صحافة

الأيام :تشكيل الحكومة الإسرائيلية

01 نوفمبر 2019
01 نوفمبر 2019

في زاوية آراء كتب هاني حبيب مقالاً بعنوان: تشكيل الحكومة الإسرائيلية: البعض يريدها «مُقَلّصة»! ،جاء فيه:

رغم تداول العديد من السيناريوهات والخيارات، فشل المكلف السابق لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو في اجتياز مختلف العقبات، الأمر الذي أدى إلى بدء مرحلة جديدة ينتقل التكليف بتشكيل الحكومة منه «نتانياهو» إلى آخر، وهو في هذه الحالة بيني غانتس زعيم تكتل «أزرق ـ أبيض» الذي بدوره يواجه ذات الخيارات والسيناريوهات التي تنحصر في الغالب بين حكومة وحدة وطنية، أو حكومة ضيقة، في مقالنا هذا سنتناول الخيار الثاني: حكومة ضيقة أو مقلّصة بأقل من 61 صوتاً، بدعم من «إسرائيل بيتنا» بزعامة ليبرمان، والقائمة العربية المشتركة من الخارج.

بدايةً ، هذا الخيار ليس خياراً حقيقياً أو واقعياً ، واحتمالات الوصول إليه محدودة إن لم تكن منعدمة، مع ذلك يتم تداوله ، إما باعتباره الخيار الأمثل مقارنةً بفشل خيار حكومة وحدة وطنية ، أو كشكل من أشكال الضغط على التكتل اليميني بزعامة نتنياهو من أجل الاستجابة لاشتراطات «أزرق ـ أبيض» من أجل العودة إلى خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية ، من دون «الحريديم» ومن دون دعم القائمة العربية الموحدة.

إذا ما عمل غانتس على هذا الخيار، فإنه سيأخذ بالاعتبار، رداً على من يأخذ على هذه الحكومة عدم استقرارها وعمرها القصير، أن تشكيل حكومة أقلية في إسرائيل ليس بالأمر الجديد، فحكومة اسحق رابين الخامسة والعشرون ، استمرت لعامين كاملين ، وبإمكان غانتس في ظل هذه الحكومة توسيع نطاق دعمها ، والرهان هنا على أن بعض الأحزاب «الحريدية» لا تستطيع العيش سياسياً من دون المشاركة بالحكومة ، أي حكومة ، خاصة أن إمكانيات تصدُّع تكتل اليمين أكثر احتمالاً في حال «كما هو متوقع» توجيه لائحة اتهام ضد نتانياهو، وأول هذه التصدعات قد تشمل حزب «الليكود» نفسه، بزعامة الثنائي ساعر وكاتس ، إمكانيات تحول الحكومة المقلّصة إلى حكومة عادية بـ 61 صوتاً وربما أكثر واردة ، كما يرى الداعون إلى تشكيل هذه الحكومة من قبل غانتس. أكثر من ذلك ، فإن تشكيل حكومة مقلّصة بزعامة غانتس ، من شأنه ولأول مرة منذ بضع سنوات وعدة انتخابات برلمانية ، يتم إبعاد نتنياهو عن تشكيل حكومة إسرائيلية ، حيث بات مع الزمن ، وكأنه المقاول الوحيد الحصري لتشكيل حكومات إسرائيل ، والرجل القوي ، الملك ، الذي لا يمكن استبداله.

إن من شأن هذه الحكومة ، أن تقوم بتسيير أعمال الدولة ، ولو على نطاق ضيق ، بعد أن تعطّلت خلال عام كامل ، وبإمكانها اتخاذ بعض القرارات التي من شأنها أن تعيد الحياة الى وزارات ومؤسسات الدولة ، والأهم من ذلك كله ، أن مثل هذه الحكومة ، ستبعد شبح انتخابات ثالثة ، لا يريدها أحد سوى نتانياهو، الذي يعمل على هذا الهدف ، شريطة أن يحمل المسؤولية في ذلك إلى «أزرق ـ أبيض»، حكومة ضيقة ، ستشكل نهاية نتانياهو السياسية التي ستتعزز أكثر مع احتمالات كبيرة بتوجيه لوائح اتهام ضده!