1360437
1360437
العرب والعالم

إيران تقلّص التزاماتها النووية بتدشين 30 جهاز طرد مركزي جديد

04 نوفمبر 2019
04 نوفمبر 2019

الاتحاد الأوروبي يحض طهران على العودة عن أي إجراء يضر الاتفاق -

عواصم-عمان-محمد جواد الأروبلي-(وكالات): ذكر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الجمهورية الإسلامية دشنت أمس 30 جهازا متطورا للطرد المركزي، في تقليص لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

وقال صالحي للتلفزيون الرسمي «نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازا للطرد المركزي (آي.آر-6)». وأضاف أن تلك الخطوة تظهر «قدرة وعزم» إيران.

وأعلنت إيران أمس أنها باتت تنتج 5 كلج من اليورانيوم المخصب يوميا، أي أكثر بعشر مرات مما كانت تنتجه قبل شهرين عندما أعلنت وقف التزامها ببعض القيود على برنامجها النووي الواردة في الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.

جاء الإعلان عبر التلفزيون الإيراني على لسان علي أكبر صالحي نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الغيرانية.

وباتت تنتج يورانيوم مخصب بنسبة تفوق الحد المقرر في الاتفاق وهو 3.67 في المائة. كما أنها لم تعد تلتزم بحد 300 كلج الذي يفرضه الاتفاق بالنسبة لمخزونها من اليورانيوم المخصب.

وأعلنت طهران في بداية سبتمبر الماضي المرحلة الثالثة من خطتها للحد من التزاماتها، وقالت أنها لم تعد تشعر أنها ملزمة بأية حدود مفروضة في الاتفاق بشأن أنشطتها في مجال بحوث التطوير في المجال النووي.

وأوضح صالحي خلال زيارة لمركز نطنز (وسط) للبحث النووي أنه قبل المرحلة الثالثة «كان إنتاجنا 450 جراما من اليورانيوم المخصب يوميا، لكن هذا الإنتاج بات خمسة آلاف جرام يوميا».

وبحسب مشاهد التلفزيون الإيراني فإن صالحي دشن سلسلة جديدة من 30 جهاز طرد مركزي من نوع اي ار-9 التي يسهم إنتاجها لليورانيوم المخصب الضعيف التخصيب في تسريع رفع مخزون إيران.

وقال صالحي إن المهندسين الإيرانيين «توصلوا الى صنع نموذج من اي ار-9 وهو جهازنا الأحدث، إضافة الى نموذج جديد من آلة سميت اي ار-اس وتم كل ذلك في شهرين»، بدون توضيح الخصائص الفنية للنموذجين.

وأضاف أن أحد هذين النموذجين تم اختباره بيورانيوم على شكل غاز موضحا أن إيران لم تعد تشغل أي جهاز طرد مركزي من جيل (اي ار-1) وهو النموذج الوحيد المسموح به في اتفاق 2015.

وتابع المسؤول الإيراني انه حدث «كل ذلك في وقت يقول فيه البعض إن الصناعة النووية (الإيرانية) تم تدميرها». وأضاف صالحي «علينا أيضا أن نشكر العدو الذي منحنا هذه الفرصة لإظهار قوة الجمهورية الإسلامية خصوصا في مجال الصناعة النووية». إلى ذلك حذر الاتحاد الأوروبي أمس من ان دعمه للاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي رهن «احترام طهران التام لالتزاماتها»، وذلك بعد إعلانها عن زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب.

وأكدت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركا موجوريني مجددا «ان دعمنا رهن احترام إيران التام لالتزاماتها».

وقالت المتحدثة «في هذه المرحلة نسجل ما أعلنته طهران. نحن نعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتحقق من احترام إيران لالتزاماتها وسنثق بتقييم الوكالة». وأضافت «لم نفتأ نعبر عن انشغالنا وسنواصل حض إيران على العودة عن هذه الإجراءات بلا تأخير والامتناع عن أي إجراء آخر من شأنه الإضرار بالاتفاق».

وكانت ايران أبرمت في فيينا في يوليو 2015 اتفاقا مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا، نص على رفع جزئي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني في مقابل خفض طهران لأنشطتها النووية لضمان طابعها السلمي.لكن في مايو 2018 انسحبت واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران حرمتها من المنافع الاقتصادية المرتقبة من توقيع الاتفاق.

وفي رد على ذلك بدأت إيران في مايو 2019 التراجع عن بعض التزاماتها. وباتت تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق حد الـ 3.7 في المائة المنصوص عليه في اتفاق 2015 ولم تعد تحترم حد الـ 300 كلج المفروض للمخزون من اليورانيوم المخصب بشكل ضعيف.

كما قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس أمس إن إعلان إيران تطوير أجهزة متطورة لتسريع تخصيب اليورانيوم يهدد الاتفاق النووي مع القوى العالمية، ودعا طهران إلى العودة للاتفاق.

وقال ماس في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بخصوص الإعلان «صنعت إيران أجهزة طرد مركزي متطورة جدا، وهو ما لا يتماشى مع الاتفاق». وأضاف «لقد أعلنوا في أوائل سبتمبر أنهم لن يلتزموا بالاتفاق النووي، ونعتقد أن هذا غير مقبول».

كما أحيت إيران أمس الذكرى الأربعين لعملية احتجاز الرهائن في سفارة واشنطن عبر تجمّعات مناهضة للولايات المتحدة خرجت في عدة مدن بأنحاء إيران. وفي طهران، احتشد الآلاف منذ الصباح الباكر أمام مبنى السفارة الأمريكية سابقًا في وسط العاصمة، بحسب مراسلي فرانس برس.وبث التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة لتجمّعات مشابهة خرجت في عدة مدن أخرى بينها مشهد (شمال) وأصفهان (وسط)، ثاني وثالث أكبر مدن إيران لجهة عدد السكان، إضافة إلى إيلام وبوشهر وأهواز وشيراز (جنوب) وكذلك زاهدان (جنوب شرق) وقزوين وتبريز (شمال).

وأفادت وكالة «مهر» للأنباء المقرّبة من المحافظين أن «الملايين يشاركون في هذه التجمعات» في أنحاء إيران.

وفي الرابع من نوفمبر 1979، بعد أقل من تسعة شهور على الإطاحة بآخر شاه في إيران، اقتحمت مجموعة من الطلبة من أنصار الثورة الإسلامية مقر السفارة الأمريكية في طهران التي اعتبرها أنصار مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني «وكر تجسس». وطالب منفذو العملية آنذاك الولايات المتحدة بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي لتتم محاكمته في إيران مقابل الإفراج عن الرهائن.

ولم تنته الأزمة بالإفراج عن الدبلوماسيين الأمريكيين إلا بعد 444 يومًا عقب وفاة الشاه في مصر. ولا تزال العلاقات بين واشنطن وطهران مقطوعة مذاك.