتب - زكريا فكري -

حثّت وزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع الشركة العمانية لخدمات الصرف الصحي «حيا للمياه» أصحاب المزارع والأراضي الزراعية على الاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيا واستخدامها في الزراعة بعد أن أثبتت الدراسات البحثية أن المياه المعالجة ثلاثيا تعتبر أحد أهم مصادر المياه غير التقليدية التي يمكن استخدامها في إنتاج المحاصيل العلفية الموسمية، حيث إنها تساهم في زيادة إنتاجيتها بنسبة ٢٠ إلى ٣٠% وبدون مخاطر للمعادن الثقيلة على التربة والنبات.

ودعت الوزارة مؤخرًا المواطنين الواقعة أراضيهم الزراعية في النطاق الزراعي المعتمد بقرية الشخاخيط بولاية بركاء التابعة لمحافظة جنوب الباطنة والراغبين في الاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيًا، لري مزارعهم وفقًا للتركيبة المحصولية الموصى بها من قبل الوزارة وبتعرفة مدعومة لمدة 10 سنوات قدرها 25 بيسة للجالون الواحد، ودعت الوزارة أصحاب المزارع إلى التقدم بطلباتهم لدائرة التنمية الزراعية بولاية بركاء وفق النموذج المعد لذلك حتى 31 ديسمبر القادم. وكانت الوزارة قد أعلنت العام الماضي عن نتائج الدراسات والأبحاث العلمية والحقلية الخاصة باستخدام المياه المعالجة ثلاثيا في الزراعة.

معظم الدراسات البحثية التي قامت بها الوزارة تركزت على المحاصيل العلفية والحقلية وبعض محاصيل الفاكهة.

وكانت الوزارة قد نفذت العديد من الدراسات البحثية والتنموية في السلطنة خلال الفترة من 2004 إلى 2017 حول استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا بهدف التحقق من سلامة تلك المياه في الإنتاج الزراعي والتأكد من عدم وجود تراكيز للمعادن الثقيلة في التربة.. وبصفة عامة أكدت نتائج هذه الدراسات أهمية استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا من حيث زيادة إنتاجية المحاصيل وعدم وجود تراكيز المعادن الثقيلة أو بكميات أقل من الحدود الآمنة المسموح بها في التربة أو المحاصيل الزراعية.

وكشفت الوزارة أن 60% من المياه المعالجة تستخدم في ري المسطحات الخضراء والتشجير على الشوارع بالإضافة إلى ري الحدائق والمتنزهات، كما يستخدم جزء من هذه المياه في الزراعة المنتجة مثل الأعلاف وأشجار النخيل، حيث أوضحت نتائج الدراسات والتجارب التي تم تنفيذها أن الاعتماد على مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة سيساهم في تقليل الاعتماد الكلي على المياه الجوفية وبالتالي تقليل بعض الآثار السلبية المترتبة على مشكلة الملوحة.

أظهرت نتائج استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري الأعلاف الحولية (الذرة الصفراء والذرة الرفيعة والشعير) ومحصول قمح الخبز لغرض إنتاج البذور، زيادة إنتاج المحاصيل العلفية (الذرة الشامية والذرة الرفيعة والشعير) ومحصول حبوب القمح عند الري بالمياه المعالجة، حيث بلغت الإنتاجية ضعف متوسط إنتاج القمح مقارنة بالمياه الجوفية التقليدية

وأشارت النتائج إلى أن تأثير استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا في ري محصولي القمح والدخن اللؤلؤي، ساهم في زيادة إنتاجية المحصول بنسبة تراوحت بين 10% و20% مع عدم ظهور أي متبقيات من المعادن الثقيلة في التربة أو النبات.

وأكدت نتائج التجارب الزراعية على مدار عامين أن المحاصيل المروية بمياه الصرف الصحي المعالجة كانت الأعلى في إنتاجية العلف الأخضر مقارنة بالنباتات المروية بالمياه الجوفية التقليدية في حين لم تظهر نتائج التحاليل الكيميائية أي تأثيرات سلبية على التركيب الكيميائي لمحصول الذرة الشامية.

وقامت الوزارة كذلك بتنفيذ مشروع في قرية الشريجة بنيابة الجبل الأخضر والتي تعاني من مشكلة الجفاف، حيث تمت الاستعانة بالمياه المعالجة ثلاثيا لتوفير الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية بالقرية خلال الفترة من 2014 إلى 2017 حيث قام المختصون بمراقبة وتقييم التربة والمحاصيل المروية باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة وأوضحت النتائج أن مكونات المحاصيل من المواد الكيميائية كانت ضمن المعايير القياسية المسموح بها بالإضافة إلى عدم تراكم العناصر الثقيلة في التربة الزراعية.