غير مصنف

البرازيل في سباق مع الوقت لتنظيف الشواطئ الملوثة بالنفط قبل موسم السياحة

05 نوفمبر 2019
05 نوفمبر 2019

ريسيفي (البرازيل), 5-11-2019  - بعد أشهر من تحول الشواطئ الخلابة في البرازيل إلى "سجادة سوداء" جراء التلوث النفطي، يسابق عمال ومتطوعون يضعون قفازات مطاطية الزمن للتخلص من الأجزاء المتبقية قبل حلول موسم السياحة في البلاد.بايفا وإيتابواما وإنسيادا دوس كورايس في ولاية بيرنامبوكو الواقعة شمال شرق البرازيل، هي من بين مئات الشواطئ التي لوثت بسبب التسرب النفطي الذي بدأ يظهر في أوائل سبتمبر وطال أكثر من ألفي كيلومتر من ساحل المحيط الأطلسي.

وفيما جلبت التيارات المحيطية كميات كبيرة من النفط الخام إلى الشاطئ قرب عاصمة الولاية ريسيفي في الأسابيع الأخيرة، هرع السكان المحليون إلى الشواطئ وراحوا يزيلون بأيديهم من دون استخدام أي وسائل وقاية، المواد السامة التي تغلف الرمال والصخور والحياة البرية.

وقالت بائعة ثمار جوز الهند غلاوسيا دياس دي ليما (35 عاما)  فيما كانت تلتقط كميات كبيرة من الخام من على شاطئ إيتابواما "صدمت، فقد كان هناك أشخاص يدخلون إلى المياه بدون قفازات أو معدات السلامة في وسط البقع النفطية".

وقد تم إرسال آلاف العسكريين لمساعدة السكان المحليين في تنظيف النفط الذي تسبب في نفوق العشرات من الحيوانات بما في ذلك السلاحف، ووصل إلى ملاذ للحيتان الحدباء قبالة ولاية باهيا التي تعتبر من أكثر مناطق البلاد غنى بالتنوع الحيوي.

وهذه الظاهرة هي ثالث كارثة بيئية كبرى تضرب البرازيل هذا العام. فخلال الأشهر القليلة، دمرت الحرائق غابات الأمازون المطيرة وفي يناير الماضي انهار سد منجم في جنوب شرق البلاد ما تسبب في انتشار ملايين الأطنان من النفايات السامة عبر المناطق الريفية.

ولا تزال حرائق الغابات مشتعلة عبر الأراضي الرطبة الاستوائية في بانتانال.

وفيما أزيلت آلاف الأطنان من النفط الخام حتى الآن، قال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (إنبي) الجمعة إنه قد لا يكون ما زال هناك نفط في البحر تدفعه التيارات، موضحا أنه قد يصل إلى أقصى جنوب ولاية ريو دي جانيرو.

وقد حذّر الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الأحد من أن "الأسوأ لم يأت بعد" موضحا أنه لم يجمع سوى جزء بسيط من النفط الخام المتسرب حتى الآن.

وقالت الحكومة الجمعة أن ناقلة نفطية تحمل العلم اليوناني يشتبه في أن تكون المصدر الرئيسي للبقع النفطية.

وأضافت أن السفينة "بوبولينا" حمّلت النفط من فنزويلا وكانت متجهة الى سنغافورة. ونفى مشغلو الناقلة أن تكون السفينة هي المسؤولة عن تلك الكارثة البيئية.

ومع اقتراب فصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي، ينتظر الأشخاص الذين يعتمدون على قطاعي الصيد والسياحة نتائج الاختبارات لإظهار ما إذا كانت المياه آمنة للسباحة وتناول الثمار البحرية منها.

وشمال شرق البرازيل هو وجهة سياحية شعبية على مدار السنة، لكن أعداد الزوار عادة ما ترتفع في الأشهر الأكثر حرا.

وقالت جوفانا يولينا المرشدة السياحة البيئية إن الكارثة ستؤثر على قطاع السياحة ودعت إلى حملة "لتشجيع الناس على المجيء إلى هنا".

كذلك شُل قطاع صيد الأسماك في المنطقة بشكل كبير بسبب التسرب النفطي حتى في المناطق التي لم يدركها التلوث.

وقالت ساندرا ليما رئيسة جمعية محلية لصيد الأسماك "ما زلنا لا نملك جوابا واضحا من أي عالم يقول إذا ما كانت المياه ملوثة في الواقع".

تقف إديلوزا ناسيمنتو (63 عاما) في المياه الموحلة قرب ريسيفي لاستخراج المحار الذي ستطهره في المنزل وتجمده وتبيعه.

وقالت إن كسب لقمة العيش صعب في الأساس ، لكن البقع النفطية زادت من صعوبة هذا الأمر.

(أ ف ب)