1351681
1351681
العرب والعالم

لبنان: المتظاهرون ينزلون إلى الشوارع لليوم العاشر على التوالي

26 أكتوبر 2019
26 أكتوبر 2019

للمطالبة برحيل الطبقة السياسية -

بيروت -عمان - حسين عبدالله - (أ ف ب) -

واصل المتظاهرون في لبنان النزول إلى الشوارع وقطع الطرقات للمطالبة برحيل الطبقة السياسية لليوم العاشر على التوالي، في تحدٍّ للسياسيين والأحزاب ومناصريهم، غداة خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حذر فيه من «الفوضى» و«الانهيار» في حال فراغ السلطة.

وشهد يوم أمس محاولات من القوى الأمنية لإعادة فتح طرقات مقطوعة في مناطق مختلفة من لبنان، فيما تظاهر مئات المناصرين للتيار الوطني الحر، الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون ويرأسه صهره وزير الخارجية جبران باسيل، للإعراب عن تأييدهم لمواقف الرئيس.

وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 أكتوبر، بحراك شعبي غير مسبوق وعابر للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.

ولم يوفر المتظاهرون أي سياسي من الانتقادات، ومن بينهم رئيس الجمهورية والأمين العام لحزب الله، وهم يحملون على كافة الطبقة السياسية عجزها على إخراج البلاد من مأزق اقتصادي وعلى توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990.

وأعرب نصرالله في خطابه مساء أمس الأول رفضه «استقالة الحكومة» وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. واعتبر أن الفراغ «في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم وفي ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم» أمر «شديد الخطورة» وقد يؤدي إلى «الفوضى والانهيار».

ومحاولاً الدفع إلى فضّ الحراك الشعبي، دعا نصرالله مناصريه إلى مغادرة الشارع وذلك بعدما وقعت اشتباكات بينهم وبين متظاهرين في بيروت الجمعة.

وبالإضافة إلى رفض المشاركين في الحراك الشعبي خطاب نصرالله، انقسم كذلك مناصروه إزاء هذا الخطاب، وواصل بعضهم التظاهر صباح أمس.

ومن ساحة رياض الصلح وسط بيروت، يقول حسن قطيش (27 عاماً) القادم من ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله إن لديه تحفظات على خطاب نصرالله رغم أنه يتفق مع بعض نقاط هذا الخطاب «الممتاز».

ويوضح الشاب المناصر لحزب الله «نحن لسنا ضد حديثه، لكن هناك اختلاف في وجهات النظر»، مضيفاً أن ما يختلف معه فيه خصوصاً «هو اعتقاده أن لا بديل للحكومة والبرلمان الحاليين إذا سقطا، هذا غير صحيح، لدينا بدائل، لدينا أشخاص شرفاء وغير فاسدين» قادرون على أن يحكموا.

في هذه الأثناء، بقيت الطرقات مغلقة في بعض المناطق اللبنانية، فيما حاول الجيش وقوى الأمن فتح بعض الطرقات الرئيسية.

وتتواصل التظاهرات المناهضة للحكومة كذلك في منطقتي الذوق وجل الديب شمال بيروت، كما في وسط مدينة بيروت وفي مدينة النبطية جنوباً وطرابلس شمالاً.

ووقع تلاسن بين متظاهرين ومواطنين حاولوا العبور بسياراتهم في منطقة تقاطع ( الشيفروليه في فرن الشباك) الواقعة على مشارف ضاحية بيروت الجنوبية.

وقطع متظاهرون منذ الصباح الباكر جسر فؤاد شهاب (الرينغ) الذي يصل غرب بيروت بشرقها، لكن القوى الأمنية تمكنت من فتح الطريق بعد الظهر.

لكن عاود عشرات المتظاهرين في وقت لاحق الانتشار في محيط الجسر، مصرين على مواصلة التظاهر السلمي، ومرددين شعار «سلمية، سلمية». ولم تفلح محاولات القوى الأمنية في إزاحتهم عن الطرقات عبر حملهم.من جهة ثانية، قال متظاهرون في جلّ الديب للقنوات المحلية إن شرطة البلدية فرضت عليهم جزاءات مالية بسبب ركن سياراتهم في الطريق حيث يحتجون «بإيعاز من وزارة الداخلية». لكن المكتب الإعلامي لوزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن نفى ذلك في بيان.

وفي غضون ذلك، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان عن عقد اجتماع في مقرها ضم «قائد الجيش العماد جوزف عون» والمدير العام للأمن العام والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والمدير العام لأمن الدولة، «لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات»، وفق البيان.

وأكد متظاهرون باتوا ليلتهم في الخيم في ساحة الشهداء وسط العاصمة أنهم سيواصلون التحدي في اليوم العاشر من التظاهر رغم الضغط.

وشدد ربيع أحمد الزين (34 عاماً) على البقاء في الشارع، وهو متحدّر من مدينة صور ذات الغالبية الشيعية والتي شهدت أيضاً تظاهرات غير مسبوقة خلال الأسبوع الماضي.وقال لوكالة فرانس برس في وسط بيروت إن «سلطة الشعب أقوى من سلطة الأحزاب»، ومؤكداً أن تحركات مناصري حزب الله لن تثنيهم عن الاستمرار في التظاهر.

ونفذ في الأيام الأخيرة مؤيدون لحزب الله وللتيار الوطني الحرّ تظاهرات مضادة في مناطق مختلفة من لبنان، تسببت بمناوشات مع الصحفيين والمتظاهرين المناهضين للسلطة.

وتظاهر المئات من مناصري حزب الله ملوحين بأعلام الحزب عبر التجمع في ضاحية بيروت الجنوبية ومدينتي النبطية وصور جنوباً بعد خطاب نصرالله الجمعة، وكذلك في وسط بيروت حيث اشتبكوا مع المتظاهرين المناهضين للسلطة، ما دفع شرطة مكافحة الشغب للتدخل للفضّ بين المعسكرين.

وأمس، قام مؤيدون للتيار الوطني الحر بالتظاهر في بلدة القاع شرق لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية.

ونفذ مؤيدون للتيار أيضاً تجمعاً أمام قصر العدل في الجديدة وهي ضاحية من ضواحي بيروت الشمالية، معربين عن الرفض المطلق لقطع الطرقات، كما دافعوا عن موقف رئيس الجمهورية وعن جبران باسيل.وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد دعا المتظاهرين المناهضين للسلطة السياسية في خطاب الخميس إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في «حوار بناء». لكن خطابه لم يلق آذاناً صاغية في الشارع. وأشاد نصرالله الجمعة بدعوة عون.وقبل ذلك، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري خطة إصلاح «جذرية» تضمنت خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضا. ويعيش أكثر من ربع السكان في لبنان عند خط الفقر وفق البنك الدولي في ظلّ تدهور للوضع الاقتصادي.

وبالنسبة للتعديل الوزاري، لم يتم بعد الاتفاق عليه رغم اللقاء الذي حصل امس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

وافادت مصادر اعلامية ان اجواء المشاورات التي تجري تدل على أن الرئيس عون يرهن اي خطوة تتعلق بالوضع الحكومي بفتح الطرقات والامتناع عن اقفالها وأن اجتماعه مع الحريري أمس الأول لم يخلص الى نتيجة عملية.

ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم تبلغه اي رغبة او اتجاه لتغيير حكومي من قبل المعنيين وتحديدا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وتؤكد ان الموضوع لم يطرح معه لا من قريب او بعيد حتى الآن. ويكشف الزوار عن وجود بعض الوسطاء الذين يتحركون على هذا الخط من تلقاء انفسهم للوصول الى عناوين مشتركة تؤدي الى تعديل وزاري او تغيير حكومي كامل وكيفية تحقيقه.

ويشير النائب في تيار المستقبل «تيار الحريري» محمد الحجارالى ان حل هذه المسألة يكون بالسياسة، وهو ابعد من حل أمني، مثنياً على كلام الرئيس عون والحريري إما ان يكون هناك تعديل وزاري حقيقي جذري، وإما تشكيل حكومة جديدة «فالبلد لم يعد يتحمل، والتغيير قريب جداً وقد تتبلور الامور في نهاية اليوم بأحد هذين الخيارين».