1351729
1351729
العرب والعالم

الجيش السوري يعزز انتشاره في مناطق استراتيجية جديدة على الحدود مع تركيا

26 أكتوبر 2019
26 أكتوبر 2019

أردوغان يهدد بـ«تطهير الإرهابيين» من المنطقة إذا فشل اتفاق سوتشي -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

أرسل الجيش السوري تعزيزات لمناطق حدودية استراتيجية مع تركيا أمس، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، فيما اعتبره مراقبون مستقلون أكبر عملية انتشار له في شمال البلاد منذ أن فقد الجيش السوري السيطرة عليها قبل سنوات.

ودخل الجيش السوري «الحدود الإدارية» لمدينة رأس العين، متابعاً التقدم في ريفها، وصولاً للحدود مع تركيا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية.

وهذه المرة الأولى التي ينتشر فيها الجيش السوري في تلك المناطق منذ أن فقد السيطرة عليها قبل 5 سنوات وكانت تحت سيطرة القوات الكردية.

وكانت تركيا والفصائل الموالية لها قد وضعت يدها على هذه المناطق الحدودية منذ بدء عمليتها في شمال سوريا ضد القوات الكردية في التاسع من أكتوبر.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن القوات السورية انتشرت على طريق بطول 30 كلم جنوب الحدود التركية.

وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد، مستوليةً على منطقة بطول 120 كلم على الحدود منذ بدء عمليتها العسكرية في شمال سوريا. وتسبب الهجوم التركي بمقتل المئات ونزوح 300 ألف شخص.

وتوصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود نص على أن موسكو «ستسهل سحب» عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم من منطقة تمتد حتى عمق 30 كلم من الحدود مع تركيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس: ان رتلاً تابعاً للقوات النظامية والقوات الروسية مؤلفاً من مئات الآليات المحملة بمعدات عسكرية ولوجستية، وأكثر من ألفي عسكري بدأ الانتشار في محيط ما تسميه أنقرة « المنطقة الآمنة» على الحدود بين تركيا وسوريا.

واعتبر المرصد أن عملية الانتشار هي «الأضخم على الإطلاق منذ انتهاء وجود القوات النظامية في المنطقة قبل 5 سنوات».

وأرسلت موسكو الجمعة إلى المناطق السورية الحدودية مع تركيا تعزيزات بنحو 300 عسكري إضافي كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، في إطار اتفاقها مع تركيا.

ورغم انتشار القوات السورية أمس، أفاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين الأكراد والفصائل المدعومة من أنقرة في محاور عدة شرق الفرات. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.

وبموجب اتفاق سوتشي، أمام القوات الكردية حتى الثلاثاء لتنسحب من المناطق الحدودية التي تسميها أنقرة «المنطقة الآمنة» الممتدة بعمق 30 كيلومتراً داخل سوريا، وبطول 440 كيلومترا على الحدود التركية-السورية.

ومن المقرر أن تبدأ بعد عملية الانسحاب دوريات تركية-روسية في منطقة حدودية بطول 10 كيلومترات.

وفي وقت سابق هذا الشهر، توصلت تركيا والولايات المتحدة أيضاً إلى اتفاق بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة بطول 120 كلم بين تل أبيض ورأس العين في أعقاب العملية العسكرية التركية.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري قد أعربت عن تحفظاتها إزاء بعض ما جاء في اتفاق سوتشي ولا زالت تحتفظ ببعض المواقع الحدودية.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس من أن بلاده «ستطهر الإرهابيين» من المنطقة المحاذية لها في شمال سوريا إذا لم تنسحب منها القوات الكردية السورية بحلول نهاية المهلة المتفق عليها مع روسيا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب فرعاً لحزب العمال الكردستاني المتمرد الذي يقاتل الجيش التركي منذ عقود.

من جهة أخرى، وصفت وزارة الخارجية التركية اتهامات منظمة العفو الدولية لها بترحيل اللاجئين السوريين قسرا إلى بلادهم، بأنها ادعاءات لا أساس لها، وأن السوريين خاضعون للحماية المؤقتة في تركيا.

وقالت في بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي ردّا على تقرير لمنظمة العفو الدولية قال إن تركيا ترحل سوريين إلى بلادهم قبل إنشاء المنطقة الآمنة: إن تركيا تواصل استضافة 4 ملايين شخص بينهم أكثر من 3.6 مليون سوري، اضطروا للنزوح عن بلادهم.

ولفت إلى أن تركيا فتحت أبوابها أمام المهجرين في الوقت الذي اختبأت فيه الكثير من الدول خلف جدران شيدتها وأسلاك شائكة مدتها على حدودها. وأكد أن تركيا تلتزم أثناء استضافتها المهجرين بمبدأ «عدم الإعادة القسرية» بموجب الالتزامات الدولية، مؤكدا عدم وجود أي تغيير في هذا النهج الذي تتبعه بلاده.

الى ذلك ، اتهمت روسيا أمس الولايات المتحدة بممارسة «اللصوصية» على مستوى عالمي بعد اعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا التي استعادها المقاتلون الأكراد من تنظيم (داعش) .

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «ما تفعله واشنطن حاليا من وضع اليد والسيطرة على حقول النفط شرق سوريا، يدل بكل بساطة على عقلية اللصوصية على مستوى عالمي».

وأضافت «ليس أي من حقول النفط الواقعة على أراضي جمهورية سوريا العربية ملكا لإرهابيي تنظيم داعش ولا «للمدافعين الأمريكيين عن إرهابيي تنظيم داعش» بل تعود حصريا لجمهورية سوريا العربية».

وقدرت أن عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أمريكية تتجاوز 30 مليون دولار شهريا.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا تم التقاطها بالأقمار الصناعية، لقوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا وخريطة للحقول النفطية في سوريا وصور أقمار صناعية، تم التقاطها في سبتمبر الماضي.

وتشير وزارة الدفاع إلى أنه تظهر في الصور قوافل من الصهاريج تنقل النفط إلى خارج سوريا تحت حراسة العسكريين الأمريكيين وعناصر الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة.

والجمعة أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر نية واشنطن الدفاع عن حقول النفط السورية في دير الزور، الأكبر في البلاد قرب الحدود مع العراق حيث ينتشر 200 جندي أمريكي.

وقال في حلف شمال الأطلسي «نتخذ حاليا تدابير لتعزيز مواقعنا في دير الزور وسيشمل ذلك قوات مؤللة للتأكد من أن تنظيم داعش لن يتمكن من الوصول إلى مصدر يؤمن له إيرادات تسمح له بضرب المنطقة أو أوروبا أو الولايات المتحدة».

ونشر «المرصد» أمس ، مقطع فيديو يوثق دخول رتل عسكري تابع للقوات الأمريكية الأراضي السورية بعد منتصف الليلة قبل الماضية.

ووفق «المرصد»، دخل الرتل عبر معبر الوليد قادما من شمال العراق واتجه نحو النقاط الأمريكية الموجودة في محافظة دير الزور.

وأشار «المرصد» إلى أن الرتل مؤلف من عشرات الآليات تحمل معدات عسكرية ولوجستية، اجتازت معبر سيمالكا قادمة من إقليم كردستان العراق.

وفي سياق المواقف المنتقدة لسياسة ترامب وتركيا، انتقد جون كيري، وزير الخارجية بإدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، طريقة تعامل دونالد ترامب مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان في الملف السوري، مشيرا إلى حجم الأضرار التي لحقت بالبلاد نتيجة لذلك.

وفي مقابلة مع CNN قال كيري: «الضرر وقع، الرئيس الأمريكي خان الأكراد حلفاءنا على الأرض، الذين لعبوا دورا أساسيا في هزيمة داعش وفي حماية الحدود مع تركيا والتي رفضت تركيا القيام به».