1365508
1365508
المنوعات

بالقهوة والبهارات.. فنانة يمنية تنشر الحب والأمل بالرسم على الصحون

10 نوفمبر 2019
10 نوفمبر 2019

صنعاء «د.ب.أ»:- على الرغم من الكميات الهائلة للأوجاع في اليمن التي تشهد صراعا مسلحا منذ نحو خمس سنوات؛ ثمة فن وجمال ينتشران بإسهامات شبابية متواصلة أجبرت القبح على الاستسلام للجمال، وأصرت على مواصلة حلم السلام بإنهاء النزاع. وفي اليمن، ما زال الفن يلعب دورا فعالا في سرد الواقع الذي تعانيه البلاد، فهناك عدد من الفنانين يواصلون إبراز فنهم بأساليب ووسائل مختلفة ولافتة تأسر قلوب الجمهور.

ومن بين أرباب الإبداع الفني والجمالي في اليمن، كانت وما زالت الفنانة الشابة «أحلام ناصر» مثالا لنشر الجمال والحب والتسامح والسلام من خلال الرسم التشكيلي.

هذه الشابة العشرينية، التي حاورتها وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، تعد الفنانة الأولى في اليمن التي بدأت الرسم على الصحون أو الأوراق وذلك باستخدام القهوة والبهارات والحلويات والشوكولاتة.

تقول أحلام إنها بدأت الرسم منذ نحو عامين، وواصلت نشر إبداعاتها على الجمهور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي لفت انتباه الداخل والخارج.

وأضافت: في مرسمي الخاص بمنزلي في العاصمة صنعاء، أمسك بريشتي، وأبدأ بتحويل أوراقي والأواني إلى ألوان جميلة، وقهوتي إلى فن لطيف متحديةً كل الظروف، فالفن هو السبيل الوحيد والملاذ الأخير للفنانين، للهروب من الواقع الصعب الذي تعيشه اليمن جراء الحرب المستمرة».

وتشعر أحلام بسعادة كون منتجاتها الفنية باتت ذات جاذبية وإقبال من قبل الجمهور اليمني والأجنبي. وتضيف بأن إقبال الأجانب على لوحاتها الفنية شجعها أكثر على جعل القهوة فنا يتغنى به صحنها وترقص به فرشاتها وريشتها الفنية.

وتابعت: الجمهور الأجنبي والمحلي أحب ما أقوم به من عمل فني، وهو الأمر الذي زاد من دوافع الإبداع والاستمرار في الفن. وبسبب ظروف الحرب الصعبة لجأت أحلام لتسويق أعمالها على شبكات التواصل الاجتماعي، وتقول: لم أكن أفكر في تسويق أو بيع منتجاتي بتاتا، لكنني وجدت إقبالاً عليها من جميع أنحاء العالم وخصوصا الدول الغربية.

وأضافت: أقوم بعرض أعمالي واستقبال الطلبات، على موقعي فيسبوك وإنستجرام، ومن هناك تأتي الطلبيات ويتم الترويج لفني ورسوماتي. وأردفت أحلام: تصلني طلبيات خاصة بمناسبات الخطوبة، أو طلبات خاصة بالمهندسين والأطباء، وغيرها من المناسبات كالزواج والتخرج والصداقة». وعلى الرغم من أنها تخرجت من كلية اللغات في جامعة صنعاء، إلا أن الفن التشكيلي أخذ مجالا مهما من حياتها.

وتواصل حديثها حول كيفية دخولها الجانب الفني» في بادئ الأمر لم أكن أفكر أنها موهبة عظيمة وفريدة، لكن بسبب كلمات من حولي شعرت بالدافع والتشجيع كون الفن الذي اتخذته يعتبر شيئا جديدا». وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهتها أحلام خلال مسيرتها الفنية التشكيلية، تقول إن الصعوبة تمثلت بعدم توفر المواد الخاصة بالرسم، بالإضافة إلى عدم قدرتها حاليا نشر فنها بشكل واسع في أرجاء العالم.

وحول تقييمها لواقع الفن التشكيلي في اليمن تقول الشابة أحلام إن الفن التشكيلي في بلادها أصبح عظيما وجميلا أكثر هذه الأيام، وذلك بوجود فنانين محترفين وعظماء في كل جوانب الفنون. وفيما يتصل بطموحاتها الشخصية، فهي ترغب كثيرا بأن تصبح مستقبلا مترجمة محترفة.

وتضيف: أحلامي أيضا مقتصرة على العيش في وطن جميل استطيع فيه تقديم كل ما بوسعي لأوصل رسالة للعالم بأن الفن والسلام والحب أعظم من الحرب والدمار.

وتتابع: ما زلت أتحدى الحرب وظروفها النفسية، وأحاول الاستمرار في عملي وفني رغم وجود العديد الصعوبات.

وفي رسالتها لليمنيين تقول أحلام: نستطيع أن نخلق من اللاشيء شيئا وأن العظمة في كل ما نقدمه لن نشعر بها إلا إذا كان هناك أناس من حولنا يدعموننا بدون أن يحبطوننا أو ينتقدوننا نقدا جارحا. وأردفت: نحن بشر ونختلف بأفكارنا؛ لذلك كل ما علينا هو أن ننجز لنصبح ما نحن عليه وأفضل بكثير من هذا.

وفي الحرب اليمنية التي أدت إلى بروز العديد من القضايا الصعبة والأزمات والأوجاع البائسة، لم يعد هناك متسع للتركيز على قضية بعينها من قبل الفنانين والمبدعين، بقدر محاولة إعادة الأمل للناس الذين يتجرعون ويلات الصراع وباتوا على قدر كبير من الوجع والمأساة.

ومنذ مطلع العام 2015 تشهد اليمن حربا عنيفة خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وجعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، فيما ألقت بانعكاسها على واقع الفنانين والمثقفين الذين يحاولون البقاء والصمود والإنتاج رغم كل الظروف القاهرة. وبالعودة إلى الفنانة اليمنية أحلام ناصر، تشير إلى إنها خلال فترة عملها الفني، لم تركز كثيرا على قضايا بعينها في لوحاتها الإبداعية.

وتضيف أن: كل تركيزها الحالي هو إعادة تفعيل الحب والتفاؤل والأمل في اليمن. وفيما يتعلق بأكثر اللوحات التي كان لها صدى في حياتها الفنية، تشير الشابة أحلام إلى أن اللوحات الأكثر تأثيرا، كانت تلك التي تم إضافة الألوان لها بعد رسمها بالقهوة على الصحون في لوحة واحدة بمعنى واحد. وحول أبرز هواياتها تقول الشابة اليمنية: «لست فقط محبة للرسم فأنا عاشقه لكتابة الشعر والقصص والروايات والأفلام القصيرة والهادفة».