1351068
1351068
العرب والعالم

اتفاق بين الحكومة اليمنية و«المجلس الانتقالي» لتقاسم السلطة في الجنوب

25 أكتوبر 2019
25 أكتوبر 2019

العولقي وصف اتفاق الرياض بالموفق والمرضي -

صنعاء- الرياض ـ«عمان»ـ جمال مجاهد-(أ ف ب) -

أعلن مصدر سعودي مطّلع أن الحكومة اليمنية و«المجلس الانتقالي الجنوبي» (المطالب بالانفصال) توصّلا إلى اتفاق لتقاسم السلطة برعاية سعودية ، سيوقّع في الرياض قريباً.

ونقلت مصادر صحفية أمس أن التحالف بقيادة السعودية سيشرف على لجنة مشتركة تتابع تنفيذ اتفاق الرياض، وأضاف: «سيتم تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم 24 وزيراً مناصفةً بين المحافظات الجنوبية والشمالية يعيّنها الرئيس اليمني».

ومن شأن الاتفاق الذي يأتي تتويجاً لحوار في مدينة جدّة السعودية، أن ينهي صراعاً على السلطة في جنوب اليمن، وصل ذروته عندما تمكّنت قوات «الحزام الأمني» و«المجلس الانتقالي الجنوبي» من السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن بعد مواجهات مسلّحة عنيفة بين الـ 7 و10 من أغسطس الماضي.

وأوضح أن الاتفاق «ركّز بشكل كبير على توحيد الصف وتفعيل مؤسّسات الدولة لخدمة اليمن بجميع مكوّناته وتلبية احتياجات المواطنين المعيشية».

وأضاف أن الاتفاق «يتضمّن تركيزاً على إدارة موارد الدولة ومكافحة الفساد وجمع إيرادات الدولة وشفافية الصرف وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة وإعادة تشكيل المجلس الاقتصادي الأعلى وتفعيله وتعزيزه بشخصيات من ذوي الكفاءة والخبرة والنزاهة».

وأشار المصدر إلى أن الاتفاق «يحقّق إعادة ترتيبات القوات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار فيها ويحفظ أمن مؤسّسات الدولة وكافة مكوّنات الشعب اليمني، ويعزّز جهود مكافحة الإرهاب».

ولفت إلى أن رئيس الحكومة الحالية سيعود إلى عدن، وفق الاتفاق، «لتفعيل مؤسّسات الدولة كافة، والعمل على صرف الرواتب والمستحقّات المالية للقطاعين العسكري والمدني في المحافظات اليمنية المحرّرة كافة ، كما سيتم تشكيل الحكومة الجديدة ومباشرة أعمالها في وقت قريب في عدن».

وأوضح المصدر أن الاتفاق «يحقّق الأمن والاستقرار في اليمن وخدمة الشعب اليمني بمكوّناته كافة، ويحترم مطالب المكوّنات اليمنية كافة، بما فيها ما يتعلّق بالقضية الجنوبية ، وأن يكون ذلك من خلال الحوار والعمل السياسي ، وأن المملكة تحترم جميع مكوّنات الشعب اليمني وما يتفق عليه أبناء الشعب بمكوّناته كافة في المستقبل».

وذكّر بأن السعودية «قدّمت الدعم السياسي والعسكري والتنموي والإغاثي لدعم الشعب اليمني في جميع المحافظات لاستعادة الدولة وإنهاء التدخّل الخارجي ومكافحة الإرهاب».

وشدّد على أن المملكة « تقدّر لجميع الأطراف تجاوبها وتعاونها للوصول إلى حل سلمي للأزمة واتفاق يقدّم المصالح الاستراتيجية لليمن، ويسهم في تحقيق أمنه واستقراره، ويحقن الدماء ويغلّب الحكمة والحوار ووحدة الصف ، كما تثمّن المملكة الدور الإيجابي الذي لعبته دولة الإمارات في التوصّل للاتفاق».

وقال مصدر في الحكومة اليمنية اشترط عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إنه «سيتم التوقيع (على الاتفاق) بموعد أقصاه الثلاثاء القادم بحضور الرئيس (عبد ربه منصور) هادي، وعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي».

وبحسب المسؤول فإن الاتفاق «يقضي بإعادة تشكيل الحكومة وإشراك المجلس الانتقالي فيها بعدد من الوزارات، وعودة الحكومة إلى عدن خلال سبعة أيام بعد التوقيع على الاتفاق».

وانخرط الانفصاليون اليمنيون وممثلون عن الحكومة المعترف بها دوليا منذ أسابيع في مفاوضات غير مباشرة في جدة حول اتفاق لتقاسم السلطة في جنوب البلاد.

من جهة أخرى أكدت السفارة اليمنية بواشنطن على «الموقف المبدئي للحكومة اليمنية بأنها مع فتح مطار صنعاء للرحلات الداخلية، وقد سبق وأن قدّمت مقترحاً عملياً يحقّق ذلك في مشاورات ستوكهولم بهدف التخفيف من معاناة مواطنينا وبما يستجيب لإجراءات الأمن والسلامة الدولية ويضمن عدم السماح لجماعة أنصار الله باستخدامه لأغراضها الحربية، إلا أن مقترح الحكومة قوبل بالرفض والتعنّت من قبل الجماعة».

وقالت السفارة في بيان أمس: «تؤكد الحكومة على عدم قبولها بتوظيف معاناة أبناء شعبنا في كل أنحاء اليمن لتحقيق أية مكاسب سياسية وعدم تحويل قضايا إنسانية وفنية بحتة كفتح مطار صنعاء أو فك الحصار عن تعز أو إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين والمختطفين قسرياً لورقة تفاوضية».

وأشارت إلى أن «ذلك كان ولايزال موقفنا الثابت وهو ما عبّرنا عنه مراراً وتكراراً في كل مشاورات السلام السابقة وفي كلمة اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة».

من جهته وصف عضو هيئة رئاسة «المجلس الانتقالي الجنوبي» سالم ثابت العولقي «اتفاق الرياض» بأنه «موفّق ومرض»، لافتاً إلى أن التسريبات التي نشرت «ليست صحيحة».

وأشار العولقي في تغريدات أمس على حسابه الرسمي بموقع «تويتر» إلى أنه «سيتم الإعلان في وقت لاحق وبشكل رسمي عن بنود اتفاق الرياض والجوانب التي تضمّنها سياسياً وإدارياً وأمنياً وعسكرياً».

وأكد أن رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي أكد له في مكالمة هاتفية أن الاتفاق «خطوة جيّدة والقادم أفضل وشعب الجنوب هو الأمين على قضيته».

وكان مصدر رسمي في الوفد التفاوضي التابع للمجلس بالرياض أكد توقيع المسودة الأولى من «اتفاق الرياض» مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأضاف المصدر: «إن الجنوبيين بدأوا مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون السياسي والعسكري مع المملكة العربية السعودية والتحالف العربي».

وكشف المصدر أن التوقيع الرسمي للاتفاق سيتم خلال أيام بحضور الرئيس هادي ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.

وترى اليزابيث كيندال الباحثة في شؤون اليمن في كلية بيمبروك بجامعة أوكسفورد أن «التوصل إلى اتفاق يعد بلا شك خطوة مهمة».

وأكدت لوكالة فرانس برس «هذا يمنع اندلاع نزاع كبير داخل الحرب الدائرة حاليا، ويمنع انهيار التحالف».

ويأتي الإعلان عن توصل الى اتفاق بعد لقاء جمع مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، بحسب بيان.وقال البيان الصادر عن مكتب غريفيث إن المبعوث الأممي « ثمّن جهود المملكة» لإيجاد حل في جنوب اليمن.

ويرى محلّلون أن الخلافات داخل معسكر السلطة تضعف القوات الموالية لها في حربها ضد الحوثيين.

ولعبت الإمارات دورا محوريا في التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن منذ بداية عملياته، قبل أن تعلن في يوليو الماضي خفض عديد قواتها في هذا البلد والتركيز على التوصل إلى حل سياسي.