1359199
1359199
تقارير

الديمقراطيون يعانون من توتر وضغط نفسي في عهد ترامب

03 نوفمبر 2019
03 نوفمبر 2019

نيويورك- (أ ف ب): بعضهم قطع علاقته بأسرته والبعض الآخر هجر شبكات التواصل الاجتماعي ويمتنع عن الخوض في السياسة، وآخرون فتحت جروحهم النفسية.. هكذا انعكست فترة دونالد ترامب الرئاسية على بعض الديمقراطيين نفسيًا وشخصيًا.

وخلف التظاهرات المتكررة في معاقل الديمقراطيين مثل نيويورك والغضب البادي على مواقع التواصل الاجتماعي، تسببت رئاسة ترامب في الكثير من التوتر الشخصي والنفسي الذي لا يتم التطرق إليه إلا قليلا علنا لكنه يكشف انقسام الولايات المتحدة قبل عام من الانتخابات الرئاسية في 2020.

وتقول روت وهي مهندسة معمارية ستينية من اريزونا طلبت عدم كشف اسم عائلتها، أنها من أولئك الديمقراطيين الذين يرفضون دونالد ترامب «من أعماقها». وعندما اكتشفت في 2016 أن اثنين من أصدقائها القدامى يدعمون ترامب شعرت بـ«الخزي».

وأضافت: فكرت مليًا في كيفية إدارة صداقتنا» لكن في النهاية قررت انه لا يمكنني رفضهما بالكامل لا زلنا أصدقاء لكن أقل قربا. وتابعت: «هذا محبط جدًا وسيكون هناك أبدًا حاجز بيننا».

وروى كودي مايرز وهو مهندس كمبيوتر شاب من كارولاينا الشمالية لمنتدى إلكتروني كيف تخاصم هو وصديقته مع والدها اثر نشره فيديو مناهض لترامب. وأضاف إنه لم يعد يرغب اليوم في التحدث في الأمر حتى لا «يعيد فتح الجروح».

«محبط»

كثيرًا ما يجهد هؤلاء الأشخاص لتفادي القطيعة التامة ويمارسون على أنفسهم رقابة ذاتية ويتفادون الخوض في السياسة.

بين هؤلاء «دونا رامسل» التي تعمل في جامعة كورنيل بشمال نيويوك وتقول إنها تلتزم الحذر وتحاول معرفة الأفكار السياسية لمخاطبيها قبل أي محادثة.

وأضافت: لم نعد نتحدث في السياسة، الأمر بات ضارًا. لم نعد نعرف من يفكر في ماذا الأمر جنوني وهذا محبط».

وتابعت: في السابق كنا نمزح بشأن السياسة مثلا أناس يعرفون أني ديموقراطية يلصقون بظهري ملصقًا جمهوريًا، وكنا نضحك. لكن إذا فعل أحدهم ذلك اليوم سأغضب كثيرًا.

وتقول جاكلين ديلي وهي متقاعدة كاثوليكية ملتزمة من نيويورك أنها تخلت عن الخوض في السياسة مع أصدقائها في الكنيسة ومعظمهم من مؤيدي ترامب» حتى لا تخسرهم.

وأوضحت: «حدث أن جرت بيننا مناقشات صاخبة حول الهجرة والأطفال المحتجزين في أقفاص على الحدود وبعد دقائق قليلة ندرك أن أيا منا لن يغير موقفه فنتوقف عن النقاش».

ويقول كثيرون أنهم غادروا فيسبوك. فبحسب بريجيد بيشلار زميلة دونا راميل «مشكلة الشبكات الاجتماعية أنك ترى حقيقة من هم الناس، ولم أعد أرغب في رؤيتهم».

ويرى داريل ويست صاحب كتاب حول الانقسامات في اميركا صدر في مارس «الأمر يتجاوز السياسة ويمس المجتمع بأسره، والناس يعانون».

ويضيف هذا الديمقراطي الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع شقيقاته المؤيدات لترامب أنه لدى إعداد الكتاب «صدمت بالعدد الكبير من الشهادات من مجهولين الذين يروون مدى تأثر أسرهم بهذه الانقسامات». ويوضح «الأمر لم يبدأ مع ترامب، لكنه تفاقم معه».

«مصدوم بسبب ترامب»

الأخطر من هذا التوتر في العلاقات ربما هو أن البعض يعاني من ضغط نفسي استفحل منذ 2016. وتقول المعالجة النفسية بيتي تينج أن بين مرضاها ضحايا اعتداءات جنسية مع عوارض أججتها رئاسة ترامب.

وتضيف: إن وصول رجل تباهى في فيديو نشر قبل انتخابات 2016 بتمكنه من الاعتداء على نساء دون التعرض لعقاب، للرئاسة أعاد فتح بعض الجروح.

وتكرر الأمر ذاته في 2018 في معركة سياسية حول اتهامات باعتداء جنسي وجهتها كريستين بليزي فورد (مختصة في علم النفس) إلى القاضي بريت كافانو الذي عين في المحكمة العليا.وتقول تينج ان ترامب «يعقد عملنا».

والأكثر هشاشة هم المهاجرون أو الأشخاص المتحدرون من جماعات عرقية ودينية أو جنسية الذين كثيرًا ما يتعرضون لهجمات حكومة ترامب وأنصارها.

ويقول الأخصائي النفساني في مانهاتن مات ايبيل «كل من يشعر بأنه كان ضحية سلوك ظالم من شخص يملك سلطة لم تتم أبدا محاسبته، قد يعاني من صدمة بسبب ترامب».

واعتبر هذا الأخصائي الذي يعالج خصوصًا أناسًا من البيض من أوساط مرفهة ليسوا مستهدفين مباشرة بمواقف ترامب، أن انتخابات 2016 أظهرت أن المُناخ السياسي «يمكن أن يكون له أثر نفسي قوي» وأن السياسة التي لطالما اعتبرت من المحرمات في التحليل النفسي يمكن أن يتم التطرق إليها خلال العلاج. ورأى أيضًا أن المناخ السياسي الحالي سيء جدا على الصحة العقلية. وتساءل: من يمكنه أن يبقى سليمًا ومتوازنًا في هذا الظرف؟»، ليجيب «باستثناء الدلاي لاما، لا أحد».