1350992
1350992
العرب والعالم

تعزيزات روسية في شمال سوريا وواشنطن ترسل قوات لحماية حقول النفط

25 أكتوبر 2019
25 أكتوبر 2019

دمشق وأنقرة تتواجهان أمام مجلس الأمن -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أرسلت موسكو ودمشق أمس تعزيزات عسكرية إضافية إلى مناطق في شمال شرق سوريا حدودية مع تركيا، وذلك غداة إعلان واشنطن إرسال قوات جديدة إلى مناطق سيطرة الأكراد لحماية حقول النفط.

وكانت القوات الأمريكية انسحبت من نقاط عسكرية عدة حدودية مع تركيا كانت تتواجد فيها في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) حدودية مع تركيا، ما اعتبر

ضوءا أخضر لأنقرة لتنفيذ هجوم على الأكراد في التاسع من أكتوبر. ولجأ الأكراد بدورهم الى الحكومة السورية فتوصلوا الى اتفاق معها نشر بموجبه قوات في مناطق كانوا يسيطرون عليها. بينما أبرمت تركيا اتفاقا مع روسيا، حليفة دمشق، سمح لهذه الأخيرة بدورها بنشر قوات في مناطق انسحب منها الأكراد.

لكن وزارة الدفاع الأمريكيّة أعلنت أمس أنّها خطّطت لتعزيز وجودها العسكري في شمال شرق سوريا لحماية حقول النفط. وتقع أبرز حقول النفط في شمال شرق وشرق سوريا (محافظتا دير الزور والحسكة)، وبالتالي ليست موجودة في المناطق ذاتها التي انسحب منها الأمريكيون أو التي شهدت معارك بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة وقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها.

ويضيف كل ذلك مزيدا من التعقيدات حول مصير منطقة الإدارة الذاتية الكردية التي انسحب الأكراد هذا الأسبوع من جزء كبير منها تحت ضغط الهجوم التركي، وما إذا كانت ستبقى تحت نفوذ أمريكي أو ستتحول إلى منطقة تتحكم روسيا بمستقبلها.

وأرسلت روسيا امس إلى مناطق حدودية بين سوريا وتركيا تعزيزات بنحو 300 عسكري إضافي كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، في إطار اتفاقها مع تركيا.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالة أنباء تاس الروسية أن نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية «كانوا منتشرين سابقاً في جمهورية الشيشان وصلوا إلى سوريا للقيام بعمليات خاصة».

وستعمل هذه العناصر، وفق البيان، على ضمان سلامة المدنيين وتقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب مما تسميه أنقرة «المنطقة الآمنة» الممتدة بعمق 30 كيلومتراً وطول 440 كيلومترا على الحدود التركية-السورية.

وبدأت القوات الروسيّة منذ الأربعاء تسيير دوريّاتها في المناطق الشماليّة قرب الحدود مع تركيا.

وفي قرار مفاجئ أمس الأول، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أنّ «الولايات المتّحدة ملتزمة تعزيز موقعها في شمال شرق سوريا بالتنسيق مع شركائنا في قوّات سوريا الديمقراطيّة، عبر إرسال دعم عسكري إضافي لمنع حقول النفط هناك من أن تقع مجدّدًا بيَد تنظيم داعش أو لاعبين آخرين مزعزعين للاستقرار».

وتُسيطر قوات سوريا الديمقراطية حالياً على أبرز حقول النفط السورية المنتشرة في محافظتي دير الزور والحسكة.

وقبل ساعات من الإعلان الأمريكي، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في لقاء مع صحفيين أن ترامب أكد له في اتصال هاتفي أن الأمريكيين «سيبقون هنا فترة طويلة»، مشيراً إلى أنه ناقش مع «الجهات العسكرية الأمريكية تموضعها من جديد في مناطق معينة».

من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أمس عن دخول قافلة جديدة لقوات الحكومة مؤلفة من عشرات الآليات إلى منطقة كوباني وانتشارها قرب الحدود.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن اشتباكات مستمرة منذ أمس الأول قرب تل تمر بين الفصائل الموالية لأنقرة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري من جهة ثانية.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثمانية مقاتلين موالين لأنقرة وثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وجندي سوري، وفق المرصد.

وتسعى تركيا الى إعادة قسم كبير من 3,6 مليون لاجئ سوري يقيمون على أراضيها منذ اندلاع النزاع في العام 2011، الى «المنطقة الآمنة».

ومنذ بدء تركيا هجومها، فرّ أكثر من 300 ألف مدني من بلداتهم وقراهم الحدودية، وفق الأمم المتحدة.

وتبادلت سوريا وتركيا أمس الأول تصريحات حادّة خلال مواجهتهما الأولى أمام مجلس الأمن الدولي على خلفيّة الهجوم التُركي على الأراضي السوريّة الذي بدأ في 9 أكتوبر وتمّ وقفه هذا الأسبوع.

وندّد السفير السوري لدى الأمم المتّحدة بشّار الجعفري بشدّة بـ«العدوان» التركي على بلاده، معتبراً أنّ من «الغريب» أن تستخدم أنقرة المادّة 51 من ميثاق الأمم المتحدة حول الدفاع الشرعي عن النفس من أجل تبرير عمليّتها العسكريّة.

كما دعا إلى «الاحترام الكامل للسيادة السوريّة» و«سحب جميع القوّات الأجنبيّة غير الشرعيّة» من سوريا.

وردّ نظيره التُركي فريدون سينيرلي أوغلو بالقول «أرفض وأدين بشدّة أيّ تحريف لعمليّة مكافحة الإرهاب التي قُمنا بها (وإظهارها) على أنّها عمل عدواني».

وشدّد على أنّ الأمر كان يتعلّق بـ«عمليّة محدودة لمكافحة الإرهاب» كان هدفها خصوصاً «ضمان سلامة سوريا الإقليميّة ووحدتها»، مشيرًا إلى أنّ العمليّة «لم تستهدف سوى إرهابيّين ومخابئهم وأسلحتهم وآليّاتهم».

واعتبر السفير التركي من جهة ثانية أنّ «الحلّ الدائم الوحيد» للمتطرفين الأجانب وعائلاتهم المحتجزين في سوريا هو إعادتهم إلى بلدانهم. وقال «حرمان الناس من جنسيّاتهم ليس الطريقة الجيدة لمحاربة الإرهاب».

وطمأن فريدون سينيرلي أوغلو بشأن عودة اللاجئين في تركيا إلى سوريا، واعدا بأن تتم العودة بشكل «طوعي وآمن وكريم».

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنه لا يمكن تسوية المسألة الكردية دون استعادة الحكومة السورية لسيطرتها على كامل الأراضي السورية.

وقال نيبينزيا، إن سبب التصعيد بشمال شرق سوريا هو «التجربة الخطيرة للهندسة الجيوسياسية من خلال إشعال العداء بين الأكراد والعرب».

وأضاف نيبينزيا أن «المذكرة الروسية التركية التي لها أهمية محورية لإرساء الاستقرار في سوريا... تؤكد بوضوح احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا ورفض كل التوجهات الانفصالية على أراضيها».