oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

العلوم.. الابتكار وأجيال المستقبل

05 نوفمبر 2019
05 نوفمبر 2019

يمكن الانطلاق من ثنائية الابتكار والمستقبل، لتعزيز البنى المتنوعة في السياسة والاقتصاد والثقافة وسائر قطاعات الحياة الإنسانية في أي بلد كان، حيث إن هذه الثنائية تؤكد على أن بناء الغد المشرق يتطلب نوعا من التفكير الجديد الذي يمكن تلخيصه في مفردة «الابتكار» وفي الآن نفسه يتلازم ذلك مع الرغبة في الوصول إلى الآفاق الجديدة في فضاء المستقبل. إن النظرة إلى الأجيال الجديدة أو الجيل الصاعد يجب أن ترتبط بالمعطيات العصرية والحياة الحديثة بمحاولة تعميق المعاني ذات الصلة بالعصر والحضارة الإنسانية في أبلغ صورها وتجلياتها المعرفية والثقافية والإنسانية، دون ذلك فإن أي مخاض باتجاه الفكر الجديد لن يكون مثمرا، وسوف تتوقف التجربة عند محطة معينة لا تغادرها. لهذا فالشعوب الناهضة هي التي استطاعت أن توجد هذه المتلازمة للتفاعل مع المستقبل في ظل حراك ممنهج وسريع في الوقت نفسه، حيث إن سمة هذا العصر باتت هي أيضا السرعة والاتجاه إلى المثمر من الأمور، لكن وفق تأسيس الأرضيات الجيدة التي تجعل النتائج إيجابية وفاعلة. في هذا الإطار الفلسفي والدلالي يمكن القول بأن تجربة السلطنة في تعزيز العلوم والابتكار هي إطار مستمر من التفاعل مع التحولات على المستوى المحلي من خلال تطور المجتمع في البنية الحديثة له، كذلك فهي مرتبطة بالمتحرك على المستوى العالمي من ضرورة التماهي مع التجربة العالمية في ظل التقانة والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من المعاني المنشودة في هذا الباب الحيوي في محيط الراهن. إن تهيئة الجيل الجديد وطلبة المدارس بوجه خاص باتجاه استيعاب العلوم العصرية وفق سياق حديث ومعرفة غير تقليدية، بالتعاطي مع المنتج الجديد من الفكر والمعرفة، يظل من الأولويات في ترسيخ تجربة العلم والعلوم الإنسانية الحديثة، وجعل الجيل الصاعد يعيش داخل بوتقة الإنسانية في أرحب صورها من خلال التطلع الذي يتلاقى مع الابتكار وقيم الإبداع والرغبة في التطوير وأن يرى الإنسان دائما العالم وفق مناظير غير مسبوقة، ما يلخص فكرة الإبداع بشكل مباشر وبسيط. يمكن الانطلاق من هذه المعاني لنؤسس إلى مبدأ مفاده بأن بناء الكوادر الوطنية القادرة على تطوير بنى الابتكار في السلطنة، يعمل إلى حد كبير من خلال الأنشطة والفعاليات التي تحفز الأذهان وتجريب المستجد والمتغير في الآن ذاته، كذلك تعليم الطلبة حب المغامرة العلمية والتطلع وشغف الاكتشاف المعرفي، لأن ذلك رديف الابتكار والسعي إلى الجديد في كل شأن من شؤون الحياة وأي قطاع من قطاعات الإنتاج والعمل عامة.

يبقى ضرورة التأكيد على النظر إلى عملية التنمية الشاملة وفق منظور كلي ومتسع يعالج كافة معطيات اللحظة من خلال ارتباطها بالمكتسب عبر التاريخ إلى تطلعات المستقبل، هذا لا يكتمل إلا من خلال الفكر المتجدد والنشط الذي يشتغل في الأذهان بروح فاعلة وحماس كبير قائم على العمل والاجتهاد وقبل ذلك فاعلية الاجتهاد للتطوير والتحديث في كافة بنى الحياة.