1366592
1366592
المنوعات

هيثم بن طارق يفتتح معرض ادخار الماضي للمستقبل في المتحف الوطني

11 نوفمبر 2019
11 نوفمبر 2019

تغطية: شذى البلوشية -

افتتح صباح أمس معرض «ادخار الماضي للمستقبل: حفظ وصون مقتنيات المتحف الوطني»، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب عدد من الخبراء والمهتمين بالمجال الثقافي والمتحفي.

المعرض أخذ الزوار في جولة تعريفية وتفصيلية لأبرز القطع التي تم تأهليها خلال السنوات الخمس الماضية، حيث عرضت المقتنيات العمانية بجمالية تاريخها المرتبطة بالبيئة العمانية، فأوقفت الزائرين أمامها تأملا في تفاصيلها الدقيقة، وبحثا خلف سيرتها التاريخية، وفخرا بإعادة تأهيلها بأيادٍ عمانية أتقنت إظهار الجمال، حفظا وعرضا.

واحتفى المعرض بالقطع المتحفية الجديدة، حيث عرض أكثر من (1440) قطعة مميزة، التي أضفت الجمالية إلى المتحف، وحب الاستكشاف والتعريف لكل زائر مهتم بالجانب المتحفي، وأخذت المتخصصين في جولة دقيقة لرؤية التفاصيل وقراءة تاريخ عمليات الترميم للقطع الأثرية.

منها كنز سناو الذي هو عبارة عن آنية فخارية ويوجد بها قرابة ألف عملة من الفضة، بالإضافة إلى قطع ساسانية تعود لأكثر من 11400 سنة، ويعد من أبرز المعروضات الجديدة، بالإضافة إلى كنز مضمار أدم الأثري، وقطعتين مميزتين من كنز السلمي- عبري، ولوحة (ساس خيل) والتي تعتبر من أندر اللوحات الفنية التي اقتناها المتحف الوطني عن طريق شرائها من دار (سوثبي) بالمملكة المتحدة ، ويعرض المتحف باب ونافذة خشبية لسور اللواتيا في مطرح يعود لأكثر من 80 عاما، والذي استغرق عملية ترميمه شهرين كاملين، وبعض الأقواس وجعب سهام تعود للعصر الحديدي، بالإضافة إلى حافظتي بخور «مكبة» تعودان للقرنين 19- 20م، وتعد الحافظتان مثالا حيا للأكسدة التي تعاني منها الكثير من مقتنيات المتحف النحاسية والتي تأخذ وقتا في عملية الحفظ والصون قد تزيد عن الخمسة أشهر. إلى جانب عدد من الخناجر العمانية والحلي الفضية الفريدة من مقتنيات المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو السيد فيصل بن علي آل سعيد.

لوحات وكتب ومخطوطات

كما حوى المعرض لوحة زيتية للرسام البريطاني سولومون ألكسندر هارت، جسد فيها علي محمد بيك سايس خيل أرسله السلطان السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي إلى انجلترا ليرافق هديته من الخيول العربية إلى الملك ويليام الرابع، وعرضت بعض القطع من أثاث بيت العلم، ومجموعة من الكتب والإصدارات النادرة، كالمخطوط الإسلامي الذي أخذ وقتا في عملية الترميم بسبب أن المالك السابق قام بالترميم دون اتباع الأسس العلمية، والمجلة الجغرافية العدد 36 عام 1910، والطبعة الأولى من كتاب الرمال العربية، وديوان ابن مشرف، ونسخة من المصحف الشريف، التي عمل على ترميمها المرممون بجهد متواصل ليكون معروضا ضمن مقتنيات المعرض، إلى جانب خريطة العالم للإدريسي، ولوحات فنية وجرافيكية لرواد الفن التشكيلي العُماني مثل لوحة «نساء» للفنان موسى المسافر، ولوحة «عمانيات» للفنانة رابحة اللواتية، ولوحة أخرى للفنان لال بخش البلوشي حملت عنوان «منظر»، ولوحة لريشة الفنان الراحل أيوب بن ملنج، والأزياء القديمة، ومن المقتنيات التي حواها المعرض أيضا دشداشة مخمل وحرير وخيوط معدنية تعود للقرنين 19/‏‏ 20م، ويحتمل أن تكون من مقتنيات السيدة سالمة بنت سعيد البوسعيدية.

عرض ترميمي مباشر

وفي ختام المعرض، يجتذب الزائر وجود ركن العرض الحي، وهو الركن الذي يواصل فيه المرممون ترميم اللقى الأثرية التي وجدت في موقع دهوى في صحم، منها الكسر الفخارية التي يعمل الفريق على ترميم ما يقارب 600 شقفة منها، وتعود كلها إلى قطعة واحدة، وبدأ العمل على ترميمها منذ مارس الماضي وما زال العمل عليها جاريا.

وحول المعرض قال جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني: «الحفظ والصون يعد من مرتكزات العمل في المتحف الوطني، ويأتي جنبا إلى جنب مع البحث العلمي والتاريخي اللذين يكملان هذه الجهود، كما أن حفظ وصون التراث الثقافي لعمان يساعدنا في فهم التجليات من تاريخنا العريق في الحقب الماضية، ويساهم في رسم ملامح أكثر دقة لهويتنا والإنجازات التي تحققت على يد العمانيين»، وأضاف: «المعرض يضم أكثر من 900 قطع مفردة، وهي نموذج لأكثر من 3500 قطعة تم ترميمها منذ العام 2015 م، على يد فريق الحفظ والصون بالمتحف، وهذه القطع تتنوع ما بين الآثار والفنون الجميلة والتطبيقية والصناعات الحرفية، والوثائق والمخطوطات والخرائط إلى غيرها من مجالات التصنيف العلمي للمقتنيات المتحفية».

تجدر الإشارة إلى أن عدد المقتنيات التي قام المتحف الوطني بحفظها وصونها خلال السنوات الخمس الماضية بلغ حوالي 3574 قطعة، وهي نتاج عملية الحفظ والصون التي يعمل عليها المتحف الوطني، بجهود من فريق الحفظ وخبراء الصون، ويسعى المتحف على اقتناء القطع المتحفية عمانية المنشأ أو تلك التي ارتبطت تاريخيا بعمان، وذلك من خلال الشراء أو الاستبدال أو التبرع، أو الوراثة، أو التحويل، أو التكليف.