assem
assem
أعمدة

نوافذ : صوت.. من أجل عُمان والمستقبل

26 أكتوبر 2019
26 أكتوبر 2019

عاصم الشيدي -

[email protected] -

في شهر مايو الماضي أطلقت أسماء مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة انتخابات مجلس الشورى، كان حينها الحديث عن الانتخابات في بداياته المبكرة جدا، ولم تعلن في ذلك الوقت الأسماء المرشحة لدخول سباق عضوية المجلس لدورته التاسعة. بدا، حينها، أن البعض كان يمكن أن ينساق وراء مثل تلك الدعوات مستغلين الخطاب النمطي الذي يثار دائما حول أداء المجلس وصلاحياته ووعي أعضائه بالقضايا الأعمق في البلاد. لكن لم نكد ندخل شهر يوليو «الماضي» إلا وكان مصير تلك الدعوات التلاشي تماما وكأنها لم تكن، وباتت فكرة المقاطعة من أساسها غير مطروحة في سياق أي حديث عماني لا في وسائل التواصل الاجتماعي بوجهها الحقيقي أو «الذبابي» ولا حتى في حديث المجالس المحلية، تجاوزت العمانيين الفكرة تماما وانتقل الحديث في ذلك الوقت حول من نختار؟ ومن هو مرشحنا؟ وما هي مواصفاته؟ وما هو الوعي السياسي الذي يحمله المرشح الذي يستحق صوتنا؟ ولأول مرة،ربما، ما هو البرنامج الانتخابي الذي يستطيع به أن يقنعنا من أجل السعي لإعطائه صوتنا وثقتنا؟ كان الوعي حاضرا ولكنه احتاج إلى فتح مساحة للجدل الذي يكشف الحقائق ويضع الحروف على النقاط وحصل ذلك فعلا وساهمت وسائل الإعلام بكل أطيافها في تبيان الحقيقة، وفي كشف أهمية التصويت وأهمية اختيار المرشح المناسب الذي يستطيع تمثيل المواطن تحت قبة المجلس.

اليوم لا يخاطب كتاب المقالات والإعلام الناخبين من أجل حثهم على الذهاب لمراكز الانتخاب ولكن من أجل حثهم على اختيار الأفضل.. فنحو 713 ألف ناخب وناخبة بإمكانهم اليوم كتابة صفحة مختلفة من عمر تجربة الشورى في السلطنة، والصفحة التي من المنتظر أن يكتبوها من شأنها أن ترسم خارطة للمستقبل. وعندما أقول ترسم خارطة للمستقبل فأنا أعني أن عُمان مقبلة على الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع دخول رؤية عمان 2040 بعد شهرين من الآن حيز التطبيق.. وهذه الرؤية التي شارك الجميع في صياغتها أو في مراجعة أهدافها الإجرائية تحتاج إلى سلطة تنفيذية استثنائية واعية بمتطلبات المرحلة كما تحتاج أيضا إلى مجلس شورى قوي واستثنائي لمراقبتها والمساهمة في صياغة تشريعاتها ومراجعتها وفق دورة صناعة القوانين والتشريعات في السلطنة. ولذلك فإن أي صوت اليوم من شأنه أن يغير في شكل المستقبل وأي مجاملة على حساب الوطن من شأنها أن تضعنا في مهب الاحتمالات. وسيكون أول ملف أمام المجلس الجديد هو ملف ميزانية أول خطة خمسية من خطط 2040.. كما أن هناك مشاريع قوانين قادمة إلى المجلس بينها قانون التعليم وقانون الإعلام وقوانين أخرى لا تقل أهمية عنها.إذن هذا يوم استثنائي في تاريخ عُمان ونجاحه مرهون بوعي الناخب في اختيار ممثله الأفضل، وهو حين يقوم بذلك إنما يقوم باختيار مستقبله الأفضل قبل كل شيء.

وإذا كان من طلب يمكن أن يطلبه كاتب مقال أو صحفي يصل صوته للناخبين فإنه طلب التخلي عن أي وعود جاءت نتيجة مجاملات مجتمعية أو وعود آنية.. تخلوا عن كل ذلك، وضعوا، اليوم، عمان نصب أعينكم وأنتم تختارون ممثلكم في المجلس، انتخبوا الأكفأ ولا تنتخبوا الأقرب على أي مستوى من المستويات. إنها أمانة كبرى من أجل عُمان ومن أجل المستقبل الذي ننشده.

ولن يخفى على الناخب العماني الواعي، أيضا، المتغيرات التي تحدث في المحيط وهي مدعاة أن نختار مجلسا واعيا بكل المتغيرات في جوانبها الداخلية والخارجية سواء كانت سياسية أم اقتصادية. والنقاشات التي سمعناها سواء كانت في وسائل التواصل الاجتماعي أو في التجمعات الانتخابية أو حتى عبر وسائل الإعلام التقليدية تؤكد أن العمانيين واعون كثيرا بكل ما يحدث ولذلك سيكون صوتهم اليوم في المكان المناسب من أجل عُمان والمستقبل.