1361597
1361597
المنوعات

«الكتاب والأدباء» تكرم الفائزين في جائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2019

05 نوفمبر 2019
05 نوفمبر 2019

متضمنا تكريم محمد المسروري ومكتبة الشيخ محسن العبري «شخصيتي العام الثقافيتين» -

تغطـــــية: شـــذى البلوشـــــية -

حصد ديوان «القبعة» للشاعر حمود بن وهقة على جائزة أفضل إصدار عماني لعام 2019م في الشعر الشعبي ضمن جائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات في دورتها الحادية عشرة التي تقيمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، فيما كانت أفضل رواية من نصيب «ظل هيرمافروديتس» للكاتب بدرية البدرية، وحصلت رواية «السكراب» للكاتب سليمان المجيني على جائزة تشجيعية، وكانت جائزة أفضل إصدار في مجال القصة القصيرة لهذا العام من نصيب مجموعة «أحلام معلقة على جسر وادي عدي» للقاص حمود سعود وفاز كتاب «الاغتراب في الشعر النسوي الخليجي» للكاتبة سعيدة بنت خاطر الفارسية بجائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات النقدية، وحصد كتاب «لغة الخلق الظاهرة الحيوية وموقع الإنسان منها» للباحث عبدالله بن سعيد المعمري على جائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات الفكرية، وأوصت لجنة التحكيم بمنح الجائزة التشجيعية لكتاب «إضاءة قلم» للباحث بدر العربي وحصد تحقيق كتاب «تنوير العقول في علم الأصول» للمحقق فهد بن عامر السعيدي جائزة أفضل إصدار في مجال المخطوطات.

جاء إعلان النتائج في حفل أقامته الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في مقرها مساء أمس، تحت رعاية معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.

وكرم راعي الحفل الفائزين إلى جانب تكريم الإصدارات الفائزة شخصيتي العام، والذي أعلنت عنه الجمعية الأسبوع الماضي، الشاعر والأديب محمد بن حمد المسروري، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري الأهلية بولاية الحمراء.

انطلق الحفل بكلمة ألقاها المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، متحدثًا فيها حول أهمية جائزة الإبداع الثقافي التي وصلت هذا العام محطتها الحادية عشرة، وقال: «في هذا العام حددت جائزة الإبداع الثقافي 6 مجالات تمثلت في الرواية والقصة القصيرة والشعر الشعبي والدراسات النقدية والدراسات الفكرية وتحقيق المخطوطات، وقد تقدم للتنافس (26) عملًا في المجالات الستة، وفور إغلاق باب استقبال الأعمال المتقدمة، تشكلت لجان من المختصين من أدباء وكتاب وباحثين وأكاديميين في المجالات الستة المطروحة».

ووجه رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب الشكر والتقدير للجان التحكيم على ما بذل من جهد والمهنية التي تعاملوا بها مع جميع الأعمال المتقدمة، ولجميع الكتاب والأدباء الذين تقدموا للمسابقة، كما تقدم بالتهنئة للمكرمين في فرع الإنجاز الثقافي، الشاعر والأديب محمد بن حمد المسروري، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري الأهلية بولاية الحمراء، مؤكدًا تقدير الجمعية واعتزازها بإنجازهما الثقافي الحافل.

وألقى الأديب محمد بن حمد المسروري كلمة، قال فيها: «شرفت في هذا المساء السعيد بإعلان الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وقد كان لي شرف المطالبة بتكوينها مع زملاء الأدب والثقافة في سلطنتنا الحبيبة منذ سبعينيات القرن الماضي حتى كتب مولدها شهر أكتوبر من عام 2006م يومها كانت مسقط العامرة عاصمة للثقافة العربية، وكنت أيضًا أحد مؤسسيها الأوائل حتى إشهارها لتكون منبرًا لكل كاتب وأديب عماني مخلص لوطنه بل ولكل كاتب وأديب يعيش على هذه الأرض الطيبة مهما كان قلمه وفكره، وجد في هذه الجمعية مظلة لفكره وأدبه».

وأضاف: «لست الوحيد من احتفت به هذه الجمعية العتيدة ولن تكون الاحتفائية الأخيرة، ولكنه في الواقع احتفاء لكل صاحب قلم وفكر متقد، فما أنا إلا شرارة في ذلكم الفصل الأدبي والثقافي المتصل، نعم أنا ممتن للجمعية التي سهرت مع عشرات المخلصين الذين سهروا معي حتى خرجت للنور فعلا في وضح نهار مبين».

وألقى حمد بن محسن بن زهران العبري كلمة مكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري الأهلية بولاية الحمراء، وقال: «إنه لمن حسن الطالع أن يكون هذا الحفل، وهذا التكريم في شهر نوفمبر المجيد الذي تحتفل فيه السلطنة بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد».

وأشار إلى أنهم قاموا بإعادة تنظيم المكتبة، وترتيبها، وفق قواعد المكتبات العامة متتبعين الدور التقني فيها، ومن ثم تسجيلها وإتاحتها للعامة الراغبين في الاستفادة من محتوياتها، وأضاف: «ولقد تمت إضافة محتويات جديدة من الكتب والمراجع تصل إلى أكثر من ضعف محتواها الأول، وسعينا قدر استطاعتنا إلى أن تضم المكتبة بين أروقتها وثائق ومخطوطات أصلية بالإضافة إلى مخطوطات ووثائق إلكترونية وجميعها متاح أيضا لروَّاد المكتبة».

أسلوب الصياغة في القصيدة الشعبية

وألقت لجان تحكيم جائزة الإبداع الثقافي كلماتها، حيث ضمت لجنة تحكيم الشعر الشعبي كلًا من الشعراء عبدالحميد الدوحاني، وأحمد الجحفلي، وأحمد مسلط، وقالت اللجنة في كلمتها: إن التجربة الشعرية التي احتضنها الإصدار الفائز بالمركز الأول تميزت بأسلوب متقن في صياغة القصيدة، وبالمحافظة أيضًا على الوحدة الموضوعية وتماسك النص، رغم أن الأفكار التي بنيت عليها النصوص ليست بالجديدة، ولكن الجديد فيها هو حفاظ الشاعر على التمازج بين الإيقاع الخارجي ونقاء الصورة، واستخدام المحسنات اللغوية، والمفردات التي عززت من ترابط الصور في النص والتكثيف في بعض الأبيات واستخدام عامل الدهشة، والتلقائية المفاجئة، في الكثير من النصوص، وسبكها وصياغتها بأسلوب سهل ممتنع، وسهولة البحور التي ناسبت وخدمت موضوعات النصوص، حيث تميزت نصوصه ببناء شعري أكثر رصانة في استخدام مفردات محلية بحتة محاكية الطراز التقليدي في ثوب حديث في كتابة النص الشعري، وهي محاولات جادة للخروج من دائرة التقليدية، وهذا دليل على وعي وإدراك الشاعر بماهية القصيدة ودليل على المراس المستمر في الكتابة للخروج بهذه التجربة المتميزة.

رواية تفوز والأخرى وجب تشجيعها

وفي مجال الرواية ألقت لجنة التحكيم المكونة من محمود الرحبي، وباسمة الراجحية، ومريم البادية، كلمتها التي قالت فيها: «الأعمال التي تقدّمت في مجال الرّواية وظّفت موضوعات ذات بُعْدٍ إنسانيّ تمثّل في البحث عن الهويّة الفرديّة في محاولة لاستشراف المستقبل الذي تميّز بالقلق والحيرة والفوضى النّفسيّة، والبحث عن شكل مستقر للحالة الوجوديّة، فكانت الموضوعات السّرديّة، ضمن هذه الأعمال، تجسّد قضايا الإنسان بدءًا من صراع الحضارات إلى قضايا متعلقة بالوعي والهويّة الجنسانية شكلًا ومضمونًا. وقد تميّزت الأعمال المتنافسة باستخدامها تقنية الاسترجاع وتمثّل الذّاكرة الجمعيّة لدى الإنسان في بيئته المحليّة، ولكن مع ذلك لم تتجاوز، هذه الأعمال، أحاديّة القصّة القصيرة، ووقعت في إشكالات فنيّة لعلّ أبرزها سطوة الكاتب التّاريخيّ (المؤلّف) أحيانًا على مساحات كائناته المتخيّلة التي فوّضها بالحكي وأنابها عنه؛ ومن ذلك نفي بعض «الشبه» اللاأخلاقيّة في سلوكيّات ذوات الحكي وأقوالها، وكأنّنا في حضرة الرّقيب الذّاتيّ؛ مما يُفسد في بعض المواضع حبكةَ السّرد، إضافة إلى نقص عناية المحكيّ أحيانًا بشخصيّاته حتّى الرّئيسية منها.

وأعلنت اللجنة أن الرواية الفائزة بالمركز الأوّل اشتغلت على نوعٍ من التّابو المغيّب في الرّواية العُمانيّة؛ إذ جعلت الهويّة محورًا للسّرد، ومع أنّ هذا التّجاوز الموضوعيّ ليس وحده ما جعلها تستحقّ هذا المركز، لكنْ وجب الالتفات إليه، ويحسب لها جدّة الموضوع على مستوى السّرد في عُمان، وتقدميّة الاشتغال في عناصر السّرد ومستوى اللّغة، بما امتازت به من خصائص فنيّة، وتماسكها الحكائيّ بشكلٍ عام، وقدرتها على استبطان شخصيّتها الرّئيسية ونضجها؛ وهذا جميعًا يؤهّلُها لأنْ تتقدّم على الرّوايات المنافسة، وتفوز بالمركز الأوّل.

وحول الرواية الحاصلة على الجائزة التشجيعية قالت اللجنة: إن الرواية قدّمت طرحًا مغايرًا دفع بهذا العمل من دائرة محليّة ضيّقة إلى عالم أكثر تعقيدًا وانفتاحًا وذلك من خلال الاشتغال على قضية الصّراع بين الشّرق والغرب، والعقبات التي خلقت شعورًا بالنقص والحرمان والفقد، مما أوجد هوةً في العلاقة بينهما، وخلق معه، الصراع الدائر ما بين الجيل القديم والجيل الحديث، فجعلته موضوعًا أساسًا لها. وتمّ هذا من خلال عنصرٍ أساسٍ من عناصر السّرد وهو الشّخصيات.

شعرية القصة تفوز

وفي مجال القصة القصيرة، ألقت الكلمة لجنة التحكيم المؤلفة من يونس الأخزمي، وأزهار أحمد، ومازن حبيب، وقالت: «يتمتع كاتب المجموعة الفائزة بحس قصصي متميز، ولا شك أن تجربته الجيدة في القصّ والسرد قد مكنته من صياغة قصص تراوحت بين الطويلة والقصيرة والقصيرة جدًا، الأمر الذي جعل منها ما يشبه البستان في تنوع مصادر الروائح العطرة منه»، وأشارت اللجنة إلى أن كاتب المجموعة استخدم لغة رصينة وواضحة وسلسة، وتميزت قصصه بوضوح الشخصيات وحضور مكثف للمكان ما جعل لقصصه سمة واضحة وملامح متفردة لكتابته.

وأضافت: «نجح الكاتب في الإبحار بنا في نصوصه الطويلة في الجزء الأول من المجموعة إلى القصص القصيرة جدًا في الجزء الثاني منها، والتي احتوت كذلك على قدر عال من الشعرية الجميلة الأخاذة».

الفائز في الدراسات النقدية

وفي كلمة لجنة الدراسات النقدية التي تشكّلت من الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، والأستاذ الدكتور عيسى بن محمد السليماني، والدكتور مبارك بن عيسى الجابري، أكدت اللجنة على أنها وجدت في اشتغال الكتاب على مدونته قدرة على تتبع تجارب الشاعرات المختارات، والنظر في تلك التجارب نظرةً تُمرْحِل كل تجربة وفق ملامح فنية فارقة، إضافة إلى أن الاشتغال على ثيمة الاغتراب أضاف إلى المكتبة الخليجية مرجعًا يقدّم صورة جيدة عن الكيفية التي تفاعل بها الشعر مع جملة متغيّرات مسّت مفاصل الحياة في الخليج، وبخاصة تلك التغيرات التي كانت أثرًا للمد اليساري في حينه، ثم للمرحلتين الفارقتين بين قبل النفط وبعده، مبرزًا ذلك التفاعل في علاقة تلك التغيرات بخصوصية المرأة الشاعرة حينًا، وبالإنسان الخليجي عامة حينا آخر، وكان الكتاب قد تعاطى مع تلك التجارب باقتراح نوع اغتراب مائز لكل تجربة، مبينًا الفارق بين كل نوع وآخر وفقًا لملامح مضمونية في الغالب، وشكلانية أحيانًا.

الموضوع الفريد الفائز في الدراسات الفكرية

وحول الدراسات الفكرية قالت لجنة التحكيم المتشكلة من كل من عبدالله العليان، وإبراهيم بن سعيد، وأحمد الإسماعيلي: «إن الكتاب الفائز تناول موضوعًا فريدًا لم يسبق تناوله في الدراسات العمانية، وهو ما أكسبه حضورًا معرفيًا فريدًا، كما أنه أضاف بعدًا جديدًا للمكتبة العمانية في هذا النوع من الدراسات».

وحول الجائزة التشجيعية في مجال الدراسات الفكرية أكدت اللجنة على أن توصيتها بالجائزة، جاءت نتيجة أهمية الكتاب والمشروعات التنويرية التي يقدمها الكاتب في مجالات الثقافة والفكر في عُمان.

الجودة معيار الفوز في التحقيق

وأعلنت لجنة تحكيم تحقيق المخطوطات التي تشكلت من الدكتور محمود بن سليمان الريامي والدكتور خلفان بن زهران الحجي والباحث خالد بن محمد الرحبي أنها اعتمدت جملة من المعايير القائمة على تتبع القضايا العلمية في التحقيق.

وخلصت إلى أن التحقيق الفائز هو الأجود والأكثر تمثلا للمعايير، لذلك تعتبره اللجنة فائزا بجائزة أفضل إصدار في مجال المخطوطات لهذا العام.

تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحتفل سنويًا بالإصدارات الثقافية بتقديم الجائزة التي أصبحت وجهة للمنافسة الأدبية والثقافية من المشاركين في المجالات المتعددة.