1365736
1365736
العرب والعالم

اللبنانيون يتظاهرون في «أحد الإصرار» بزخم كبير لتأكيد مطالبهم

10 نوفمبر 2019
10 نوفمبر 2019

استمرار المشاورات حول تشكيل الحكومة -

بيروت - عمان - حسين عبدالله -

تحت شعار «أحد الإصرار»، خرج المواطنون اللبنانيون أمس في مختلف المناطق بزخم كبير للتأكيد على إصرارهم على عدم الخروج من الشوارع قبل تحقيق مطالبهم المحقة والحصول على ابسط حقوقهم وإسقاط السلطة السياسية .

ولليوم الخامس والعشرين مازال صدى الاحتجاجات يعم مختلف المناطق اللبنانية . ففي حاصبيا في جنوب لبنان، واصل طلاب وأهالي القرى تحركهم الداعم للحراك واعتصموا في ساحة (سراي حاصبيا) رافعين الأعلام اللبنانية.وفي عكار شمال لبنان، توافد عدد كبير من المواطنين، لا سيما العكاريين، إلى أمام مطار القليعات، وطالب المحتجون بإعادة فتح المطار معتبرين أنه مرفق حيوي مهم لأهالي المنطقة. وحملوا الأعلام اللبنانية وعمدوا على تطيير الطائرات الورقية في الهواء.

وفي بعلبك في البقاع ، قد حاول عدد من طلاب مدارس بعلبك المتظاهرين، بمشاركة متظاهرين من «أبناء حراك بعلبك»، الدخول إلى حرم قلعة بعلبك الأثرية بالقوة، غير أنّ القوى الأمنية حالت دون ذلك، فافترشوا المدخل بأجسادهم، معتبرين أنّ «قلعة بعلبك بئر نفط، لا تفيد المدينة منه»، وحُرم أبناؤها من دخولها، إذ يتوجّب على أهالي المدينة دفع مبلغ من المال للسماح لهم بالدخول كحال أي سائح .وحمل المتظاهرون الأعلام الوطنية، وبينها علم عملاق بطول 17 متراً، كرمز لتاريخ بداية الثورة في 17 من الفائت، هاتفين : «ضد الحكم».

وفي طرابلس شمال لبنان، تشهد المدينة كما في كل يوم مسيرات طالبية عدة تجوب شوارع المدينة ويحمل المشاركون فيها العلم اللبناني وراية الجيش، وسط الصرخات والهتافات المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط يتمتع أفرادها بالكفاءة ونظافة الكف، ويؤكدون انهم لن يعودوا الى مدارسهم وجامعاتهم حتى يتم تحقيق الأهداف المنشودة .كما نفذت مجموعات أخرى من المتظاهرين اعتصامات أمام منازل القيادات السياسية في المدينة، وطالبوهم بتقديم استقالاتهم وإفساح المجال أمام طلاب الجامعات.

كذلك ازدحم ظهر امس مرفأ الصيادين في مدينة الميناء بالصيادين ومراكبهم، حيث نفذوا تظاهرة ومسيرة بحرية انطلقت من ميناء الصيادين وتوجهت نحو الجزر الموجودة قبالة شواطئ المدينة. ورفع المحتجون الإعلام اللبنانية ولافتات تنادي بإنصافهم، كما طالبوا بالحماية الرسمية من قبل الوزارات المعنية مهنيا ومطلبيا إضافة إلى إفادتهم من خدمات الضمان الاجتماعي.

وفي بيروت، عمدت مجموعة من المتظاهرين على تحضير فطور تقليدي ، كطريقة جديدة للتعبير والاحتجاج. وشارك معتصمون من مختلف المناطق اللبنانية بهذا التحرك. وفي صور في جنوب لبنان تجمع متظاهرون في ساحة العلم .مع الإشارة إلى أن المجتمع المدني استأنف تحركاته الاحتجاجية في مدينة صيدا، بسلسلة من النشاطات في ساحة تقاطع (ايليا).

أما الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة فما زالت منذ 12 يوما ضائعة في غياهب المشاورات السياسية للاتفاق على التأليف قبل التكليف، والموعد مرهون بالوقت الضيق الذي يفرضه الواقع الاقتصادي والمالي الضاغط . لكن أشارت مصادر مواكبة للمشاورات الى بصيص أمل يلوح بإمكان الإفراج عن الحكومة قريبا، موضحة ان حزب الله يريد حلا سريعا ويخشى من مؤامرة دولية ضده، وهو يؤيد حكومة تكنوسياسية من 18 وزيرا وان رئيس مجلس النواب نبيه بري يلعب دورا أساسيا في تقريب وجهات النظر بعيدا من الأضواء، فيما تعمل قوى سياسية أخرى على خفض سقف المطالب والشروط. واستمرت المشاورات بين الرئيس سعد الحريري من جهة وبين قوى الأغلبية النيابية من جهة أخرى ، حيث اجتمع ممثل «حزب الله»، المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل مع الحريري، وتم عرض عدّة حلول على الأخير من دون أن يحصل المجتمعون على أي إجابة .و لم يعطِ «حزب الله» الحريري إجابة واضحة عما إذا كان سيسميه لرئاسة الحكومة، وهو أمر أساسي يقلق الحريري الذي لا يريد أن يُسمى من دون غطاء من الحزب، لكن الأخير لن يعطي هكذا إجابة قبل الوصول إلى حلّ نهائي حول شكل الحكومة اللبنانية.وأشارت مصادر مطلعة إلى أن «حزب الله» عرض أمس للحريري صيغة حلّ تقوم على أن يكون الحريري رئيساً للحكومة، (من دون أي تأكيد بشأن تسمية كتلة الوفاء للمقاومة) مقابل توزير 5 وزراء سياسيين ممثلين عن القوى الرئيسية، «حزب الله»، حركة «أمل»، «التيار الوطني الحرّ»، الحزب «الاشتراكي» وتيار «المستقبل»، على أن يكون باقي الوزراء من التكنوقراط .

ولفتت المصادر إلى أن عرض الحزب يتحدث عن حكومة مصغّرة مبدئياً، علماً أنه لا يعارض مهما كان عدد الوزراء .وترى المصادر أن الحزب ينظر إلى هذا العرض بوصفه العرض الأخير، أو الأصح أنه التنازل الأخير الذي لا يستطيع بعده تقديم أي تنازل سياسي، لذلك فإن الوضع الحكومي أمام ساعات حاسمة قبل خطاب الأمين العام للحزب حسن نصرالله اليوم، فإما أن يقبل الحريري بهذا العرض أو أنه يكون قد تخلى عن رئاسة الحكومة بحجج مختلفة .وتعتقد المصادر أن الحريري قد لا يقبل عدم تمثيل «القوات اللبنانية» في الحكومة، أو قد لا يقبل أن تمثل القوى السياسية بأي وزير، لذلك فإن رفضه في حال حصل سيكون مبنيا على هذه الأمور .وتقول المصادر أن الحزب قدم في اللقاء مع الحريري عروضا أخرى، لكن الأخير طلب مهلة لساعات كي يقدم جوابه النهائي عليها .وتؤكد المصادر أن عدم قبول الحريري بطروحات الحزب لا يعني أن الأخير سيذهب إلى حكومة مواجهة، بل يمكن أن تطول أزمة التكليف، أو أن تكلف شخصية أخرى مقبولة دولياً لكن بالشروط ذاتها التي تعرض على الحريري حالياً.