1355995
1355995
المنوعات

جهود متكاتفة من قطاعات الدولة للتقليل من الأضرار غير المباشرة للإعصار المداري

30 أكتوبر 2019
30 أكتوبر 2019

«المركز الوطني للإنذار المبكر» يتابع الحالة المدارية جنوب شرق بحر العرب -

إعصار «كيار» يتمركز وسط غرب بحر العرب ويتراجع تصنيفه -

غلق الحركة المرورية على الطريق البحري بمطرح لتأثر المسار بالمياه -

كتب : نوح بن ياسر المعمري -

تراجع تصنيف الحالة المدارية «كيار» بعد اقترابها من سواحل السلطنة، مع توقعات استمرار هذا التراجع والتأثيرات غير المباشرة لها، وقد تأثرت العديد من الولايات الساحلية في السلطنة بتلك الحالة بشكل غير مباشر، حيث ارتفعت الأمواج بشكل كبير مما تسبب في إغلاق عدد من الطرق الساحلية تجنبا لوقوع الأضرار، وتم أمس الأول غلق الحركة المرورية على الطريق البحري بولاية مطرح لتأثر المسار بالمياه بفعل ارتفاع مناسيب مياه البحر. كما تسببت التأثيرات في هطول الأمطار المتفرقة على عدد من ولايات جنوب الشرقية والوسطى وولاية قريات، سالت على أثرها عدد من الأودية والشعاب وتراوحت الأمطار بين الخفيفة والمتوسطة والغزيرة.

وتهيب شرطة عمان السلطانية بضرورة عدم الاقتراب من الأسلاك الكهربائية في حالة هطول الأمطار أو المد البحري. كما أعلنت اللجنة الوطنية للدفاع المدني عبر حسابها في تويتر عن توفير مراكز الإيواء في محافظتي الوسطى وجنوب الشرقية في حالة إذا ما استدعت الحاجة إلى الإخلاء.

ومن جانبه أكد المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة أن الجهود مستمرة لقطاع الخدمات الأساسية في التعامل مع دخول المياه في منطقة رأس الحد بولاية صور عبر إقامة حواجز رملية وشفط المياه المتجمعة.

وقال المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة: إن التحاليل توضح تمركز الإعصار المداري (كيار) وسط غرب بحر العرب على خط عرض 19.6 درجة شمال وخط طول 62.6 درجة شرق، ويصنف حاليًا إعصار من الدرجة الأولى وتقدر سرعة الرياح السطحية حول مركزه بـ (64-82 عقدة) ويبعد حاليًا عن أقرب نقطة من سواحل السلطنة حوالي 440 كم (رأس مدركة).

وتشير آخر تحاليل المركز الوطني إلى استمرار تحرك الإعصار باتجاه الغرب إلى جنوب غرب محاذيًا لسواحل محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار خلال الساعات القادمة مع تراجع تصنيفه تدريجيًا، وسيبعد مركزه عند اقترابه ما بين (150-250) كم عن رأس مدركة، مع استبعاد احتمالية عبوره سواحل السلطنة. ويستمر تدفق السحب المصحوبة بأمطار متفرقة تكون رعدية أحيانًا ورياح نشطة على محافظات جنوب الشرقية والوسطى وقد تمتد إلى أجزاء من محافظة مسقط ومحافظة ظفار. ويستمر البحر هائج الموج على سواحل محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار ويصل أقصى ارتفاع له من 6 إلى 8 أمتار، بينما يستمر البحر متوسط الموج إلى هائج على بحر عمان بارتفاع يصل ما بين 2 إلى 3 أمتار مع استمرار امتداد مياه البحر على المناطق الساحلية المنخفضة تزامنًا مع أوقات المد العالي. ويواصل المختصون بالمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة تحليل ومتابعة آخر المستجدات على مدار الساعة ومتابعة مستجدات الإعصار المداري (كيار) والحالة المدارية التي تم رصدها أمس جنوب شرق بحر العرب، وتدعو الهيئة العامة للطيران المدني الجميع إلى عدم ارتياد البحر ومتابعة النشرات الجوية والتقارير الصادرة عنه حول تطورات الحالة الجوية.

إزالة الآثار الناتجة من التأثيرات

وواصلت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه جهودها في إزالة الآثار الناتجة جراء التأثيرات غير المباشرة للحالة المدارية «كيار» التي تشهدها السلطنة خلال هذه الفترة وتسببت في ارتفاع الأمواج ودخول مياه البحر مما أدى إلى تأثر بعض المناطق السكنية والمرافق الخدمية، وقامت الوزارة ممثلة بمديرياتها العامة بالمحافظات والبلديات التابعة لها في اتخاذ ما يلزم وتسخير المعدات وكافة الإمكانيات للتعامل مع تأثيرات الحالة المدارية، وتمثلت جهود البلديات بمحافظة جنوب الشرقية في شفط تجمعات المياه من الأحياء السكنية والطرق والمواقع العامة وفتح قنوات تصريف المياه بولاية صور وعمل حاجز رملي لمنع وصول مياه البحر لمنازل المواطنين في نيابة رأس الحد، وإزالة المخلفات والمشوهات من الطريق المؤدي إلى فلج المشايخ بولاية جعلان بني بوحسن، كما قام مركز نيابة الأشخرة ومركز الرويس ببلدية جعلان بني بوعلي بإزالة المخلفات من الشاطئ، إلى جانب مواصلة الجهود في إزالة مخلفات المد البحري الناتج عن الحالة المدارية بولاية مصيرة، وواصلت بلديات المحافظة عملها حتى ساعات متأخرة من الليل.

فيما قامت بلديات محافظة شمال الباطنة بدورها في التعامل مع الحالة المدارية وذلك من خلال فتح الطرق وضخ المياه المتجمعة باستخدام الآليات والمعدات اللازمة، كما قامت بلدية صحم بمساعدة بعض الأسر المتأثرة منازلهم بهيجان البحر وذلك بنقلهم لمنازل التعويضات بمنطقة أبو الضروس بالولاية.

كما شهدت بعض ولايات محافظة جنوب الباطنة تأثرها جراء الحالة المدارية واتخذت بلديات المحافظة الاجراءات اللازمة من خلال إزالة المخلفات وفتح الطرق المتضررة والتخلص من مياه البحر المحيطة ببعض المنازل بمختلف المناطق الساحلية نتيجة المد البحري.

وقامت بلديات محافظة مسندم بدورها في التعامل مع الآثار التي سببتها الحالة المدارية حيث تم إزالة آثار المد البحري الذي تعرضت له المناطق الساحلية بولاية دبا، إلى جانب فتح الطرق المتضررة وإزالة الأتربة والمخلفات.

 

«الصحة»: تفعيل اللجان الرئيسية وغرف عمليات الطوارئ بمحافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار - 

ضمن الجهود المبذولة لرفع جاهزية السلطنة للتعامل مع الحالة المدارية (كيار)، قامت لجان القطاع الفرعية بوزارة الصحة في محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لرفع كفاءة الاستجابة.

وفي هذا الشأن تم في محافظة جنوب الشرقية تفعيل اللجنة الرئيسية في المديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة إلى حين انتهاء الحالة المدارية وتفعيل غرفة عمليات الطوارئ بالمحافظة. وعلى ضوء المعطيات لم يتم إغلاق مستشفى مصيرة والذي يستمر في تقديم الخدمات الأساسية، وجار التنسيق والمتابعة مع مركز إدارة الحالات الطارئة في وزارة الصحة لمتابعة استعدادات قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة وسير عمل المؤسسات الصحية في جنوب الشرقية. كما انه جار التنسيق والمتابعة مع اللجنة الفرعية للدفاع المدني في المحافظة حول تطورات الحالة المدارية ومدى تأثيرها على الولايات. وقد عملت جميع المؤسسات الصحية بالمحافظة على توفير الخدمات الأساسية والأدوية والمحاليل والأدوات الطبية والأوكسجين، كما تم وضع خطط بديلة في حال تأثرت المراكز الصحية الساحلية .أما في محافظة الوسطى فقد تم تفعيل اللجنة الرئيسية في المديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة إلى حين انتهاء الحالة المدارية، كذلك تم تفعيل غرفة عمليات الطوارئ بالمحافظة إضافة إلى التنسيق و المتابعة مع رؤساء اللجان الفرعية بالمحافظات ومع القطاعات المشتركة في اللجنة الفرعية للدفاع المدني حول التعاون بين القطاعات، كما تم التأكيد على الإجراءات التي تم و ضعها سلفا ضمن خطة التأهب. وفي محافظة ظفار تم تفعيل اللجنة الرئيسية في المديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة إلى حين انتهاء الحالة المدارية، وتفعيل غرفة عمليات الطوارئ بالمحافظة والتأكيد على جاهزية مستشفى السلطان قابوس من حيث الطواقم والأجهزة الطبية وتفعيل اللجنة الفرعية لإدارة المخاطر بالمستشفى. وقد قامت كل من محافظات مسقط وشمال الشرقية وجنوب وشمال الباطنة، بتقديم الموارد المتاحة لدعم عملية التأهب ورفع كفاءة الاستجابة الطبية إن استدعى الأمر.