1360404
1360404
العرب والعالم

إصابة 12 متظاهرًا بالرصاص الحي في بغداد.. ودعوات للعصيان العام

04 نوفمبر 2019
04 نوفمبر 2019

الخارجية العراقية تدين «الاعتداء» على القنصلية الإيرانية بكربلاء -

بغدادـ عمان ـ جبار الربيعي- (أ ف ب):-

استخدمت القوات العراقية الرصاص الحي أمس ضد متظاهرين في العاصمة بغداد، بعد ليلة عنف دامية خلفت أربعة قتلى من المتظاهرين أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء بجنوب العراق، حيث اتسعت رقعة العصيان المدني الذي يشل حركة الطرقات والمرافق النفطية والإدارات الرسمية.

واستخدمت القوات الأمنية العراقية الرصاص الحي امس للمرة الأولى ضد متظاهرين احتشدوا قرب مقر تلفزيون العراقية الحكومي في وسط بغداد، بحسب ما أفاد شهود عيان. وأشارت مصادر طبية وأمنية لوكالة فرانس برس إلى إصابة 12 شخصًا بجروح.

واندلعت الليلة قبل الماضية أعمال عنف في كربلاء، عندما حاول متظاهرون حرق مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء، ورفعوا الأعلام العراقية على الجدار الخرساني الذي يحيط بالمبنى القنصلي، فيما ألقى آخرون أمام أنظار قوات الشرطة الحجارة على المبنى.

وأطلقت قوات الأمن العراقية المسؤولة عن حماية المبنى الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم، وفقًا لكوادر الطب العدلي في المدينة الواقعة على بعد مائة كيلومتر إلى جنوب بغداد.

وأدانت وزارة الخارجية العراقية، أمس «الاعتداء» على القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء، مشددة أن أمن البعثات والقنصليات «خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه»، اعتبرت أن مثل هذه الأفعال لن تؤثر في «علاقات الصداقة وحسن الجوار» بين العراق وإيران.

وقالت الوزارة في بيان، إنها «تدين قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في كربلاء، وتؤكد الوزارة التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسيّة التي كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر». ولا تزال غالبية المدارس الحكومية مغلقة في بغداد ومدن الجنوب، بينها الديوانية (200 كلم جنوب بغداد) حيث رفع متظاهرون لافتات كبيرة على مباني المؤسسات الحكومية كتب عليها «مغلق باسم الشعب».

ورفع محتجون في مدينة النجف، لافتة مماثلة عند مدخل مبنى مجلس المحافظة، وفقا لمراسلي فرانس برس.

وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي، أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل نحو 270 شخصًا، بحسب إحصاء لفرانس برس، إذ أن السلطات تمتنع منذ نحو أسبوع عن نشر حصيلة رسمية.

لكنها اتخذت منذ استئنافها في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، طابعا احتفاليا في بعض الأحيان، في ساحات المدن التي أحلها طلاب ونقابات وكوادر طبية.

وفي أماكن أخرى من العراق، تزايدت موجة العصيان المدني، خصوصاُ مع إعلان نقابات مختلفة الإضراب العام.

ووضع متظاهرون حواجز إسمنتية كتب عليها أيضًا «مغلق بأمر الشعب»، على الطريق المؤدية إلى ميناء أم قصر بجنوب العراق، الذي يعد منفذًا حيويًا لاستيراد المواد الغذائية.

وغادرت عشرات السفن الميناء من دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها، بحسب ما أكد مصدر في الميناء لفرانس برس. وفي مدينة العمارة مركز محافظة ميسان في جنوب العراق، أقدم متظاهرون على إغلاق حقلين نفطيين تديرهما شركات صينية، وهما حلفاية، الذي يعد من أكبر حقول النفط في العراق، والبزركان. ولم يتوقف الإنتاج في تلك الحقول، غير أن بعض الموظفين أكدوا لفرانس برس إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مواقع عملهم.

وفي السماوة بجنوب العراق أيضًا، أغلق متظاهرون الجسور والطرقات الرئيسية لمنع وصول الموظفين إلى أماكن عملهم، كما هو الحال في مدن أخرى كالناصرية والحلة، وفقًا لمراسلي فرانس برس.

ورغم الوعود والإجراءات التي اتخذتها السلطات، لم يستجب المتظاهرون في بغداد وباقي مدن العراق بوقف الاحتجاجات.

وتزايد عدد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، رغم حظر التجوال الليلي الذي فرضه الجيش. كما شهدت شوارع العاصمة خروج مئات السيارات التي تطلق العنان لأبواقها وتتعالى منها الأناشيد والأغاني الوطني وترفع أعلامًا عراقية.

وخرج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن صمته مساء الأول، مؤكدًا أن «العديد من المطالب قد تم الوفاء بها»، داعيًا إلى «العودة إلى الحياة الطبيعية».

لكن المتظاهرين لا يبالون حتى الآن بالوعود بإجراء انتخابات مبكرة وتأمين فرص عمل، التي يقدمها الساسة بهدف وقف الاحتجاجات، وتزايد تمسكهم بساحات الاعتصام في جميع المدن.