1356341
1356341
العرب والعالم

دمشق تندد «بالاحتلال» والمعارضة تطالب بالعدالة في اجتماع اللجنة الدستورية

30 أكتوبر 2019
30 أكتوبر 2019

الجيش السوري يدعو القوات الكردية للانخراط في صفوفه -

دمشق- عمان - بسام جميدة- وكالات:-

نددت الحكومة السورية باحتلال أراضيها في حين طالبت المعارضة بالعدالة والسلام أمس مع بدء أعمال لجنة تدعمها الأمم المتحدة شُكّلت لتحقيق مصالحة سياسية تنهي الحرب المستمرة منذ سنوات.

ويمثل اجتماع اللجنة الدستورية، المؤلفة من أعضاء من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، خطوة أولى فيما تقول الأمم المتحدة إنه طريق طويل نحو التوافق السياسي.

لكن خبراء يشككون بشدة فيما إذا كانت حكومة دمشق ستكون مستعدة لتقديم الكثير من التنازلات خلال المفاوضات بعدما عززت سيطرتها العسكرية على الأرض.

وانتقد أحمد الكزبري الرئيس المشارك للجنة من جانب الحكومة، في تصريحات خلال المراسم الافتتاحية، «الإرهاب» وأشاد بالجيش السوري و«تضحياته وبطولاته».

وأضاف: إن «أي وجود لقوات محتلة على أرضنا وسطو على موارد بلدنا واستمرار في فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب من شأنه أن يهدد المسار السياسي برمته بالإضافة إلى تعارضه مع الشرعية الدولية».

وقال هادي البحرة الرئيس المشارك للجنة من المعارضة: إن حجم الدمار في سوريا بلغ 65 %، مضيفًا: «آن الأوان كي نؤمن بأن النصر في سوريا هو كل شيء عن تحقيق العدالة وكسب السلام وليس الفوز في الحرب».

وجلس أعضاء وفدي الحكومة والمعارضة قبالة بعضهم البعض بوجوه جامدة في قاعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص جير بيدرسن ودعم من قوى عالمية.

وتستهدف اللجنة التي تضم 150 عضوًا تمهيد الطريق إلى إصلاح سياسي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة في سوريا، حيث أودت الحرب بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وأجبرت الملايين على الفرار منذ مارس 2011.

وتشارك كل من الحكومة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني بخمسين عضوا في اللجنة. ويتضمن كل وفد أكرادًا لكن دون أي ممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية أو فصيلها الرئيسي وحدات حماية الشعب الكردية.

وهناك مجموعة فرعية من 45 عضوًا مكلفة بصياغة دستور جديد أو تعديل دستور عام 2012.

وقال بيدرسن للمجتمعين «نحن أمام لحظة تاريخية». وأقر: إن جلوس الوفود معا في غرفة واحدة ليس سهلا، وقال: إن «الطريق أمامنا لن يكون سهلا».

وأضاف: «مجرد وجودكم هنا اليوم، وأنكم جلستم سويًا وجهًا لوجه مستعدين لبدء الحوار والمفاوضات هو في اعتقادي دليل قوي على أن هناك أملا للسوريين في كل مكان، في داخل وخارج سوريا». ولم يصافح رئيسًا اللجنة بعضهما في نهاية المراسم التي استمرت 45 دقيقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول بعد لقائه بنظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والروسي سيرجي لافروف في المدينة السويسرية «إنها فقط بداية عملية صعبة جدا ستمثل إدارتها تحديا كبيرا». وأضاف: «يجب أن تكون (اللجنة) ملكا للسوريين وبقيادة السوريين، يجب أن تكون صالحة ويعتبرها الشعب السوري كذلك».

وقال البحرة ردًا على سؤال عن الأكراد إنه يعتقد أن هناك تمثيلًا جيدا بشكل عام لكل أطياف الشعب السوري في اللجنة. من ناحية ثانية، دعا الجيش السوري مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للانخراط في صفوفه حسبما ذكرت أمس وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، وذلك بعدما انتشرت قواته في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية على طول الحدود مع تركيا للتصدي لهجوم أنقرة. وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان نقلته سانا: إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وبعد بسط سيطرتها على مناطق واسعة من الجزيرة السورية، تدعو عناصر المجموعات المسماة (قوات سوريا الديمقراطية) إلى الانخراط في وحدات الجيش للتصدي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية».

وتأتي هذه الدعوة غداة إعلان روسيا اكتمال انسحاب القوات الكردية من المنطقة، تنفيذًا لاتفاق توصلت إليه موسكو وأنقرة في 22 أكتوبر ونصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد بعمق 30 كيلومترًا خلال مهلة 150 ساعة، انتهت الثلاثاء الساعة 15.00 ت ج.

ويعدّ اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا بمثابة هزيمة للقوات الكردية التي توشك على خسارة المناطق التي كانت تسيطر عليها في سوريا وتساوي مساحتها نحو ثلث مساحة البلاد.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى «أننا في سوريا نواجه عدوًا واحدًا ويجب أن نبذل مع أبناء سوريا الموحدة من عرب وأكراد دماءنا لاسترداد كل شبر من أراضي سوريا الحبيبة» معربة عن استعدادها لـ«تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنيًا».

ونقلت سانا كذلك عن وزارة الداخلية السورية القول إنها جاهزة «لتقديم كافة الخدمات المتعلقة بشؤون الأحوال المدنية لجميع أهالي منطقة الجزيرة السورية الذين منعتهم ظروفهم الصعبة من الحصول عليها».

وبحسب سانا، أعلنت الوزارة في بيان أنها مستعدة لاستقبال «كل من يرغب بالالتحاق بوحدات قوى الأمن الداخلي من المجموعات المسماة أسايش»، وهي وحدات أمن داخلي تابعة للإدارة الذاتية.

وبدأت أنقرة مع فصائل سورية موالية لها في 9 أكتوبر هجومًا واسعًا في شمال شرق سوريا، لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وإنشاء «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومترًا لإعادة قسم كبير من 3.6 مليون لاجئ موجودين على أراضيها. وتصنّف أنقرة المقاتلين الأكراد «إرهابيين»، وتعدهم امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا على أراضيها منذ عقود.

وبطلب من الأكراد، انتشرت القوات النظامية في مناطق حدودية في شمال شرق سوريا، بعدما كانت قد انسحبت منها تدريجيًا منذ عام 2012.

وفي الوقت نفسه، ستبدأ قوات تركيا وروسيا بتسيير دوريات في منطقة بطول 10 كيلومترات في شمال شرق سوريا الجمعة، وفق ما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس. ولكنه حذر من أن المقاتلين الأكراد السوريين لم ينسحبوا بصورة كاملة من المنطقة العازلة.

وقال أردوغان: «نحتفظ بحق بدء هجومنا» في حال استمرت الهجمات على تركيا.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجيو شويجو قد أكد أمس الأول اكتمال انسحاب أفراد القوات الكردية.

وفي السياق، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن روسيا سحبت على ما يبدو القوات الكردية من المناطق المحاذية للحدود بالكامل، لافتًا إلى أن بلاده لا تسعى للسيطرة على النفط السوري.

وقال أردوغان في كلمة له بمناسبة عيد الجمهورية: «المعلومات التي حصلنا عليها من روسيا تفيد بسحب المجموعات الإرهابية من المنطقة، سنواصل محادثاتنا غدًا». وأكد الرئيس التركي أنه يجري محادثات مع الغرب وعبر عن أمله بأن تثمر هذه المحادثات عن نتائج جيدة في القريب العاجل، وأضاف حول وجود قواته في سوريا: «نحن لسنا هناك لنبقى، هدفنا الوحيد تطهير المنطقة من الإرهابيين».

واتهم أردوغان خلال كلمته الولايات المتحدة دون أن يسميها بالسعي للسيطرة على النفط السوري، وأشار إلى أن بلاده الدولة الوحيدة التي لا تطمع بالحصول على النفط أو فرض سيطرتها في سوريا، لافتا إلى أن الهدف الأوحد لأنقرة يكمن في طرد وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة المتفق عليها.

وبدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في سوريا «لحماية حقول النفط» مخالف للقانون الدولي.

وقال لافروف في ختام اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في جنيف: «تصرفات الولايات المتحدة في سوريا تتعارض مع القانون الدولي. الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الذي تقوده موجودون بشكل غير قانوني في سوريا، بالرغم من موقف الحكومة الشرعية في سوريا».

وأكد لافروف أن حقيقة إبقاء القوات الأمريكية بعد الإعلان المتعلق بسحبها من سوريا «لحماية حقول النفط من داعش» مجرد ذريعة. وأشار إلى أن حقيقة أي استغلال للموارد الطبيعية لدولة ذات سيادة دون موافقتها يعتبر غير قانوني، مؤكدًا أن روسيا ستدافع عن هذا الموقف.

وفي شرق سوريا، ذكر المرصد السوري المعارض أن اشتباكات عنيفة اندلعت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والقوات الحكومية من جهة أُخرى، على أطراف قرية الحسينية بريف دير الزور الغربي. وتزامنًا مع ذلك، استهدفت قوات التحالف الدولي المتمركزة في حقل «كونيكو» شمال شرق دير الزور، بعدة قذائف صاروخية مواقع القوات الحكومية المتمركزة على الجبل بمدينة دير الزور.