مردم سالاري : الحظر وسبل مواجهة العقبات الاقتصادية

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (مردم سالاري) مقالا نقتطف منه ما يلي:

لا يختلف اثنان على أن الحظر المفروض على إيران على خلفية أزمتها النووية مع الغرب قد تسبب بمشاكل اقتصادية في مقدمتها هبوط قيمة العملة الوطنية «التومان» رغم التحسن الذي طرأ عليها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العديد من البضائع، وكذلك أزمة الباحثين عن عمل التي يعاني منها الكثير من المواطنين الإيرانيين لا سيّما في أوساط الشباب وأصحاب الشهادات الأكاديمية.

وقالت الصحيفة: إنه وعلى الرغم من المصاعب الاقتصادية التي نجمت عن الحظر الذي أقدمت واشنطن على تشديده بعد انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران في مايو 2018 والذي شمل كافّة الجوانب الاقتصادية إلّا أن إيران قد تمكنت من مواجهة هذا التحدي من خلال اعتماد سياسة (الاقتصاد المقاوم)، لكن المؤسف أن بعض الأطراف التي تسعى لتحقيق مصالح شخصية أو فئوية تقف حجر عثرة أمام إجراءات حكومة الرئيس «حسن روحاني» الرامية إلى تحقيق التوازن في السوق ودعم قيمة العملة الوطنية وخفض مستوى الأسعار والحدّ من الباحثين عن عمل. ودعت الصحيفة إلى تكثيف الجهود الرامية إلى وضع أسس سليمة وقوية لمعالجة التحدي الاقتصادي وذلك من خلال اعتماد قوانين ومقررات تسهم في رفع مستوى الرقابة على توزيع وتسعير البضائع في الأسواق، مشددة في الوقت ذاته على أهمية تكثيف التنسيق والتعاون بين كافّة الجهات ذات العلاقة بالشأن الاقتصادي خصوصًا البنوك وباقي المؤسسات المالية ذات الصلة باعتبارها تمثل ركنا أساسيا في نجاح القطّاع الاقتصادي بكافّة أشكاله على المستويين الداخلي والخارجي.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى أهمية تقليص الاعتماد على العائدات النفطية في إدارة الشؤون المالية والاقتصادية لإيران لا سيّما في ظلّ الحظر الذي شمل القطّاعين المصرفي والنفطي، مشيرة في هذا الخصوص إلى ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتطوير كافّة الجوانب الاقتصادية وإتاحة المزيد من الفرص للمتخصصين في هذا المجال لأداء دور أكبر في رفد الحركة الاقتصادية ودفع عجلتها إلى الأمام.

وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على الدور الذي يمكن أن يعلبه قطاع الاستثمار في تهيئة الأرضية اللازمة لتنفيذ مشروعات مهمة في شتى الحقول الاقتصادية والصناعية والتجارية ، منوّهة في الوقت نفسه إلى أهمية دعم قطّاع الصادرات من خلال خفض نسبة الضرائب ودعم القطّاع الخاص الذي يلعب هو الآخر دورا مهما في توفير فرص مناسبة للعاطلين عن العمل، كما دعت الصحيفة إلى بذل أقصى الجهود لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافّة شرائح المجتمع ورفع القدرة الشرائية للشرائح ذات الدخل المحدود في المجتمع.