1361735
1361735
مرايا

راشد اليعقوبي: الحراثة اليدوية هي الحـــــل الأنسب للمزارع الصغيرة والضيقة

06 نوفمبر 2019
06 نوفمبر 2019

يمارسها منذ 30 سنة بمزارع عبري  -

قلة المياه وجفـاف بعـض المـزارع السبــــب في تراجع أغلب المزارعين للحراثة التقليدية باستخدام الثور  -

عبري / سعد الشندودي -

ولاية عبري بمحافظة الظاهرة تزخر بالعديد من الشباب الكادحين الذين يمارسون الأعمال الحرة واليدوية في شتى مناحي الحياة. وقد كان لنا وقفة مع راشد بن سعيد اليعقوبي الذي يعمل في مجال الحراثة والفلاحة اليدوية ( الهيس ) بولاية عبري ، وذلك لمعرفة كيفية اكتسابه لهذه المهنة والحرفة اليدوية التقليدية ومدى إقبال الأهالي وأصحاب المزارع لهذه المهنة ، والصعوبات التي واجهته وكيفية التغلب عليها بالإضافة إلى العديد من الأسئلة التي تدور حول الفرق بين الفلاحة اليدوية ، والفلاحة أو الحراثة الآلية.

مهنة يدوية تقليدية

فيحدثنا في البداية راشد بن سعيد اليعقوبي فيقول: لقد بدأت ممارسة مهنة الحراثة والفلاحة اليدوية باستخدام الثور منذ حوالي 30 سنة، واكتسبت هذه المهنة من والدي – رحمه الله – وهي مهنة يدوية تقليدية كانت منتشرة في السلطنة وحاليا ما زالت تمارس من قبل بعض المزارعين في بعض ولايات السلطنة.

ويضيف قائلا: إن مهنة الحراثة اليدوية باستخدام الثور تعتمد على نوعية الثور المستخدم في الحراثة أو الفلاحة ففي البداية أقوم باختيار الثور المناسب ويجب أن يكون ثوراً محلياً أي من السلالة العمانية وليس من السلالة الخارجية أي ليس ثوراً خارجياً ويجب أن يكون عمره حوالي سنة واحدة وبعد ذلك أقوم بتدريبه لمدة أسبوعين بالمزارع إلى أن يتعود على العل والفلاحة بالمزارع بطريقة جيدة ، ومع مرور الوقت يصبح الثور متدرباً وممارساً جيداً لعملية الحراثة للمزارع وكذلك يصبح مطاوعاً ومستأنسا للشخص الذي يعمل معه .

أدوات الهيس

ويتابع قائلا: إن هناك العديد من الأدوات التقليدية التي تستخدم في عملية الحراثة اليدوية باستخدام الثور وتتمثل في أدوات الهيس التي تستخدم من خشب السمر والقف الذي يركب في الهيس من الحديد والويج الذي يركب في ظهر الثور والبدان وهو الحبل الذي يركب في ويج الثور وكل هذه الأدوات تركب في غوافة الثور التي تشبه سنام الإبل.

وعن كيفية الحراثة التقليدية يقول: إنني أقوم في بداية الحراثة للأرض في المزارع بتحريك وتقليب التربة حتى تصبح صالحة للزراعة وتعتمد مهنتي على استخدام الثور المناسب .

ويضيف قائلاً : في الماضي كان هناك إقبال كبير للحراثة التقليدية بولاية عبري ولكن حالياً بسبب قلة المياه وجفاف بعض المزارع في الولاية تراجع الإقبال من قبل المزارعين للحراثة التقليدية باستخدام الثور ولكن ما زالت الحراثة التقليدية تستخدم من قبل بعض المزارعين في بعض قرى ولاية عبري.

الحراثة التقليدية والآلية

ويتابع قائلا: إن المبالغ المالية التي أخذها من المزارعين من عملية الحراثة اليدوية التقليدية تعتمد على حسب مساحة الأرض ومساحة المزرعة وغالبا ما آخذ مبلغا يقدر بحوالي 3 ريالات في الساعة عند حراثة المزرعة.

وعن الفرق بين الحراثة التقليدية والحراثة الآلية يقول: إن هناك فرقا بسيطا ما بين الحراثة التقليدية باستخدام الثور والحراثة الآلية فالحراثة التقليدية تناسب للمزارع الصغيرة والضيقة كالضواحي والتي لا يستطيع الحراث الآلي الدخول لها ، وكذلك الحراثة اليدوية تقوم بعملية تحريك وتقليب التربة بالمزارع بطريقة جيدة ومناسبة ، وبينما الحراثة الآلية تصلح وتستخدم في المزارع الكبيرة وذات المساحة الواسعة والشاسعة.

ويضيف قائلا: أنني واجهت بعضا من الصعوبات في بداية عملي في مجال الحراثة اليدوية ولكن تغلبت عليها بالصبر والمثابرة والإرادة وحب العمل للحراثة التقليدية ، ولذا أحث الشباب للعمل في مهنة الحراثة اليدوية وخاصة في مزارعهم لأنها مهنة الآباء والأجداد ومن أجل الحفاظ على هذه المهنة التقليدية العريقة.

الاهتمام بالنشاط الزراعي

ويتابع قائلا: أنني أحب أن أنصح المزارعين بأهمية الاهتمام بالزراعة والعناية والاهتمام بالقطاع الزراعي وعدم الاعتماد على القوى العاملة الوافدة في القطاع الزراعي ، وخاصة وأن القطاع الزراعي في السلطنة يعتبر قطاعا واعدا وأصبح بعض من الأهالي يعتمدون في مصدر دخلهم على النشاط الزراعي وخاصة في المزارع التي يوجد بها ثروة مائية وكل هذا يساعد السلطنة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتوجات الزراعية في المستقبل.

ويستتبع قائلا: أني أقوم بتعليم وتدريب بعض الفتية الصغار وأولاد أهلي وأقاربي بولاية عبري على مهنة الحراثة التقليدية باستخدام الثور، وكذلك بعض الأهالي والشباب بالولاية يقومون بين فترة وأخرى بأخذ الثور من عندي لكي يقوموا بأنفسهم بحراثة مزارعهم.

ويختتم راشد اليعقوبي حديثة قائلا: إن مهنة الحراثة اليدوية باستخدام الثور تكسب الشخص الذي يعمل بها صفة الاعتماد على النفس، والتضحية من أجل الآخرين ، وتساعده على اكتساب اللياقة البدنية وخاصة وأن العمل بها يتطلب حركة لعدة ساعات بالإضافة على ذلك فإن المهنة تساعد معرفة الآخرين وكسب مودة ومحبة الناس .