العرب والعالم

تركيا: تأجيل تسلم الدفعة الثانية من «إس-400» وأردوغان يلغي زيارته لأمريكا

04 نوفمبر 2019
04 نوفمبر 2019

إعادة المعتقلين المسلحين المجردين من جنسياتهم إلى بلدانهم -

أنقرة -أسطنبول-(وكالات): قال رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية أمس إن تسليم الدفعة الثانية من أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400 إلى تركيا قد يتأجل إلى ما بعد الموعد المزمع في 2020 بسبب المحادثات بشأن تبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك.

ودب خلاف بين تركيا والولايات المتحدة الشريكان في حلف شمال الأطلسي بسبب شراء أنقرة منظومة إس-400 للدفاع الصاروخي التي تقول واشنطن إنها غير متوافقة مع أنظمة الحلف الدفاعية وتشكل تهديدا لطائراتها المقاتلة إف-35.

وتلقت تركيا الدفعة الأولى من منظومة صواريخ (إس-400) في يوليو الماضي على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وتهديدها بفرض عقوبات على أنقرة. وردت الولايات المتحدة بإزالة اسم تركيا من برنامج طائرات إف-35، الذي كانت تركيا مشاركة فيه.وتقول واشنطن إنها لا تزال تجري محادثات مع أنقرة «للانصراف» عن الأنظمة الروسية.

وقال رئيس الهيئة إسماعيل دمير في مقابلة مع قناة (إن. تي. في) «نخطط لجدول زمني للعام المقبل. وعلى النقيض من الدفعة الأولى، هناك إنتاج مشترك وعملية نقل تكنولوجيا هنا. هذا يتجاوز فكرة «دعونا نشتريها بسرعة ونقوم بتركيبها على النظام الأول».

وأضاف «فكرة الإنتاج المشترك قد تغير الجدول الزمني. لدينا بعض الحساسيات تجاه القيام ببعض الإنتاج هنا. العمل الفني مستمر». ورغم تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات بسبب تحرك أنقرة لشراء المنظومة الروسية، فقد لمحت تركيا إلى أنها قد تشتري مقاتلات روسية إذا رفضت الولايات المتحدة تسليم طائرات إف-35 التي اشترتها.

وقال دمير أمس إن روسيا عرضت بيع مقاتلات سوخوي-35 لتركيا وإن أنقرة تقوم بتقييم العرض. وأضاف أنه سيتم اتخاذ قرار بعد «التحليل الشامل» للعرض. وأضاف أن الجوانب المالية والاستراتيجية للعرض ستخضع للدراسة ومن ثم فلا يوجد قرار فوري.وقال «لن يكون من الصواب أن نقول إن حقبة إف-35 انتهت وإن حقبة سوخوي-35 بدأت لكننا نقيم العرض». من جانب آخر قال ثلاثة مسؤولين أتراك إن الرئيس رجب طيب أردوغان ربما يلغي زيارة إلى واشنطن الأسبوع المقبل احتجاجا على تصويت في مجلس النواب الأمريكي بتصنيف قتل الأرمن قبل قرن مضى بأنه إبادة جماعية والسعي لفرض عقوبات على تركيا. ومن المقرر أن يزور أردوغان واشنطن في 13 نوفمبر الحالي بدعوة من الرئيس دونالد ترامب لكنه قال الأسبوع الماضي إن التصويت يضع «علامة استفهام» على خطط الزيارة.

وقال مسؤول تركي كبير «هذه التحركات تلقي بظلالها بشدة على العلاقات بين البلدين وبسبب هذه القرارات فإن زيارة أردوغان قد عُلقت» مضيفا أن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد.

وتقول مصادر تركية إن ترامب وأردوغان بينهما رابط قوي رغم الغضب في الكونجرس من العملية التركية في سوريا وشراء أنقرة منظومة دفاع جوية روسية ورغم ما تعتبره أنقرة تصريحات غير دقيقة من ترامب.

وقد تلعب هذه الروابط دورا مهما في ظل شراء تركيا لمنظومة إس-400 الدفاعية الروسية، وهي صفقة تستوجب عقوبات بموجب القانون الأمريكي. على صعيد آخر أعلنت تركيا أمس أنها سترسل المعتقلين المسلحين إلى بلدانهم الأصلية حتى إذا كان تم تجرّيدهم من جنسياتهم. وذكر وزير الداخلية التركيّ سليمان صويلو أنّ تركيا تحتجز نحو 1.200 عنصر أجنبي من تنظيم «داعش» كما أوقفت 287 آخرين خلال عمليتها العسكرية الأخيرة في شمال تركيا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عنه قوله «بالطبع أولئك الذين في حوزتنا سنرسلهم إلى بلدانهم»، وتابع «رغم ذلك، ابتدع العالم وسيلة جديدة. يقولون +فلنجرّدهم من جنسيتهم فليخضعوا للمحاكمة حيثما كانوا».

وأضاف «من المستحيل أن نقبل بوجهة النظر هذه سنرسل عناصر «داعش» إلى بلدانهم سواء جرّدوهم من جنسياتهم ام لا». ولا يزال من غير الواضح إذا كان بوسع تركيا تنفيذ ذلك عمليا. ورفضت دول غربية في عدة مناسبات قبول عودة مواطنيها الذين غادروا للانضمام إلى تنظيم «داعش» في سوريا، وجردوا الكثير منهم من جنسيتهم.

ورغم أنّه بموجب اتفاقية نيويورك لعام 1961، فإنه من غير القانوني ترك شخص بدون جنسية، إلا أن العديد من الدول، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، لم تصدق عليها، وقد أثارت حالات أخيرة معارك قانونية طويلة.وجرّدت بريطانيا أكثر من 100 شخص من جنسيتهم بزعم انضمامهم إلى الجماعات الجهادية في الخارج. وأثارت قضايا بارزة من بينها قضية الشابة البريطانية المراهقة «شميمة بيجوم» وموظف آخر مزعوم «جاك ليتس» انضما إلى تنظيم «داعش» إجراءات قضائية ونقاش سياسي حاد في بريطانيا.