1366312
1366312
عمان اليوم

57 عالما وباحثا يناقشون آفاق المياه الحضارية وقضاياها المعاصرة باعتبارها قضية الساعة

11 نوفمبر 2019
11 نوفمبر 2019

تقام بمباركة سامية.. الأوقاف تنهي استعداداتها لانطلاق ندوة تطور العلوم الفقهية وتناقش «فقه الماء» -

كتب: سيف بن سالم الفضيلي -

بمباركة سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تبدأ في الأول من ديسمبر ولمدة ثلاثة أيام فعاليات ندوة تطور العلوم الفقهية في عُمان في نسختها الـخامسة عشرة تحت عنوان «فقه الماء في الشريعة الإسلامية أحكامه الشرعية، وآفاقه الحضارية، وقضاياه المعاصرة» باعتبار أن قضية المياه على رأس قضايا الساعة سواء في جانبها الفقهي أو إطارها القانوني والتشريعي وإعمال العقل الاجتهادي لاستنباط الحكم الشرعي الذي يعالج مستجداته باتت ضرورة ملحة وأمرا حتميا ستستجليه الندوة.

أعلن ذلك الدكتور سالم بن هلال الخروصي نائب رئيس اللجنة المنظمة للندوة في اللقاء الصحفي الذي عقده أمس بقاعة الاجتماعات بديوان عام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مؤكدا على حرص الوزارة على مشاركة علماء وفقهاء وباحثين وعلماء من المجامع الفقهية في العالم الإسلامي ومن مختلف الأقطار الدولية لكي يعملوا العقل الاجتهادي والاستنباطي من أجل استخراج الحكم الشرعي فيما يستجد في القضية المطروحة للندوة، وعلى هذا فنحن نستجلي من خلال وجود هؤلاء العلماء الأجلاء والفقهاء المعنيين في المجامع الفقهية من أجل استنباط الاجتهاد المنضبط الذي ينسجم مع واقعنا المعيش الذي يخرج بالتوصيات التي تخدم تلك المجامع أولا ويغذي المؤسسة التي تعنى بدراسة فكرنا الإسلامي وفقهنا الشرعي والوصول إلى رباط شامل بيننا وبين تلك المؤسسات من أجل أن ننتظم في فهم تلك القضايا المستجدة للوصول إلى النتائج المرجوة.

حضور أكبر

وحول جديد الندوة الـ 15 أكد الخروصي أنه سيكون حضور أكبر مما كان عليه في السابق في الندوات الماضية سواء كان ذلك من داخل السلطنة أو من خارجها من الدول العربية والإسلامية وغيرها، بالإضافة إلى 57 باحثا من مختلف البلدان العربية والإسلامية وغيرها، أضف إلى ذلك أن استخدام التقنية الحديثة في هذه الندوة قد بلغ شأوا واسعا وعن طريق أصعدة مختلفة ووسائل مختلفة وستفاجئكم الندوة بها في افتتاحها ومن خلال جلساتها بإذن الله تعالى.

بالإضافة إلى التأطير الزمني الذي سبق الندوة بحوالي 6 أشهر تقريبا؛ وهذا التأطير أمر لم يكن في السابق، كذلك البرنامج العملي في هذه الندوة خلال 3 أيام عمل مكثف بطرائق مختلفة ووسائل مختلفة تعطي تجديدا لهذه الندوة وتحقق الأهداف المرجوة من إقامتها طيلة السنوات الماضية.

وقد استعرض الدكتور نائب رئيس اللجنة المنظمة للندوة أسباب اختيار عنوان الندوة والأهداف المتوخاة منها وذلك من خلال التأكيد على أن الماء نعمة إلهية وهبة ربانية وعطاء سماوي يقول الله تعالى في كتابه العزيز «وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون». يشكل الماء ما جملته 70% من مساحة الكرة الأرضية أي ثلثي مساحة الأرض تقريبا ويعتبر من أهم مصادر الحياة على كوكبنا إن لم يكن أهمها ولذلك عرفت العرب قيمته وأهميته فقيل في وصفه (أهون موجود وأعز مفقود) وبجانب أهميته كمصدر للحياة فهو أيضا مصدر للثروات الطبيعية وعامل هام في اعتدال المناخ وتوازنه وسبيل من سبل التنقل.

وقال: إن علاقة الماء بجوانب الحياة متعددة ولذلك ارتبط بتراثنا الفقهي ارتباطا وثيقا وخاصة في الجانب التعبدي إذ لا يوجد في تراثنا الفقهي مصدر يخلو من ذكره في باب الطهارة أو الصلاة أو غيره وتعدى ذلك ليصبح أساسا من أسس فقه العمران فكتب الحكمة السياسية في القديم تعد الماء أس قائمة الضرورة لعمران المدن فيما يعرف بـ (سعة المياه المستعذبة) كما يعد توفيره مقصدا من مقاصد حفظ النفس التي هي ضمن الكليات الخمس المبنية عليها شريعة الإسلام.

ضمن المعاملات المدنية

وأضاف: الماء يدخل ضمن المعاملات المدنية ولذلك قعدت له قواعد تملك في إطار الملكية العامة أو الخاصة كما لا يخفى على أحد علاقته بالبيئة في إطار ترشيد الاستهلاك وصونه من التلوث وقضايا التصحر والاحتباس الحراري، كما تعد المياه مصدرا هاما في الجانب الاقتصادي وخاصة في الصناعات الحديثة وغيره وبتوسع الحضارة الإنسانية واشتراك الأمم فيما يعرف بدول المنبع أو المصدر ودول المصب ظهرت صراعات على المياه وتعددت أشكالها وبرزت قضايا تزامنت مع ترسيم الحدود كما ظهرت مصطلحات أخذت شكلا من أشكال المعرفة وجانبا من جوانب القانون.

ويؤكد: اليوم تعتبر قضية المياه على رأس قضايا الساعة سواء في جانبها الفقهي أو إطارها القانوني والتشريعي وإعمال العقل الاجتهادي لاستنباط الحكم الشرعي الذي يعالج مستجداته باتت ضرورة ملحة وأمرا حتميا نستجليه في ندوتنا «تطور العلوم الفقهية في عمان» الخامسة عشرة بعنوانها الدقيق «فقه الماء في الشريعة الإسلامية أحكامه الشرعية، وآفاقه الحضارية، وقضاياه المعاصرة» في الفترة ما بين 4 إلى 6 ربيع الآخر لعام 1441 للهجرة الموافق الأول وحتى 3 ديسمبر 2019 للميلاد.

وسيم فيها تناول الأصول الشرعية والأنظمة الإسلامية والفتاوى لفقه الماء وقراءة التراث الإسلامي حوله والقضايا القانونية والمستجدات المعاصرة وأحكام البحار.

فقهاء وعلماء القانون وخبراء

ويشارك في هذه الندوة كما ذكر الخروصي فقهاء وعلماء القانون وخبراء بلغ عددهم 57 باحثا من السلطنة ومصر والجزائر والمغرب وسوريا والبحرين واليمن والأردن وإيران والسعودية ولبنان وليبيا وباكستان والهند والعراق وروسيا الاتحادية واندونيسيا كما يشارك في الندوة حضور كثيف من مفتي مختلف البلدان ككوسوفو وصربيا والهند وكرواتيا وسلوفينيا وأوغندا وبلجيكا وتايلند ونيجيريا والسنغال، كما يشارك في الندوة معالي محمد تقي عثماني وزير الأوقاف بجمهورية باكستان الإسلامية وسماحة الدكتور شوقي علام مفتي مصر وسماحة الشيخ أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية بالمغرب وسيشارك في الندوة الباحثون وطلاب الجامعات والمعاهد العليا والمهتمون بالشأن الديني والفكري والقانوني.

الجدير ذكره أن جلسات الندوة ستكون على فترتين صباحية ومسائية في فندق كراون بلازا، والوزارة توجه دعوتها إلى الجمهور الكريم للحضور والمشاركة في مداخلات هذه الندوة للخروج بالتوصيات الهامة والشاملة.