hamda
hamda
أعمدة

مارد الأحذية

03 نوفمبر 2019
03 نوفمبر 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

انتهيت للتو من قراءة السيرة الذاتية لمؤسس شركة الأحذية العملاقة (نايك) الأمريكي فيل نايت، أو هي قصة حياة (نايك)، القصة تقع في أكثر من خمسمائة صفحة، لكنها سيرة محفزة وممتعة، هي قصة نجاح أو هي قصة فشل متكرر، لمحاسب شغوف بالرياضة، حاول أن يكون رياضيًا في بداية شبابه، لكنه طرد من فريق كرة القدم في الجامعة، وقد قال له المدرب إنه لا يصلح كرياضي، وأعاد الكرة في رياضة الجري لكنه أخفق، فأدرك أن الشغف وحده لن يجعله رياضيًا، لكنه عرف أيضًا أن الرياضة قدره الجميل الذي لا يستطيع أن يتخلى عنه، قرر في الرابعة والعشرين من عمره وحال إنهائه للدراسة الجامعية أن يتجول حول العالم، فكانت الرحلة التي غيرت حياته، وجعلته يتخذ قرارًا بأن يجعل الحياة أجمل لمن حوله.

بخمسين دولارًا استعارها من والده بدأ تجارته في بيع الأحذية، بدأها كمستورد لأحذية (تايجر) اليابانية، لكنه اكتشف أنه لا يريد فقط أن يبيع أحذية، إنما أراد أن تكون رياضة المشي أسلوب حياة، أراد أحذية تغير حياة من حوله، لم يبدأ تجارته لجني المال، وإنما ليساهم في صناعة التاريخ من خلال الأحذية، وبعد أزمة المصانع الأمريكية في الدول الفقيرة واستغلالها لفقر العمال، قرر أن يحول هذه الأزمة لمشروع غير به وضع العمال في العالم ليس فقط في شركة (نايك) ولكن في كل الشركات العابرة للقارات.

قرر أن ينهي عقده مع المصدر الياباني، ويبدأ في تصنيع أحذيته الخاصة، فكانت ولادة (نايك) إثر حلم لأحد زملائه في الشركة، ومن إيحاء زيارته لأثار الرومانية في اليونان، الشركة تأسست على مبادئ وقيم تشرب بها مساهمو نايك فيما بعد، وموظفوها.

تعلمت من هذه السيرة رسوخ المبادئ والقيم، ومعنى الإصرار على ما تؤمن به، تعلمت أن الشغف هو الذي يجلب المال لا العمل، وأن الأسرة في كل الأحوال يجب أن تبقى على قائمة الأولويات، فمع كل مشاغل (نايت) وصراعه من أجل البقاء ظلت الأسرة هي الحصن الحصين له، وهو القائل: «التجارة حرب من دون طلقات نارية، إلا أنها في الواقع حصن منيع ضد اندلاع الحروب»،

أعتقد أنها سيرة يجب أن تقرأ من قبل كل باحث عن عمل، كل صاحب عمل جديد، كل من يبحث عن شغف، كل من لديه حلم.