1353148
1353148
العرب والعالم

«سوريا الديمقراطية» توافق على الانسحاب من منطقة الحدود التركية ودمشق ترحب

27 أكتوبر 2019
27 أكتوبر 2019

القوات السورية - الروسية تنتشر على الحدود وتعزيزات أمريكية شرقا -

دمشق- عمان - بسام جميدة- وكالات:

قالت قوات سوريا الديمقرطية التي يقودها الأكراد أمس إنها وافقت على الانسحاب لمسافة تزيد على 30 كم عن الحدود التركية، وهو إعلان رحبت به دمشق قائلة: إن على تركيا الآن إنهاء «عدوانها» في شمال شرق سوريا.

ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية وتعتبرها أنقرة جماعة إرهابية بسبب صلاتها بالمتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا. لكن قوات سوريا الديمقراطية كانت حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «داعش».

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان إنها «تعيد انتشارها إلى مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركية السورية فيما تقوم قوات حرس الحدود التابعة للحكومة المركزية بالانتشار على طول الحدود السيادية السورية مع تركيا».

وأضافت في بيان بموقعها على الإنترنت «وافقنا على تطبيق مبادرتها (روسيا) بوقف العدوان التركي على شمال شرق سوريا والتي جاءت استنادًا إلى اتفاقية سوتشي».

وحث البيان روسيا على المساعدة في ضمان «فتح حوار بناء» بين الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا وحكومة الرئيس بشار الأسد في دمشق.

قالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين: إن سوريا ترحب بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية بما «يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على أراضيها».

وأضافت الوكالة: إن الحكومة ستساعد على اندماج المواطنين مرة أخرى في المجتمع السوري «بما يفسح المجال للجميع للعودة إلى الوحدة الوطنية السورية».

ويشهد شمال سوريا نشاطًا عسكريًا مكثفًا فقد سرعت القوات السورية والروسية انتشارها على الحدود السورية التركية، بينما يرسل الأمريكيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية.

ووصلت وحدة من الجيش السوري إلى الأطراف الجنوبي لبلدة (أبو راسين) (30 كم جنوب شرق رأس العين و13 كم جنوب الحدود السورية التركية) شمالي الحسكة وتدخل إلى (مطاحن السفراني) في مدخل البلدة الجنوبي الواقعة تحت سيطرة «قسد».

وتشهد بلدة (أبو راسين) قصفًا عنيفًا بنيران الجيش التركي وميليشيات المعارضة السورية «التركمانية» التابعة له من جهة القرى الغربية للبلدة تمهيدًا لاقتحامها».

وتتابع وحدات الجيش السوري تقدمها في المنطقة باتجاه الحدود السورية- التركية الأمر الذي دفع بالسكان الهاربين أمام تقدم الجيش التركي والميليشيات التابعة له للعودة إلى قراهم وبلداتهم برفقة وحدات الجيش».

وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل عسكري تركي وإصابة 5 آخرين بجروح في هجمات لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية بالقرب من رأس العين بشمال سوريا.

وجاء في بيان للوزارة أمس أن الوحدات الكردية قصفت مجموعة من العسكريين الأتراك الذين كانوا يقومون بالاستطلاع والمراقبة في منطقة رأس العين.

وأوضحت أن الجنود تعرضوا للقصف بالصواريخ وقذائف مورتر وإطلاق النار من الرشاشات الثقيلة «دوشكا».

وأكدت أن القوات التركية «ردت بشكل مناسب دفاعًا عن نفسها، وتم تدمير الأهداف المحددة».

وأفاد نشطاء سوريون معارضون بأن 15 شخصًا على الأقل قتلوا جراء اشتباكات عنيفة تدور على عدة محاور شمال سوريا بين المقاتلين الأكراد، والمسلحين المدعومين من تركيا.

وذكر المرصد السوري المعارض أن الاشتباكات العنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية و«الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة اندلعت على ثلاثة محاور في منطقتي باب الخير ومريكيز التابعتين لبلدة أبو راسين، بالإضافة إلى قرية الداودية الواقعة عند طريق رأس العين-تل تمر.

وقال المرصد: إن الجبهات ممتدة من أبو راسين إلى قرى غرب تل أبيض وإلى الداخل بالقرب من الطريق الدولي عند منطقة عالية، لافتا إلى أن الهجمات لم تتوقف منذ اندلعت الاشتباكات. وحسب المرصد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 6 من عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» وتسعة آخرين من «الجيش الوطني السوري» على الأقل.

وذكرت الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع الروسية أن الوزارة أرسلت عشرات العربات المدرعة من طراز «تيغر» و«تايفون-أو» للشرطة العسكرية في قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

في وقت سابق، ذكرت وزارة الدفاع أن حوالي 300 من رجال الشرطة العسكرية الروسية وصلوا إلى سوريا للمساعدة في سحب القوات الكردية من الحدود مع تركيا.

وقالت الخدمة الصحفية: «تم إرسال العشرات من العربات المدرعة على متن طائرات النقل العسكرية «إيل-76» إلى القاعدة الجوية حميميم في سوريا، حيث ستقوم الشرطة العسكرية الروسية بمهام خاصة على الحدود السورية التركية باستخدامها. تم إرسال مركبات مدرعة من طراز «تيغر» و«تايفون-أو» إلى سوريا من المطارات العسكرية في منطقة روستوف وإقليم كراسنودار».

تجدر الإشارة إلى أن المركبات المدرعة مصممة لنقل الأفراد وتثبيت مختلف المعدات أو أنظمة الأسلحة، ومجهزة بنظام إدارة المعلومات، وكذلك تكييف الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت الخدمة إلى أن الشرطة العسكرية قد بدأت بالفعل في المساعدة لضمان سلامة السكان.

من جهة أخرى، تنطلق أعمال اللجنة الدستورية السورية الأربعاء المقبل، على أن يتوافد المشاركون على جنيف اعتبارًا من اليوم.

وأكد بيان مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، أن الأخير سيعقد مؤتمرًا صحفيًا اليوم، للحديث عن آليات وإجراءات اللجنة التي سيرأسها عن الحكومة السورية عضو مجلس الشعب ورئيس اللجنة الدستورية والتشريعية في المجلس أحمد الكزبري، وعن المعارضة هادي البحرة.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الحسم في تاريخ انطلاق أعمال اللجنة جاء بعد التوافق على ألا تشارك أي وفود رسمية غير سورية في الجلسة الأولى وفي الجلسات كافة، والتأكيد على أن أعمال اللجنة تبقى «سورية- سورية»، دون أي تدخل خارجي، ليكون عمل المبعوث الخاص مسيّرًا للأعمال فقط.