صحافة

قدس: التفاوض مع أمريكا بين القبول والرفض

28 أكتوبر 2019
28 أكتوبر 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (قدس) مقالا جاء فيه:

بعد التوترات التي حصلت بين إيران وأمريكا نتيجة خلافات حادّة شملت الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية والتهديد باستخدام القوة العسكرية ضد الطرف الآخر إثر إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية على يد القوات الإيرانية وما تبعها من تحشيدات عسكرية أمريكية على خلفية أزمة احتجاز ناقلات النفط في مضيق هرمز ومنطقة جبل طارق، بدأ مؤشر احتمال عقد مفاوضات بين طهران وواشنطن يهبط إلى الصفر تقريبا رغم مساعي بعض الأطراف وفي مقدمتها فرنسا لعقد لقاء بين الرئيسين الأمريكي «دونالد ترامب» ونظيره الإيراني «حسن روحاني» تزامنا مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت الصحيفة: إن الإدارة الأمريكية أدركت تمامًا استحالة عقد مفاوضات بينها وبين إيران لرفض طهران إجراء مثل هذه المفاوضات ما لم ترفع واشنطن الحظر المفروض على إيران، وما لم يعلن البيت الأبيض الأمريكي موافقته للعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أمريكا قبل عام ونصف العام تقريبا بذريعة عدم انسجامه مع مصالحها الاستراتيجية. وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن إيران التي تمكنت من احتواء آثار الحظر الأمريكي المفروض عليها عمدت إلى تقليص التزاماتها في إطار الاتفاق النووي ردًّا على الضغوط الأمريكية من جانب، ولحثّ الدول الأوروبية على التعاطي بإيجابية مع الصفقة النووية وعدم الاقتصار على طرح بدائل لا ترقى إلى مستوى إقناع إيران بوقف خفض التزاماتها النووية وخير مثال على ذلك الآلية التي طرحتها الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) للتعاطي التجاري والمالي مع إيران لاعتقاد طهران بأن هذه الآلية غير كافية لتعويضها عن الأضرار التي لحقت بها جرّاء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في مايو 2015.

وأشارت الصحيفة إلى أن فرص إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن انحسرت إلى حدّ بات الحديث عن هذه المفاوضات لا يحظى بأي اهتمام لا من جانب إيران ولا من جانب أمريكا أو أي طرف ثالث باعتبار أن الجميع بات مقتنعا بأن الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة والشائكة والتوتر الحاد بين إيران وأمريكا يمنع من إجراء المفاوضات في المستقبل المنظور على أقل تقدير. وألمحت الصحيفة إلى أن الأزمة بين إيران وأمريكا لا تقتصر على الخلافات القائمة سواء فيما يتعلق بالملف النووي أو برنامج إيران الصاروخي الباليستي، بل تتعداها لتشمل قضايا كثيرة معقدة بشأن الأوضاع في المنطقة، فضلا عن الخلافات الأيديولوجية بين الجانبين.