صحافة

الاستقلال :الموساد الإسرائيلي والتحدي الإيراني

01 نوفمبر 2019
01 نوفمبر 2019

في زاوية أقلام وآراء كتب جمعة تايه مقالاً بعنوان: الموساد الإسرائيلي والتحدي الإيراني، جاء فيه :

تعتبر «إسرائيل» إيران أنها الخطر الاستراتيجي الأهم على وجودها والعدو الأول الذي يهدد كيانها بالزوال أو الإضعاف والتراجع عن مشروعها التوسعي، على الرغم من البعد الجغرافي بين الدولتين إلا أن «إسرائيل» القائمة على الأمن أصلا في كل تفاصيل تحركاتها العسكرية والسياسية ، تنظر لإيران على أنها دولة إقليمية قوية ، تتطور عسكرياً وتملك قرارها السياسي، ومنذ الثورة الإسلامية وهي تتقدم علمياً واقتصادياً حتى اقتربت من صناعة القنبلة النووية.

«إسرائيل» كدولة قوية في محيط عربي يرفضها وينبذها ويعارض التطبيع معها (الشعوب)، تطمح أن تكون هي الأقوى والمسيطرة والمهيمنة دائماً، فقد تصالحت مع الجيران عبر اتفاقيات سلام مع (مصر، والأردن) وطبّعت مع الآخرين فأمِنت جانبهم وقد حيّدت جيوش تلك الدول. وفي المقابل تحاول أن تواجه التحدي الإيراني المتقدم نحو الإقليم خاصةً من الناحية الاقتصادية، فإيران لديها جيش قوي يمتلك أحدث الأسلحة، الآف الخبراء النوويين الذين يعملون ليل نهار على تطوير قدرات إيران النووية، مساحة جغرافية تمتد مئات الآف الكيلومترات، نظام سياسي مستقر، حرس ثوري تجاوز جنوده ثلاثة ملايين.

وحينما رأت «إسرائيل» هذا التطور وخاصةً أن إيران أصبحت تمتلك صواريخ دقيقة بعيدة المدى، وأكثر فعالية وتأثيراً، بدأت تعمل على محاولة إيقاف إيران وتخويفها وإفشالها، فحرضت أمريكا المعادية لإيران وتخويفها بعقوبات اقتصادية والتي استمرت لـ 12 عاماً ووصلت لـ (700) مليار دولار.

ولقد عمل الموساد الإسرائيلي ولسنوات عديدة بانتهاج طرق وأساليب متعددة لإفشال تقدم إيران العسكري والنووي، فقد قام الموساد باغتيال عدد من العلماء والخبراء الإيرانيين في إيران وخارجها، أو تعقب بعضهم في بلاد أوروبا وغيرها، واختطفاهم وحجزهم وتم التحقيق معهم بالتعاون مع المخابرات العالمية، ولا سيما الأمريكية لانتزاع الاعتراف منهم.

اختراق الأرشيف النووي الإيراني كما يدّعي يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد الحالي، وسرقة عشرات الآلاف من الأوراق والوثائق التي تتعلق بالمشروع النووي ، حيث كانت هذه العملية سبباً في تأخير إيران من الوصول إلى القنبلة النووية.

محاولة إفشال الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمي 2015، حيث دفعت أمريكا لـ «إسرائيل» 30 مليار معدات عسكرية كي لا تقوم بتخريب الاتفاق وإفشاله، ثم يأتي ترامب وبعد أربع سنوات ليعلن انسحاب أمريكيا من الاتفاق فقط من أجل إرضاء «إسرائيل» وموسادها. حاولت «إسرائيل» وفي غرفها المغلقة وفي اجتماعات الموساد والاستخبارات العسكرية توجيه ضربة عسكرية لإيران وعارض ذلك (مئير داجان) رئيس الموساد السابق حيث صرح: أن «إسرائيل» لا تستطيع أن تضرب إيران وليس لديها القدرة على تدمير مشروع إيران النووي ؛ مما أحدث نقاشاً وجدلا كبيراً بين قيادة الكيان ورؤساء الأحزاب الصهيونية، وقد اعتبر داجان أنه قد كشف سراً للعالم وشكك في قدرة «إسرائيل» العسكرية.

تتبعت «إسرائيل» بواسطة موسادها قاسم سليماني وحاولت اغتياله في بيروت سنة 2006م، وفي شمال طهران سنة 2019م، واعتبرته من أخطر الشخصيات على كيانها ، كونه يترأس فيلق القدس، ويعمل على إنشاء تشكيلات عسكرية في سوريا العراق ولبنان ، كي تكون ذراعاً ضارباً في أي حرب قادمة كما تزعم «إسرائيل» .