1359283
1359283
الاقتصادية

إطلاق الأطر العامة للمهارات المستقبلية لسوق العمل العماني.. مطلع ٢٠٢٠

03 نوفمبر 2019
03 نوفمبر 2019

كتبت ـ رحمة الكلبانية:

أعلنت مبادرة مهارات المستقبل التي ينفذها المجلس الأعلى للتخطيط بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي بأنه سيتم إطلاق الأطر العامة للمهارات المستقبلية التي يحتاجها سوق العمل العماني في بداية مطلع العام المقبل، كما كشفت المبادرة من خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته مساء أمس في فندق الشيراتون بروي عن الملامح الأولى للمبادرة ملقيةً الضوء على أهم الخطوات التي قامت بها حتى اليوم.

وتهدف المبادرة التي يترأسها معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي إلى تحديد المهارات التي من المتوقع أن تكتسب أهمية قصوى في سبيل تعزيز الإنتاجية الوطنية وسط بيئة عالمية تتوجه بشكل متسارع نحو الرقمنة، والأتمتة الكاملة للعمليات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي القائمة على البيانات الضخمة.

وأكد السنيدي على أهمية تبني مواكبة التغيرات العالمية، واكتساب المهارات التي تعين على ذلك، موضحا أن الوظائف التي تفقد بسبب التقنية باتت تعوض بمئات غيرها وأضاف: هناك حاجة متزايدة لمهارات «الذكاء الاجتماعي» والتي بفضلها يمكن التنبؤ باتجاهات البشر وتصرفاتهم في مواقف وحالات معينة كالمطر والزحام وغيرها.

وقالت السيدة روان آل سعيد، نائب رئيس مجلس الادارة لمـــــــــــبادرة مهارات المستقبل لـ « »: تأتي مبادرة مهارات المستقبل العُمانية في وقت تزداد فيه الحاجة إلى مثل هذه المبادرات، لا سيما أن العالم قد أصبح قرية متقاربة الأطراف، وتشهد رقمنة متسارعة في شتى مناحي الحياة نتيجة الاعتماد المتنامي على التقنيات المتقدمة، مؤكدة على توفر رؤية واضحة فيما يتعلق بأولويات تطوير مهارات الكوادر وإنتاجيتهم، حيث يلعب القطاع الخاص دورا حيوياً في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية على المدى الطويل، بل من مسؤوليته أن يدمج هذه الأولويات ضمن استراتيجياته من أجل المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية المرسومة ضمن الخطة الخمسية التاسعة وفي الاستراتيجية التحوّلية ضمن رؤية عمان 2040م».

ومن جانبها قالت شريفة طاهر، الرئيس التنفيذي للصندوق الوطني للتدريب في تصريحات لـ« » أن الصندوق بصدد إطلاق مبادرة «إنماء» بحلول العام المقبل إعادة تأهيل وتدريب المنتسبين للصندوق وإمدادهم بالمهارات المستقبلية التي ستخرج بها المبادرة، كما أن الصندوق يدرس تأهيل جميع الباحثين عن عمل والطلبة على مقاعد الدراسة كخطة مستقبلية له.

وتدرس المبادرة الفجوات القائمة فيما يتعلق بتقديم كل مهارة من هذه المهارات وإكسابها للكوادر العُمانية. ومن خلال الاستفادة من العديد من الاستبيانات الاستقصائية التي أجريت على قادة القطاع الخاص ومجموعات الشباب، علاوة على الاستفادة من الخبراء المحليين والدوليين، والمراجعات المعمّقة للأبحاث والدراسات المرتبطة بهذا المجال على مستوى العالم، صممت المبادرة إطارها التوجيهي الخاص لمهارات المستقبل ليكون نقطة انطلاق وتوجيه لصناع السياسات والقرارات وجميع ذوي العلاقة.

وتسعى المبادرة إلى حفز التعاون بين مختلف القطاعات من خلال مشاريع مشتركة ومرتبطة ببعضها البعض يشارك فيها كل من القطاعين العام والخاص، والعاملين في مختلف المجالات ذات العلاقة بالاقتصاد الوطني من جهة والأكاديميون من جهة أخرى ضمن إطار أطلق عليه «الشراكة بين القطاعين العام والخاص»، وسيتم استخلاص وصياغة العديد من هذه المبادرات من خلال لقاء تفاكري سيعقد قريباً في مسقط.

وصاحب المؤتمر الصحفي عرض أربعة من مشاريع الثورة الصناعية الرابعة، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والطائرات المسيّرة (الدرون) للتأكيد على أن المستقبل أصبح حاضراً ملموساً، وأن المهارات اللازمة للازدهار في خضم هذه التطورات تشهد تغيراً كبيراً هي الأخرى. وكانت الرسالة الأبرز هي الإقرار بأن التغيرات التقنية الحاصلة قد تتسبب في فقدان بعض الوظائف والمهن، إلا أنها في نفس الوقت ستصنع فرصاً ووظائف أخرى مع مرور الوقت.

وقد قام الفريق المسيّر للمبادرة، والذي يضم عددًا من الشخصيات الريادية من قطاع الأعمال، والتعليم والجهات الحكومية، بإطلاق دعوة موجهة إلى الموظفين والشباب وغيرهم من ذوي العلاقة للمشاركة في الاستبيان الخاص بهذه المبادرة نحو مستقبل اقتصادي رقمي. وقد أطلقت المبادرة كذلك موقعاً إلكترونياً خلال المؤتمر الصحفي، وسيقوم الموقع بجمع وعرض جميع الجهود المبذولة في هذه السياق إلى جانب تعهدات الدعم من أجل تحقيق النجاح الكامل لمبادرة مهارات المستقبل العُمانية.