1357274
1357274
المنوعات

جوخة الحارثية: القارئ في العالم عندما يقرأ أي رواية فإنه يلمس نفسه فيها لاشتراك القيم الكونية

01 نوفمبر 2019
01 نوفمبر 2019

في جلسة حوارية ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب -

الشارقة: ماجد الندابي -

أقامت اللجنة المنظمة لفعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38 جلسة حوارية احتفائية بالكاتبة والروائية العمانية د.جوخة الحارثية الفائزة بجائزة مان بوكر الدولية وأدارت الجلسة المذيعة رانيا سعدي، بحضور عدد من الكتاب والمثقفين.

في بداية الجلسة تحدثت الحارثية عن محلة التكوين الثقافي الأول لتجربتها حيث ذكرت أنها كانت محظوظة كونها نشأت في عائلة أدبية، فجدها كان شاعرا كلاسيكيا وهو الشاعر أحمد الحارثي حيث وصفته بأنه هو آخر الشعراء الكلاسيكيين الذين كانوا يكتبون الشعر العمودي المقفى، وكذلك كان خالها شاعرا ورحالة وهو الشاعر والأديب محمد الحارثي، وأمها كانت مثقفة وقارئة ثقفت نفسها بنفسها من خلال الكتب الموجودة في مكتبة المنزل، هذه المكتبة التي كانت تزخر بكتب الأدب والتراث، فأخذت جوخة تقرأ ما كانت تقرأه أمها مثل كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وكتاب العقد الفريد لابن عبد ربه.

وأشارت الحارثية إلى أنها عثرت في مرة من المرات على كنز ثمين يتمثل في مكتبة منسية في منزل جدتها وكانت مليئة بالكتب الأدبية والروايات من أمثال روايات أجاثا كريستي وروايات نجيب محفوظ وغيرها من الكتب التي كانت تضج بها المطابع في فترة الثمانينيات وقد أحضرها أخوالها من مصر.

وفي مرحلة الابتدائية كانت تكتب رسائل إلى معلماتها، وبدأت كتابة القصص القصيرة في مرحلة الإعدادية، وكانت كل هذه الكتابات تحتفظ بها لنفسها، ولكن البداية الحقيقية كانت أثناء دراستها في الجامعة، فكانت تنشر نصوصها باسمها الحقيقي على الرغم من تحفظ بعض الأقارب «كون أن أبي هو شيخ تقليدي لقبيلة إلا أنه كان متفهما لقضية النشر، وعندما تزوجت، كان زوجي وعائلتي هم خير معينين لي في مسألة النشر والكتابة».

وعن رواية سيدات القمر تقول الحارثية: هي رواية كنت أفكر من خلالها كيف يمكن لنا أن نتكيف مع التغيرات التي في بلادنا وفي منطقة الخليج عامة، وكيف نستجيب لهذه التغيرات، وكيف أن هذه التغيرات أثرت حتى على القيم المجتمعية، وأنا معنية بحركة الإنسان داخل التاريخ، وبحركته أيضا داخل المجتمع، كما أنني أولي عناية خاصة في ما يتعلق بالعلاقات الإنسانية. وهذا يتمثل في علاقة خولة بحبيبها التي عاشت معه فترة الطفولة، وظنت أنه عندما يكبران سيتزوجها ولكنه سافر وتزوج من امرأة أخرى. وكذلك علاقة شخصية عبدالله بأبيه.

وحول قصة ترجمة روايتها «سيدات القمر إلى الإنجليزية» فتقول جوخة أنها أثناء دراستها للدكتوراه في جامعة ادنبرة كان المشرفون على رسالتها يتبدلون باستمرار وكانت إحداهن هي المترجمة مارلين فكنت أتبادل معها مئات الرسائل عبر الإيميل ولم أكن قد التقيت بها بعد وعندما التقيت بها أعطيتها نسخة من روايتي الجديدة «سيدات القمر» فقرأتها وأعجبت بها وقالت أنها ستقوم بترجمتها، ولذلك بحثت عن وكيل أدبي فوجدت ناشرا في اسكتلندا، وأثناء الترجمة لم تكن مارلين قد زارت عمان من قبل وفي حقيقة الأمر كانت جوخة مرنة بالنسبة لعملية الترجمة وكانت تساعد مارلين في معرفة الأدوات والأشياء التي لم ترها مارلين من قبل، مثل الفلج، والمندوس والسجادة، كما أن بعض فصول الرواية كتب باللغة العربية بلغة شاعرية ولكن عندما تمت ترجمتها افتقدت ذلك الشكل الشاعري فطلبت من المترجمة أن تعيد ذلك الفصل لكي يتناسق مع روحه التي كتب بها في اللغة العربية، فقامت مارلين بإعادة ترجمته.

أما عن ترشيحها لجائزة مان بوكر الدولية فالناشر والوكيل الأدبي هما من قاما بترشيحها ودخلت للتنافس في القائمة الطويلة. والرواية بنسختها العربية صدرت عن دار الآداب في عام 2010، وصدرت ترجمتها إلى الإنجليزية في عام 2019، وأشارت جوخه إلى أن هذا أمر عادي فبعض الروايات التي ضمتها القائمة القصيرة صدر بعضها في عام 2008 في لغتها الأصلية قبل أن تترجم في 2019 وتدخل المنافسة في القائمة القصيرة.

وعن كتب الأطفال تقول جوخة التي كتبت 3 كتب للأطفال أن الكتابة للأطفال هي الأقرب إلى نفسها ذلك لأن هذه الكتب كانت موجهة لأطفالها الذين كانوا هم المحفز الأول لكتابتها للطفل، وقالت مازحة بأن أطفالها فضلوا أن يذهبوا لحضور فعالية مقدم البرامج الأمريكي «ستيف هارفي» الذي تتزامن محاضرته في المعرض مع هذه الفعالية بدلا من حضور فعالية أمهم.

كما تحدثت جوخة عن روايتها «نارنجة» التي فازت بجائزة السلطان للثقافة والفنون والآداب مبينة أن هذه الرواية أيضا لها علاقة بالتاريخ والمجتمع والعلاقات الإنسانية ولكنها تركز على شخصية واحدة أو شخصيتين، بخلاف رواية سيدات القمر التي كثرت فيها الشخصيات. وهذه الرواية تتحدث عن امرأة من العصر القديم من النساء القويات التي كانت لها استقلالية في شخصيتها ومبادئها وأنها ليست ظلا على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تحيط بها.

وعن تقبل القارئ الأجنبي لروايتها المترجمة تقول أن القارئ في العالم عندما يقرأ أي رواية فإنه يلمس نفسه فيها، حتى لو اختلفت البيئة التي كتبت فيها هذه الرواية ولكن هناك قيم كونية يشترك فيها البشر، وأن جوهرنا الإنساني متشابه، ولذلك كان المتلقي إيجابيا جدا وذلك ما لمسته من خلال الناشرة الأمريكية والناشرة الهندية حيث دخلت الرواية في الكتب الأكثر مبيعا.

وعن علاقتها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب فتقول أن لقائي بالقراء هو مكسب بالنسبة لي، وعلى مدى العشر سنوات الماضية كنت لا أفوت هذا المعرض أنا وعائلتي.

وعن أهمية الترجمة في التعريف بالأدب العماني فقالت إن هذه العملية مهمة وينبغي أن يكون هذا الدور هو دور مؤسسي من أجل دعم الأدب العربي، وتسويق هذا المنتج الأدبي في دور نشر أجنبية في الغرب، لكي يصل هذا الأدب الأصيل إلى المتلقي العالمي.

وعن المسؤولية التي ألقتها هذه الجائزة على عاتق جوخة الحارثي فتقول إنها هي مسؤولية كبيرة، وأنا الآن في طور كتابة رواية جديدة، ولكنني أريد أن أرتاح قليل قبل أن أستمر في كتابة هذه الرواية وذلك لأنني تعبت كثير من الجولات التي قمت بها واللقاءات والحوارات والمحاضرات التي ألقيتها بعد فوزي بهذه الجائزة، كما أنني وقعت عقودا لـ 15 لغة سيتم ترجمة روايتي إليها.