1353193
1353193
العرب والعالم

نهاية البغدادي في عملية عسكرية أمريكية بسوريا

27 أكتوبر 2019
27 أكتوبر 2019

فجر سترته «الناسفة» بعد محاصرته في نفق مسدود -

إشادة دولية ومخاوف من عمليات ثأرية للتنظيم المتشدد -

عواصم - (وكالات): أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة قادتها القوات الأمريكية ليلا في سوريا، وهو ما يعد مكسبا كبيرا لترامب الذي يواجه تحقيقا لمساءلته يقوده الديمقراطيون.

وقال الرئيس الجمهوري ترامب في خطاب أذاعه التلفزيون من البيت الأبيض إن البغدادي قتل نفسه وثلاثة من أطفاله بتفجير سترة ناسفة بعد أن فر من القوات الأمريكية إلى نفق مسدود.

وتحت زعامة البغدادي المولود في العراق، سيطر التنظيم المتشدد ذات يوم على مساحات من سوريا والعراق ونفذ هجمات بشعة على أقليات دينية وهجمات في أنحاء مختلفة من العالم.

وقال ترامب في تصريحات مطولة وصف خلالها الغارة الأمريكية «الليلة الماضية اقتصت الولايات المتحدة من زعيم الإرهاب الأول في العالم».

ويمثل مقتل البغدادي مكسبا مهما لترامب بعد أسابيع من قراره المفاجئ سحب القوات الأمريكية من سوريا الأمر الذي أثار انتقادات حادة، بعضها من زملائه في الحزب الجمهوري، ومخاوف من أن يؤدي القرار إلى عودة التنظيم المتشدد.

وقال ترامب «السفاح الذي حاول كثيرا ترويع الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق خشية أن تنقض عليه القوات الأمريكية».

وأضاف أن البغدادي قُتل بعد أن هرب إلى نفق مسدود. وقال «وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كلابنا تلاحقه. فجر سترته فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة. شوهت الانفجارات جثته. وانهار النفق فوقه».

وقال ترامب، الذي كان يشاهد العملية أثناء تنفيذها برفقة نائبه مايك بنس وآخرين، إن روسيا فتحت المجال الجوي لتنفيذ الغارة في حين قدم الحلفاء الأكراد بعض المعلومات التي كانت مفيدة. وأضاف أن هذه الغارة لن تجعله يحيد عن قراره لسحب القوات من سوريا.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن القوات الأمريكية التي نفذت العملية شملت القوة الأمريكية الخاصة (دلتا فورس). وأضاف ترامب أن الإصابة الوحيدة التي وقعت في صفوف القوات الأمريكية كانت لكلب.

وربما يقدم مقتل البغدادي مساعدة للرئيس الأمريكي في مواجهة تحقيق المساءلة الذي يكتسب زخما. وكان الديمقراطيون بدأوا مسعى بشأن هذا التحقيق الشهر الماضي.

وأعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي أمس أنه قدّم معلومات إلى القوات الأمريكية حددت مكان اختباء البغدادي.

وفي ردود الفعل الأولى على الإعلان، أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون امس بمقتل البغدادي، معتبرا أنها «لحظة مهمة» لكنه أكد في الوقت نفسه أن «المعركة ضد شرّ داعش لم تنته بعد».

وتوقع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي من جهته أن «الخلايا النائمة ستثأر للبغدادي. لذا كل شيء متوقع. بما فيها مهاجمة السجون» تحت حراسة قواته والتي يعتقل فيها الآلاف من عناصر التنظيم. من جهته، اعتبر أردوغان أن مقتل البغدادي «نقطة تحول» في الحرب على الإرهاب.

وهنأت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي الولايات المتحدة على العملية التي قادت لمقتل زعيم التنظيم المتشدد، لكنها حذرت من أن ذلك لا يعني نهاية التنظيم.

وقالت بارلي على تويتر «البغدادي: تقاعد مبكر لإرهابي لكن ليس لتنظيمه»، ومضت تقول «نواصل الحرب ضد داعش مع شركائنا وسوف نتعامل مع الظروف الإقليمية الجديدة».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أفاد صباحا أن مروحيات أمريكية أنزلت وحدات كومندوس على الأرض بعد منتصف ليل السبت في محافظة إدلب (شمال غرب) في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم داعش على الأرجح، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين متشددين.

وأفاد المرصد أن سربا من ثماني مروحيات نفذ الهجوم في باريشا على الحدود التركية في منطقة يتواجد فيها «عناصر من تنظيم داعش» و«تنظيم حراس الدين»، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وطفل.

وروى عبد الحميد، أحد سكان باريشا الذي قصد منذ الصباح الباكر موقع الهجوم، لوكالة فرانس برس أنه شاهد «منزلاً مدمراً بالأرض، وإلى جانبه خيما متضررة وسيارة مدنية متضررة وفي داخلها شخصان مقتولان».

وتمكن مراسل لوكالة فرانس برس وصل إلى باريشا من رؤية هيكل باص صغير متفحم طالته الضربات.

وأشار أحمد الحساوي، أحد سكان المنطقة، إلى وقوع ضربات جوية بعد منتصف الليل. وقال إن طائرات كانت «تحلق على علو منخفض جدا، ما سبب هلعاً كبيراً بين الناس». وذكر أن العملية «استمرت حتى الساعة 3:30 فجراً». وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمال سوريا نشاطا عسكريا مكثفا.

وتوقع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي امس أن «يثأر» تنظيم داعش لمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في إدلب في سوريا.

وكان عبدي أعلن في وقت سابق امس عبر موقع «تويتر» أن العملية التي قتل على أثرها البغدادي تمت بـ«عمل استخباراتي مشترك» مع واشنطن أدى إلى القضاء على زعيم التنظيم المتطرف. وقال عبدي لوكالة فرانس برس في رسائل نصية عبر الهاتف «الخلايا النائمة ستثأر للبغدادي. لذا كل شيء متوقع بما فيها مهاجمة السجون» الواقعة تحت سيطرت قواته والتي يقبع فيها الآلاف من عناصر التنظيم المتطرف.

ويعود آخر ظهور لأبو بكر البغدادي إلى 29 أبريل الماضي في مقطع فيديو دعا فيه مناصريه إلى مواصله القتال. وكان ذلك أول ظهور له منذ خمس سنوات. وتعهد بأن تنظيمه سوف «ينتقم» للهزائم التي مني بها في سوريا والعراق، مؤكداً أن قتال الغرب معركة طويلة.

وكان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في الموصل في شمال العراق في يوليو 2014، بعد إعلانه «الخلافة» وتقديمه كـ«أمير المؤمنين».

ودعا حينها «المسلمين» إلى مبايعته كخليفة للدولة التي أعلنها على أراضٍ واسعة احتلها التنظيم في العراق وسوريا.

وتم القضاء على تنظيم داعش في 23 مارس 2019 بعد عمليات للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معه.

والبغدادي واسمه الأصلي عواد البدري مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد.

تلقى دراسات دينية في بغداد قبل أن يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

خلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من الجهاديين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.

وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجوم كاسح اجتاح خلاله التنظيم مساحات واسعة من سوريا والعراق في 2014.