1364788
1364788
المنوعات

أمريكي يعيش من الطبيعة فقط.. في المدينة

09 نوفمبر 2019
09 نوفمبر 2019

اورلاندو (الولايات المتحدة) ـ «أ ف ب» : يتنقل الأمريكي روب غرينفيلد كثيرا بين المناطق مستوقفا السيارات المارة، في واحدة من تقنيات كثيرة يعتمدها لتقليص بصمته البيئية... لكنه اختار أيضا اتباع نهج جذري أكثر إذ إنه لم ينفق سنتا واحدا على الغذاء منذ سنة.

يأكل غرينفيلد فقط ما ينمو في حديقته الخاصة أو في الحدائق المجاورة، وما يمكن أن يصطاده أو ما يمكن أن يحصل عليه خلال تجوله على الطرق. فإن الحيوانات النافقة الموجودة على حافة الطريق السريع هي أيضا خيار لهذا الناشط البيئي الذي يبلغ من العمر 33 عاما.

ويوضح غرينفيلد الذي بدأ تحديا يقوم على تناوله الطعام الذي يجده فقط قبل سنة وينهيه في 10 نوفمبر «لقد كانت الطبيعة حديقتي ومخزني وصيدليتي».

أطلق غرينفيلد هذا المشروع في أورلاندو، عاصمة المتنزهات الترفيهية في وسط فلوريدا، وأكبر منطقة حضرية إذ يعيش فيها نحو 2,5 مليون نسمة. ولا يبدو المكان مناسبا للصيد ولجمع الثمار، لكن مناخه شبه الاستوائي ساعده في تحديه.

ويقول غرينفيلد لوكالة فرانس برس «خلال السنة الماضية، زرعت وجمعت 100 % من طعامي، ولم أقصد المتاجر الغذائية ولا المطاعم» مضيفا «أريد أن ألهم الناس للتحقق من طعامهم ثم تغيير نظامهم الغذائي والبدء في زراعة طعامهم ودعم المزارعين المحليين وتناول الطعام بطريقة أفضل لكوكبنا ومجتمعنا وأنفسنا».

- مطبخ الفناء الخلفي - خلال التحدي الذي أطلقه، كان يعيش في مسكن صغير بالفناء الخلفي لمنزل أشخاص سمحوا له بالبقاء فيه لإكمال مشروعه. وعادة ما يكون حافي القدمين ويرتدي الملابس التي يظهر بها على «يوتيوب» حيث وثق عامه في البحث عن الطعام. وهو يقول «أعتقد أن جسم الإنسان تطور جيدا على مدار عشرات الآلاف من السنين». وحول الفناء إلى مزرعة حضرية تضم أشجارا ونباتا منها البابايا والموز والبطاطا الحلوة والباذنجان والخيار والفلفل، وكلها مزدهرة. وقد أقام غرينفيلد مطبخا مفتوحا في الهواء الطلق حيث يحتفظ بمؤنه والعسل الذي ينتجه من أربعة قفران. وهو أنشأ أيضا مرحاضا في الهواء الطلق، ويستخدم أوراق الشجر كورق التواليت موضحا «هذا أكثر نعومة من أي منتج يمكنك شراؤه من المتجر».

وخلال المقابلة، كان يتناول وجبة الغداء المكوّنة من لحم غزال وجده نافقا على حافة الطريق ومخلل الملفوف والبابايا الخضراء والكركم والفلفل الأحمر والكزبرة والثوم والشبت وملح البحر، وكلها مطبوخة في حليب جوز الهند. ويلفت إلى أنه يستحصل على الملح من المحيط ويوضح «أذهب إلى المحيط وأجمع المياه المالحة منه. ثم أملأ وعاء وأضعه على موقد لغليه ما يسمح لي بإنتاج الملح». - حياة بسيطة - يقول غرينفيلد إنه اتخذ قرار العيش «ببساطة» أكثر عام 2011. حتى ذلك الحين، كان يعيش ما أطلق عليه «حياة أمريكية نموذجية إلى حد ما» أما هدفه فكان أن يصبح «مليونيرا بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الثلاثين». في عام 2014، حلّ شركته التي كانت متخصصة في مجال التسويق. نال اهتمام الجمهور للمرة الأولى عام 2016 عندما تجول في نيويورك مرتديا كل النفايات التي أنتجها في محاولة لجذب الانتباه إلى الكم الهائل من النفايات الناتجة عن الأمريكيين.

وبعد ذلك، قرر بدء تجربته في البحث عن الطعام في المناطق الحضرية للإضاءة على إمكانات العيش المستدام. ويعيش غرينفيلد الآن فقط من خلال عائدات كتبه أو محاضراته رغم أنه يشارك في معظم الأحيان في المحاضرات من دون مقابل مالي. وقد حقق هذا العام 9760 دولارا. وفي عام 2018، كان المجموع 8 آلاف دولار، علما أن خط الفقر للفرد الواحد في الولايات المتحدة هو 13 ألف دولار.

يقول روب غرينفيلد إنه يقدم معظم ما يكسبه لمنظمات غير حكومية لأنه لا يريد أن يصبح غنيا بفضل شعبيته التي أكسبته إياها المقالات الصحفية خصوصا.

ويتابع «لقد ابتكرت نظاما يساعدني على عدم فقدان نواياي الحسنة، فأنا أؤمن بالحياة المتواضعة ولا أعتقد أنه من الممكن أن أعيش بتواضع مع الكثير من المال».

وبمجرد انتهائه من التحدي ، لا يعرف غرينفيلد تحديدا ما سيحدث بعد ذلك، لكنه في الوقت الراهن، يخطط للسفر حول العالم.