1358399
1358399
العرب والعالم

تواصل الاحتجاجات في بغداد بعد ليلة عنيفة

02 نوفمبر 2019
02 نوفمبر 2019

العراق يدعو الدول الأجنبية إلى عدم التدخل في شؤونه -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (أ ف ب) -

شهدت العاصمة العراقية ليلة من العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين يطالبون بـ«إسقاط النظام»، ويحتلون ليل نهار ساحة التحرير بوسط بغداد رغم وعود السلطة بالإصلاحات. وأصيب العشرات بجروح الليلة قبل الماضية، بحسب ما قالت مصادر طبية، خلال مواجهات على جسر الجمهورية الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء، وجسر السنك الموازي له. ووفقاً لمصادر طبية وأمنية، قتل سبعة متظاهرين على الأقل في بغداد، بعضهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تُستخدم بالعادة وتطلقها الشرطة بشكل أفقي. وقتل شخص آخر في الناصرية (جنوب) ، برصاص حراس مقر مسؤول محلي.

وأمام موجة الاحتجاجات التي تتزايد يوماً بعد يوم، وعد الرئيس برهم صالح بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابي جديد.

وأكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أنه مستعد للاستقالة إذا ما وجد البديل.

لكن محمد (22 عاماً) الذي يتظاهر في ميدان التحرير قال إن «الناس يدركون تماماً ما يحدث: لقد وصلنا إلى مرحلة مهمة ويجب ألا نفقد كل شيء» من خلال قبول «إصلاحات خاطئة» اقترحتها السلطة. من جهته، قال حيدر (30 عاماً) «نجري انتخابات منذ 16 عاماً، ولم نستفد شيئاً».

ويرى المحلل المختص في شؤون العراق فنار حداد، أن التحدي الأكبر الذي يواجه السياسيين العراقيين حالياً، هو دعوات المحتجين إلى «استقالة النظام».

لكن «يبدو أن السياسيين لم يدركوا ذلك وما زالوا يستغلون المواقف لتسجيل النقاط ضد بعضهم البعض»، وفقا للمحلل.

من جهته ، أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس «التزام الكامل» بالخارطة التي وضعتها المرجعية الدينية، مؤكداً أن البرلمان سيعمل بشكل مكثف ومتواصل من أجل مطالب الشعب دون ضغط خارجي أو إرادات شخصية أو حزبية.

وقال الحلبوسي في بيان، إنه «في هذه الأيام المصيرية والأحداث المتسارعة في بلدنا العزيز وصيحات الإصلاح المتدفقة من حناجر المتظاهرين في محافظاتنا في ساحات التآخي والإيثار، نؤكد التزامنا الكامل بالخارطة التي وضعتها المرجعية».

وأضاف الحلبوسي: «لذا سيكون مجلسكم (مجلس النواب) أيها الشعب الكريم في حالة انعقاد دائم، يواصل ليله بنهاره، من أجل الإسراع بتنفيذ هذه الخارطة التي نظمت وأكملت مسيرة متطلباتكم بعراق حر وسيد ينعم أبناؤه جميعهم في ظله بالخير والرفاهية والأمن والأمان».

وشدد على اننا «سنعمل بجد واجتهاد على إجراء كل التعديلات الدستورية بالشراكة مع ممثلين عن المتظاهرين والنخب والخبراء والأكاديميين المحترمين ممن يعيشون الواقع العراقي بتفاصيله، ليحددوا مكامن الخلل ومواطن الإصلاح لتشخيص الخطوات المطلوبة التي توصلنا إلى الإصلاح المنشود، نعمل كبرلمان جميعاً بشكل مكثف ومتواصل من هذه الليلة من أجل الشعب ومطالبه، دون ضغط خارجي إقليمياً كان أو دولياً، ودون فرض إرادات شخصية أو حزبية؛ لنعيد زهو العراق ومجده، ولنعطي هذا الجيل فرصته برسم مستقبله، والمساهمة في إصلاحه وبنائه بوحدته وبكلمته وبمحض إرادته».

كما اكد رئيسا الجمهورية برهم صالح وائتلاف دولة القانون نوري المالكي، على ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم الإخلال بالأمن واستمرار شلل مؤسسات الدولة.

وقال مكتب المالكي في بيان إن «رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي استقبل بمكتبه امس رئيس الجمهورية برهم صالح»، مبينا انه «جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، كما تم مناقشة الإجراءات التي من شأنها أن تسهم في تلبية مطالب المتظاهرين».

وأكد الجانبان بحسب البيان «على ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم الإخلال بالأمن واستمرار شلل مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات وشركات النفط والموانئ، والإسراع في تنفيذ حزم الإصلاح التي أعلنت عنها الحكومة وحازت على ثقة ممثلي الشعب في مجلس النواب»، مطالباً «جميع القوى السياسية والفعاليات الجماهيرية بدعمها وان يتحلى الجميع بالوعي وتفويت الفرصة على الأعداء وقبر الفتنة».

على صعيد آخر، قررت نقابة المعلمين، الاستمرار بالعصيان الطلابي، رافضةً قرار وزيرة التربية الذي دعا إلى مواصلة الدوام الرسمي للأسبوع الحالي. ودعت وزارة الخارجية، أمس جميع الدول إلى الالتزام بمبدأ الالتزام بسيادة العراق وعدم التدخل في الشأن الداخلي.

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن «مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، وصدور بيانات من دول أجنبية ومنظمات دولية تؤكد الحكومة العراقية على احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم التي ضمنها لهم الدستور العراقي».

وأضافت «تعليقاً على ردود الأفعال التي صدرت عن الجهات الأجنبية بخصوص الوضع الراهن في العراق فإن الحكومة العراقية تدعو جميع الأطراف إلى ضرورة الالتزام بمبدأ احترام السيادة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي».