1356101
1356101
عمان اليوم

المشرف على برنامج تعليم القرآن الكريم الإلكتروني بـ «الأوقاف»: تسجيل 1600 طالب وطالبة وتعيين نحو 1360 معلما ومعلمة بمختلف المحافظات

02 نوفمبر 2019
02 نوفمبر 2019

أجرى الحوار : خالد بن راشد العدوي  -

أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن برنامج تعليم القرآن الكريم عن بعد يشكل نقلة نوعية في مجال الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الوزارة لأبناء المجتمع، ويهدف البرنامج إلى نشر ثقافة تعليم القرآن الكريم بين أبناء الوطن كافة باعتباره رسالة الإسلام الخالدة، إلى جانب تعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وتدريس أحكام التلاوة والتجويد عبر الفصول الافتراضية الحية. وبلغ عدد المسجلين في البرنامج للفصل الحالي 1600 طالب وطالبة تقريبا منذ انطلاق البرنامج بمعدل أكثر من 3 طلاب مسجلين في البرنامج من العائلة الواحدة ويتنافسون في الحفظ،

وأكدت الوزارة أنه تم تعيين ما يقارب 1360 معلما ومعلمة في مدارس تعليم القرآن الكريم موزعين على مختلف محافظات السلطنة. ولا تزال هناك حاجة مُلحة إلى تعينات إضافية في بعض المناطق بسبب تزايد الإقبال على مدارس القرآن من قِبل الأهالي وذلك لرغبتهم بإلحاق أبنائهم بها لينهلوا من معين القرآن الكريم.

وبلغ إجمالي المدارس 1645 مدرسة بأنواعها الثلاث التي هي عبارة عن مبان في مصليات النساء والمدارس المتكاملة والمجالس، ويتم حاليا تقليصها للعمل على المدارس المتكاملة وترك المجالس والمصليات.

وأشارت الوزارة إلى أن مدارس القرآن الكريم تشهد إقبالا متزايدا من مختلف شرائح وفئات المجتمع، وتولي مدارس القرآن الكريم اهتماما كبيرا لتطوير أدائها، وتم تذليل الكثير من الإشكاليات والتحديات التي كانت قائمة في السابق.

وللحديث أكثر تفصيلا عن كيفية تعليم الأبناء في مدارس القرآن الكريم والآليات المتبعة فيها، وطرقها التقت «$» بـ «هــــــلال بن حمود بن سالم الريامي» مدير دائرة مدارس القرآن الكريم والمشرف على برنامج تعليم القرآن الكريم الإلكتروني بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عبر حوار صحفي.

■ هل لكم أن توضحوا الدور الذي تقوم به مدارس تدريس القرآن الكريم؟

إن لمدارس القرآن الكريم أهمية عظيمة في المجتمع، وهذه الأهمية تنبع من أهمية ومكانة القرآن الكريم، فهو كتاب الله الخالد والمصدر الأول للتشريع ودستور الأمة إلى يوم القيامة، ولقد أصبحت مدارس القرآن الكريم ضرورة شرعية وتربوية في المجتمع، لأنها تؤازر الميادين التربوية الأخرى، كالأسرة والمدرسة، في تهذيب النشء وتزكيته وحمايته من الانزلاق والانجراف في تيارات الإلحاد وغيره، وبفضل الله فإن مدارس القرآن الكريم بالسلطنة تقوم بدور بارز وملحوظ في هذا الجانب.

وإلى جانب الخيرية التي يحصل عليها معلم ومتعلم القرآن الكريم - والتي وعد بها النبي صلى الله عليه وسلم- فإن الملتحق بهذه المدارس يحصل على قدر كافٍ من علم التجويد الذي يعينه على إتقان القراءة الصحيحة لكتاب الله تعالى. بالإضافة إلى أن هذه المدارس تسهم في إخراج جيل صالح يعرف حق الله ويحترم حقوق الناس.

■ ما مدى الإقبال التي يقدم عليه أبناء المجتمع؟

بفضل الله تشهد مدارس القرآن الكريم إقبالا متزايدا من مختلف شرائح وفئات المجتمع. فهذه المدارس يستفيد منها الصغير قبل الكبير، ولا تقتصر على فئة دون أخرى. فهي تستقطب مختلف الشرائح العمرية ابتداءً من عمر 4 سنوات وحتى كبار السن. فهذه المدارس تعتبر نظاما تعليميا مجانيا يحق لأي فرد من أفراد المجتمع أن يحصل عليه.

■ كيف تتابعون مدى الفائدة التي يجنيها الناشئة من تعليم القرآن الكريم؟

لمتابعة هذا الأمر فإن دائرة مدارس القرآن الكريم تقوم بعمل إحصائيات مستمرة لحصر مخرجات هذه المدارس. ولتجويد هذه المخرجات فإن الدائرة عملت على وضع تقويم سنوي ينظم العمل بهذه المدارس ويحدد مواعيد بدء الفصول الدراسية بها، وقد صدر هذا التقويم بعد أن تم اعتماده من وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

■ ما التحديات التي تواجهكم؟ وكيف تتعاملون معها؟ وما هي الآلية التي تضعونها لتسخير الإمكانيات الهادفة من ذلك؟

بفضل الله وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تولي مدارس القرآن الكريم اهتماما كبيرا لتطوير أدائها، فقد تم تجاوز الكثير من الإشكاليات التي كانت قائمة في السابق وتذللت كثير من الصعاب، والآن مدارس القرآن الكريم تخطو بخطى واثقة لتحقيق الأهداف المناطة بها. وقد كان التحدي الأكبر هو عدم كفاية الدعم المادي لتغطية احتياجات المدارس القائمة أو بناء المدارس الجديدة إلا أنه بفضل الله قد تمت الموافقة على إنشاء صندوق المدارس الخيري وهذا سيكون رافدا كبيرا لدعم مدارس القرآن الكريم.

■ كم هي الأعداد المنتسبة لهذه المدارس سنويا؟ وأي الفئات العمرية تجدونها تقبل على المشاركة؟

بلغ عدد المستفيدين من هذه المدارس في العام الماضي 100 ألف طالب وطالبة تقريبا من مختلف محافظات السلطنة ومن مختلف الشرائح العمرية. وأكثر هذه الشرائح إقبالا على الدراسة بمدارس القرآن الكريم هن فئة النساء ثم تليها فئة طلبة ما دون المدرسة، ثم فئة طلبة مدارس التربية حيث يلتحقون للدراسة بمدارس القرآن في الفترة المسائية.

■ هل التعليم عن بعد له تأثير على مدارس تحفيظ القرآن الكريم وخاصة في زخم نمط الحياة العامة لدى الأبناء؟ وما مدى الإقبال على التعليم عن بعد؟ وهل أصبحت ثقافة اتبعتها العائلات في المجتمع من أجل ترسيخ الفكرة لدى الناشئة؟

يشكل برنامج تعليم القرآن الكريم عن بعد نقلة نوعية في مجال الخدمات الإلكترونية التي تقدمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لأبناء المجتمع، حيث يهدف هذا البرنامج إلى نشر ثقافة تعليم القرآن الكريم بين أبناء الوطن العزيز كافة باعتباره رسالة الإسلام الخالدة، إلى جانب تعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وتدريس أحكام التلاوة والتجويد عبر الفصول الافتراضية الحية، فهو يسهم في تيسير حفظ القرآن الكريم لمختلف أطياف المجتمع ذكورا وإناثا لا سيما الذين لا يتمكنون من الالتحاق بمدارس القرآن الكريم النظامية لظروف عملهم أو دراستهم و ارتباطاتهم الحياتية المختلفة. علما بأن البرنامج يأتي مكملا ومسايرا للدور الذي تقوم به مدارس القرآن الكريم النظامية بمختلف مناطق ومحافظات السلطنة.

ومنذ انطلاق البرنامج وأعداد الملتحقين به في تزايد بفضل الله، فقد بلغ عدد المسجلين في البرنامج للفصل الحالي 1600 طالب وطالبة تقريبا. تجد من العائلة الواحدة أكثر من 3 أفراد مسجلين في البرنامج ويتنافسون في الحفظ، وهذا يعطينا مؤشراً بأن هناك قبولا كبيرا من قبل العائلات لمثل هذه البرامج الهادفة.

إلا أننا لا ننكر بأن هناك بعض المعوقات التي تحيل دون انتظام بعض الطلبة في الدراسة بالبرنامج وأهمها ضعف شبكة الإنترنت في كثير من محافظات السلطنة، أو عدم توفر الخبرة الكافية لدى بعض الأفراد المسجلين في البرنامج حول كيفية التعامل مع جهاز الحاسب الآلي والدخول للإنترنت.

■ ما هي الاستراتيجية المتبعة في نظم حفظ القرآن الكريم؟ وما هي الخطط المستقبلية التي سوف تعتمدها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية؟

تسير مدارس القرآن الكريم وفق خطة ممنهجة وتقويم سنوي معتمد من قبل وزير الأوقاف والشؤون الدينية لتنظيم عمل هذه المدارس وتحديد مواعيد بدء الفصول الدراسية والبرامج الشتوية والصيفية بها. وقد صدر مؤخرا منهج القلاع السبع لحفظ القرآن الكريم، وقد تم توزيعه بفضل الله على جميع الدارسين الملتحقين بالمدارس القرآنية في مختلف محافظات السلطنة، وهذا المنهج سيسهم في رفع إنتاجية هذه المدارس وتخريج كوكبة من حفظة القرآن الكريم. وهذا المنهج هو فاتحة لمناهج أخرى قادمة بإذن الله.

■ كيف يتم توزيع المدارس القرآن الكريم في ولايات السلطنة؟ وما الآلية التي تتبعها الوزارة من انتشارها وتوسعها؟

يتم توزيع مدرسي القرآن الكريم ومدرساته في الولايات والقرى وفق الكثافة السكانية وحاجة هذه المناطق وبالنظر إلى توفر المكان المناسب والمهيأ للتدريس. فقد تم تعيين ما يقارب 1360 معلما ومعلمة إلى يومنا هذا موزعين على مختلف محافظات السلطنة. ولا تزال هناك حاجة مُلحة إلى تعيينات إضافية في بعض المناطق بسبب تزايد الإقبال على مدارس القرآن من قِبل الأهالي وذلك لرغبتهم بإلحاق أبنائهم بها لينهلوا من معين القرآن الكريم.

■ كم تبلغ عدد مدارس تعليم القرآن الكريم في مختلف المحافظات والولايات حتى نهاية يوليو 2019؟

مدارس القرآن الكريم عبارة عن ثلاثة أنواع من المباني فيوجد مصليات النساء والمدارس المتكاملة والمجالس ومجموع المدارس 1645 مدرسة بأنواعها الثلاث ، ويتم حاليا تقليصها للعمل على المدارس المتكاملة وترك المجالس والمصليات .

■ كيف تتم عمليات تسجيل الطلاب في المدارس أو ما هي الآلية المتبعة؟ ومن هم المستهدفون؟

عملية التسجيل في الوقت الحالي للمدارس التقليدية يتم عن طريق الإعلان من قبل قسم المدارس بالمحافظات والإدارات في منتصف شهر أبريل بناء على التقويم السنوي لمدارس القرآن الكريم، ولكن في القريب العاجل سوف يكون التسجيل عن طريق الموقع الإلكتروني لبرنامج تعليم القرآن الكريم، حيث يمكن لولي الأمر تسجيل أولاده في المدارس القريبة منه عن طريق الموقع الإلكتروني.

■ ما أبرز النجاحات والإيجابيات التي حققتها مدارس تعليم القرآن الكريم خلال هذا العام؟

يوجد نجاحات كبيرة لمدارس القرآن الكريم فقد ارتفع عدد الطلاب من 10 آلاف طالب إلى 100 طالب في الفترة الأخيرة الماضية، كذلك حصل موقع تعليم القرآن الكريم كأفضل موقع لخدمة القرآن الكريم على مستوى العالم في جائزة الكويت الدولية في أبريل 2018 م.

■ هل هناك متطوعون أو متطوعات للعمل في تلك المدارس؟

نعم يوجد متطوعون لتدريس القرآن الكريم ومتطوعات، فالوزارة تمنح تصاريح لمن أراد التطوع في تدريس القرآن الكريم، وهؤلاء المتطوعون لا يتقاضون أي مبلغ مقابل تطوعهم لتدريس القرآن الكريم .

■ كم يتم تعيين المعلمين والمعلمات في تلك المدارس؟

يتم التعيين في مدارس القرآن الكريم عن طريق سجل القوى العاملة مثل حال باقي الوزارات الأخرى.

■ هل تخضع المنظومة التعليمية لبرامج تأهيلية وتدريبية للرقي بالعملية التعليمية؟ وما هي تلك البرامج وكم عددها خلال هذا العام ونوعها؟

يوجد برامج إنمائية تنمي مهارات مدرسي القرآن الكريم ومدرساته، ويوجد برامج أسبوعية ترفع من المستوى المعرفي والأدائي للمدرس، كذلك يوجد برنامج عام لمدة أسبوعين في كل عام بناء على التقويم السنوي لدائرة مدارس القرآن الكريم يتم فيه عمل دورات تخصصية ترفع من شأن مدرس القرآن الكريم ومدرساته، مما ينعكس إيجابا على مخرجات المنظومة التعليمية بمدارس القرآن الكريم.

■ هل يوجد دعم وميزانية خاصة لمدارس القرآن الكريم؟ وهل أتاحت الوزارة طريقة لمن أراد التصدق ودعم المدارس القرآنية؟

للأسف الشديد لا يوجد أي مخصصات مالية لمدارس القرآن الكريم، ولكن الوزارة أتاحت التصدق الإلكتروني للمدارس عن طريق موقع تعليم القرآن الكريم، وكما يعلم الجميع أن لتطوير هذه المنظومة سنحتاج لمخصصات مالية لا تقل عن مليون ريال عماني سنويا، يذهب للتدريب والكتب الدراسية وتحسين الموقع الإلكتروني، بل وضع بند مالي خاص بمدارس القرآن الكريم أصبح ضرورة من الضرورات.