1350426
1350426
العرب والعالم

عون للمتظاهرين: النظام لا يتغير في الساحات ..الحريري: ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي

24 أكتوبر 2019
24 أكتوبر 2019

جرحى في مصادمات بين المحتجين في وسط بيروت -

بيروت- عمان :حسين عبدالله -

سقط عدد من الجرحى في مصادمات بين مجموعات من المتظاهرين في ساحة ​رياض الصلح​ وسط العاصمة بيروت ، وقد تدخلت قوة مكافحة الشعب لفض الاشكال، وسادت حالة من التوتر في ساحة رياض الصلح بين مجموعتين الأولى تطالب بإسقاط الحكومة وترفع شعار «كلن يعني كلن» والثانية تقول أن لديها المطالب ذاتها لكنها ترفض المسّ بأمين عام حزب الله حسن نصرالله ، ورغم الأمطار استمرت التظاهرات والتحركات الشعبية لليوم الثامن على التوالي .

من جانبه توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمة الى اللبنانيين بالقول: «اليوم كلمتي لكم، مثلما كانت دائما، من القلب للقلب أينما كنتم، في ساحات الاعتصام أو في بيوتكم»،وأضاف: «المشهد الذي نراه يؤكد أولا أن الشعب اللبناني شعب حي، قادر على أن ينتفض ويغير ويوصل صوته ، ويؤكد أيضا أن الحريات في لبنان لا تزال بألف خير، لكن مع الأسف هذا المشهد ما كان يجب أن يكون، وصرختكم كان ينبغي أن تكون صرخة فرح بتحقيق طموحاتكم وأحلامكم ، لا صرخة وجع».

وتابع: «منذ تحملي مسؤولياتي كرئيس للجمهورية، أقسمت اليمين ان أحافظ على لبنان والتزمت محاربة الفساد بشراسة، واستطعت نقل لبنان الى ضفة الأمان والاستقرار، وبقي الهم الاقتصادي والمالي، وكان طموحي الكبير، وما زال أن نتخلص من الذهنية الطائفية، التي حكمت البلد منذ قيامه، وهي الأساس في مشاكله، للتوصل الى دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون أمام القانون، ويصل كل صاحب كفاءة الى المنصب الذي يستحقه وإلى اللامركزية الإدارية التي تؤمن الخدمات بشكل أسرع».

وقال: «تعرفون جيدا اننا في بلد شراكة وديمقراطية، ورئيس الجمهورية خصوصا بعد الطائف بحاجة الى تعاون كل الأطراف في الحكومة ومجلس النواب ليحقق خطط العمل والاصلاح والانقاذ ويفي بالوعود التي قطعها في خطاب القسم.

أنا رئيس ومسؤول، ولم أترك وسيلة الا واستعملتها لتحقيق الاصلاح والنهوض بلبنان، ولكن الحقيقة، أن العراقيل كثيرة والمصالح الشخصية متحكمة بالعقليات، وهناك أطراف اعتبرت أن الشعب لا كلمة عنده يقولها».

وأكد «انني من يطالب باستعادة الأموال المنهوبة، وأنا من قدمت قانونا لاستعادتها، وحتى اليوم تبينت مليارات من الموازنات السابقة يدقق فيها في ديوان المحاسبة، كل من سرق المال العام يجب أن يحاسب، ولكن المهم ألا تحميه طائفته وتدافع عنه «عالعمياني»، الحرامي لا طائفة له ولا يمثل أي دين. لنكشف كل حسابات المسؤولين ونترك القضاء يحاسب» .

وقال: «أنا ملتزم اقرار قوانين مكافحة الفساد، ولكن هذه صلاحية مجلس النواب وأنا أطلب مساعدتكم لإقرارها، وكما قلت للقضاة بعد تعيينهم أكرر اليوم، أنا سقف الحماية للقضاء، ومن يتدخل معكم احيلوه علي».

وردت أجواء رئيس الحكومة سعد الحريري على كلام رئيس الجمهورية الذي رحب بكلام الرئيس حول ضرورة التغيير بالواقع الحكومي وقال الحريري اننا أمام مرحلة جديدة وأن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات حكوميا أي اما هناك تغيير حكومي يتمثل أولا باستقالة الحكومة أو اجراء تعديل حكومي وقد اجرى اتصالا برئيس الجمهورية وتباحث معه بالتطورات .

وغرّد رئيس الحكومة سعد الحريري عبر حسابه على تويتر قائلا: « اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية ورحبت بدعوته الى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الآليات الدستورية المعمول بها».

وفور انتهاء الرئيس عون من كلمته توالت تعليقات المتظاهرين السلبية على الكلمة لأنهم كانوا منتظرين أن يعلن الرئيس استقالة الحكومة أو تعديلا وزاريا وبقي الحراك على زخمه في كل المناطق، وقد انضمت أمس تظاهرة جديدة دفاعًا عن العهد نظمها «التيار الوطني الحر» في منطقة بعبدا، ردّا على التظاهرات الأخرى، التي تحمّل العهد والحكومة والنواب مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع من إهتراء ، فقد واصل المتظاهرون تحرّكهم عند مصرف لبنان.

وفي هذا السياق، قام عدد من المحتجين بقطع الطريق أمامه ، في حين بات المواطنون في منطقة الزوق شمال بيروت ليلتهم على الأوتوستراد، وكان المشهد الصباحي ، غير شبيه بالأيام السابقة، إذ توافدت أعداد كبيرة من المواطنين منذ ساعات الصباح الأولى الى المنطقة وسط حضور عادي لعناصر الجيش ، وقد عبر المعتصمون عن رفضهم الخروج من الشارع قبل تحقيق مطالبهم وإسقاط الحكومة. وقد اقفل بعض الشبان من المتظاهرين الطريق الموازية للطريق الرئيسية في الذوق، فتدخل الجيش اللبناني وفتحها ، فيما قطع عددٌ من المحتجين مداخل طرابلس الجنوبية إضافة إلى مستديرة الملولة ووسط مدينة البداوي، وبالتحديد على الأوتستراد الرئيسي الذي يربط طرابلس بعكار ومن ثم بالحدود اللبنانية السورية، وذلك بمكعبات الباطون وحاويات النفايات والأتربة والحجارة».

توازياً، أعاد الجيش فتح عددٍ من الطرقات في الشمال ومنها: طريق عام الضنية - عند مفرق بلدة كفرحبو، طريق البحصاص البحرية، طريق ضهر العين - الكورة، وأوتوستراد المحمرة - عكار. وجابت مسيرة سيارة للمحتجين شوارع صيدا في الجنوب.

هذا وما زالت الطريق الدولية التي تربط البقاع بالجنوب مقطوعة ، في ظل ازدياد عدد المحتجين الذين قدموا الى هذه النقطة من قرى حاصبيا والعرقوب .

كما انطلقت مسيرات في مدينتي صور والنبطية، رفع خلالها المشاركون العلم اللبناني وأدوا الاناشيد الحماسية، في ظل مواكبة للقوى الأمنية .

من جهته رحّب البطريرك بشارة بطرس الراعي، في بيان صادر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي - بكركي، «بكلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي خاطب فيها اللبنانيين بوضوح وصراحة واضعًا اصبعه على جرح معاناتهم وواصفًا الشعب اللبناني بالشعب «الحيّ القادر على التغيير».

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالقول: بعد سماع كلمة الرئيس عون وبما اننا في نفس هذا المركب الذي يغرق وكوننا نشاطره الخوف من الانهيار الاقتصادي نجد ان أفضل حل يكمن في الإسراع في التعديل الحكومي والدعوة لاحقا الى انتخابات نيابية وفق قانون عصري لا طائفي . وأضاف في تغريدة ثانية: «ادين الاعتداء على المتظاهرين من اية جهة كانت».

من جهتها أعلنت منظمة العفو الدولية، انه «رغم محاولة السلطات تفادي قمع التظاهرات، إلا أننا وثقنا بعض حوادث القمع من قبل الجيش في بعض المناطق. على السلطات اللبنانية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس مع المتظاهرين السلميين. استخدام العنف لن يؤدي إلا لمزيد من التوتر والانتهاكات».

من جانبها، أعلنت السفارة البريطانية​ في ​بيروت​، ان بعد أسبوع على بدء ​الاحتجاجات​ أعرب ​الشعب اللبناني​ عن غضبه المشروع، الذي يجب الاستجابة له، هذه لحظة مهمة للبنان: يجب تنفيذ الإصلاحات الضرورية بشكل عاجل، واعتبرت السفارة في بيان ، ان المملكة المتحدة ستواصل تقديم الدعم للبنان من أمن واستقرار وسيادة وازدهار، بما في ذلك اقتصاد أقوى وأكثر إنصافًا، وفرص تعليم نوعية للجميع، وتحسين الخدمات وتعزيز الأمن.