1353821
1353821
المنوعات

كتابٌ يتتبّعُ خطى شعوب التتار والقوقاز والسلاف

28 أكتوبر 2019
28 أكتوبر 2019

الجزائر، العمانية: يعود المؤلّف إدريس بوسكين، في كتابه الجديد الصادر بعنوان “ثلاث سنوات في روسيا”، إلى تلك السنوات التي قضاها طالبًا في روسيا، حيث يتتبّعُ، بكثير من التشويق والإثارة، خطى شعوب التتار والقوقاز والسلاف.

وتُمثّل السنوات الثلاث، التي يُشير إليها عنوان الكتاب، مُدّة الدراسة الجامعية التي قضاها المؤلف طالبا في الجامعات الروسية، حيث تمكّن، خلال تلك الفترة، من التعرُّف على ثقافاتها وشعوبها وقومياتها واستكشاف فنونها ومعالمها وشخصياتها، وكذا مدنها العريقة، سواء التي درس بها، كمدينتي فارونيج وموسكو، أو التي زارها مثل كليبيتسك وكازان وسان بطرسبورج، ودوّن معايشاته ومشاهداته وآرائه، بخصوص ماضيها وحاضرها، ووصف تجاربه الحياتية رفقة زملاء الصف القادمين من مختلف البلدان، وأصدقائه من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى.

وكرحّالة من هذا الزمان، تعمّق أيضًا في رصد الحضور التاريخي والحضاري للروس، وللعديد من الجماعات العرقية والدينية والثقافية التي تسكن تلك البلاد الشاسعة والآسرة من العالم، وعلى رأسها، التتار وبقية الشعوب التركية بمنطقة القوقاز والأورال وسيبيريا وبلدان آسيا الوسطى.

يقع هذا الكتاب في 194 صفحة، قسّمها المؤلّف إلى عناوين مختلفة، أهمُّها “ماسكفا الحلم..ماسكفا الكابوس”، و”فارونيج المدينة المجهولة”، و”وداعا مدينة الغربان”، و”عليم والمسجد الكبير والكريملن”، و”سان بطرسبورج”، و”بوتين والمخابرات والأوليغارشيا”، و”القوقاز الذي لم أزره”.

وقد آثر المؤلف أن يبدأ، كلّ جزء من أجزاء هذا الكتاب، بقول لأحد مشاهير السياسة، أو بمثل شعبي مستوحى من الثقافة الروسية، وهي كلُّها أقوالٌ وأمثالٌ تُجمعُ على عظمة روسيا بمختلف شعوبها. ومن أهمّ ما جاء في الكتاب، في هذا الصدد، قولٌ شهير لموحّد ألمانيا السياسي المعروف أوتو فون بسمارك، وجاء فيه “سرُّ السياسة أن تُقيم اتفاقية جيّدة مع روسيا”، والمثل التتري، ونصُّه “الاتحاد أفضل من الثراء”، والمثل الروسي “أخطاءُ الآخرين دائما أكثرُ لمعانا من أخطائنا”. ومن أجمل الأمثال التي يوردُها الكتاب، ذلك المثل الأوزبكي القائل “أن تكون راعي أغنام في الوطن، أفضل من أن تكون سلطانًا في بلاد الغير”، أو ذلك المثل الروسي الذي يتحدّث عن جمال روسيا “من لم ير موسكو لم ير الجمال”. كما أنّ من أبلغ المقولات، ذات الدلالات السياسية الواضحة التي يوردُها الكتاب، تلك الكلمات التي قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أيّ شخص لا يأسفُ لرحيل الاتحاد السوفييتي ليس لديه قلب، وأيّ شخص يريدُ عودة الاتحاد السوفييتي ليس لديه عقل”.