عمان اليوم

العملية الانتخابية استحقاق وطني والانكفاء عن المشاركة عمل سلبي لا يخدم التطوير

24 أكتوبر 2019
24 أكتوبر 2019

متحدثون لـ «عمان» يأملون في أن تكون الدورة التاسعة «مميزة».. ويقولون:-

هناك وعي متنام في اختيار العضو القادر على تمثيل ولايته ورفد عمل المجلس -

الناخـــب ســوف تظل طموحاتـــه لا حدود لها كونه محــــور التنميــة -

تحقيق- أحمد بن عامر المعشني -

تطلعات الناخب العماني في اختيار العضو الذي يمثل ولايته في مجلس الشورى للفترة التاسعة لا يزال محط أنظار الجميع، سواء الدولة التي تأمل في وجود كفاءات قادرة على الدفع بعجلة التنمية نحو الأفضل، أو المواطن المستفيد من خدمات التنمية الحديثة، في أن يكون العضو المنتخب ذا حصافة مشهودا له بها في المجتمع، من حيث الموضوعية في الطرح، وعدم المبالغة في مدى استطاعته لتحقيق الطموحات التي يأملها أهالي الولاية التي يمثلها، وكذلك أفراد المجتمع أنفسهم في مدى معرفتهم بالدور التشريعي والرقابي لمجلس الشورى، كونه داعما للحكومة في تحقيق الخطط والبرامج التنموية الهادفة.

وقد أضحت كثير من النقاط هامة في قيام مجلس الشورى لتعزيز دوره في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال أطروحات شارك بها عدد من المتحدثين لـ«عمان» عبر لقاءات معهم، تناولت تطلعاتهم في الدور الذي يجب أن يقوم به عضو مجلس الشورى، وهل حقق مجلس الشورى آمال المواطن وطموحاته.

بداية يتحدث الدكتور محمد بن عوض المشيخي أكاديمي وباحث في الشؤون العمانية قائلا: نتطلع إلى مجلس يتمتع بالنضج والقوة لكي يمثل طموحات الشعب من خلال تفعيل الاختصاصات التي نص عليها النظام الأساسي للدولة في مجالي التشريع والرقابة. ويجب أن نتذكر دائما بأن الناخب شريك في نجاح مجلس الشورى في تحقيق الدور المناط إليه ؛ فنحن من أوصلنا الأعضاء إلى قبة البرلمان . مشيرا إلى أن هناك صلاحيات منحها النظام الأساسي للدولة للمجلس عام 2011 تتضمن اختصاصات من بينها تشريعية وردت في المادة 58 من النظام الأساسي.

كما تحدث لـ «عمان» الخبير الاقتصادي أحمد بن سعيد كشوب رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للأوراق المالية فقال: مجلس الشورى لعب دورا أساسيا في مراقبة الأداء كما ساهم في اقتراح مشاريع قوانين وكذلك مباركة مشاريع جديدة وأهمها المشاريع ذات الشأن الاقتصادي. كذلك فإن عضو الشورى بما أنه ممثل المجتمع بلا شك أوجد علاقة مباشرة بينه وبين المجتمع في التوعية بكثير من برامج التنمية. ولا يزال هناك تداخل لدى المواطن بين عضوي الشورى والبلدي، ولكن في النهاية الكل يعمل لتحقيق مصلحة المواطن والتكامل ولكن يظل المواطن ينظر إلى الجانب الخدمي وكونه يمس بحياته اليومية. ولكن ما نشاهده من حراك خلال الدورة التاسعة مختلف كثيرا من حيث المنافسة، وكذلك بروز كفاءات في كافة المحافظات وهؤلاء هم من سيصنع الفرق، وهم من سيكون لهم التأثير في صناعة القرار الناجح مع الحكومة.

معرفة الصلاحيات

من جهة أخرى قال سعيد بن مسعود المعشني عضو مجلس الشورى سابقا للفترتين الثالثة والرابعة: تطلعاتنا لدور عضو مجلس الشورى أن يمارس دوره الطبيعي في المجلس كعضو منتخب من قبل أبناء ولايته وذلك بالقيام بمهامه من خلال ممارسة الصلاحيات المتاحة له وللمجلس والمطالبة بتعزيزها خصوصا في الجانب التشريعي والرقابي وصولا إلى مجلس شورى كامل الصلاحيات له دور فاعل ومؤثر في تقدم الوطن ورفاه المواطن. وفيما يتعلق بمدى تحقيق مجلس الشورى لتطلعات المواطن، فيصعب الحكم على المجلس ودوره دون معرفه وفهم لصلاحياته. وهذه الصلاحيات تطورت خلال فتراته المختلفة وبالتالي لا يمكن الحكم على أدائه دون النظر إلى هذا الجانب والوقوف عليه ولكن بشكل عام يمكننا القول إنه رغم التطور الملحوظ لصلاحيات المجلس إلا أنه لم يصل بعد إلى تحقيق آمال المواطن، وهذا ليس انتقاصا من دور المجلس وإنجازاته ولكننا كمواطنين دائما ما نطمح إلى الأفضل خصوصا إذا ما كان الحديث عن مؤسسة كالشورى التي تعد دعامة رئيسية من دعائم الدولة التي نعلق عليها آمالا كبرى في نهضة ومستقبل وطننا الحبيب.

آمال وطموحات

الدكتور عرفات بن عوض آل جميل رئيس قسم الاتصال الجماهيري بكلية العلوم التطبيقية بصلالة وأستاذ مساعد بالكلية قال: نتطلع من عضو مجلس الشورى أن يلبي آمال وطموحات المواطنين الذين انتخبوه، وأن يكون أهل للثقة التي منحت له. ونرجو أيضا أن تكون الغاية من الوصول إلى عضوية المجلس عكس هموم المواطنين في المقام الأول، والعمل كحلقة وصل بينهم وبين صناع القرار، علاوةً على عمل اللازم في سبيل سن القوانين والتشريعات وتحسينها في ظل متطلبات معطيات كل مرحلة. فقد تكون تجربة مجلس الشورى متواضعة إلى حد ما إذا ما قُورنت بالبرلمانات الكبيرة في كثير من الدول الغربية. ولكن من المنصف أن نقر بأن مجلس الشورى الآن ليس كما عهدناه في السابق. إذا ما نظرنا إلى الأعضاء المنتخبين، نرى أنهم ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع العماني وأن كثيراً منهم يحملون درجات علمية ويمتلكون مستوى من الوعي والجدية. هذا مؤشر جيد، وأنه خير دليل على أن مجلس الشورى في تطور ملموس. ولكن أرى من منظوري الشخصي أنه ينبغي على أعضاء المجلس بذل مزيد من الجهد في بلورة آمال وطموحات المواطنين والمضي قُدماً لعمل الكثير في تطوير البلد على أصعدة مختلفة. وفيما يتعلق بدور عضو مجلس الشورى بالتأكيد، هذا ينصب في صميم عمله كعضو ممثل للمواطنين. وفي هذا السياق، ينبغي تفعيل الدور الرقابي لأعضاء المجلس بشكل أوسع لمتابعة سير المشاريع التنموية في المناطق التي يمثلونها.

وأردف الدكتور عرفات آل جميل في حديثه قائلا : ندرك جميعا بأن التصويت والعملية الانتخابية تتم بشكل نزيه، ولكن نحن كمواطنين ينبغي علينا جميعا أن ندرك من هو المواطن الذي سننتخبه، هل عنده مستوى عال من الوعي، والهمة، والطموح لتوصيل أصواتنا كمواطنين؟ يجب أن نحكّم عقولنا ونختار بشكل موضوعي المرشح الذي سوف يحمل بجداره أصواتنا ويوصلها إلى المجلس لتحقيق آملنا. ونلاحظ أن بعض أعضاء المجلس لا يركزون على مناقشة هموم المواطن وعكسها بشكل دقيق. بعضهم قد يسهب في المجاملات وذكر الإيجابيات، ولا يفتح بابا في الأمور التي ينبغي الوقوف عليها والعمل على تطويرها.

قوانين مرنة

محمد بن عبدالله المردوف رئيس اللجنة الإعلامية لتجمع صلالة قال: عضو مجلس الشورى له أدوار عدة عليه القيام بها على اكمل وجه، ومن أهم أدوار عضو مجلس الشورى التشريع واقتراح القوانين لتواكب المرحلة والزمن المتسارع أولا بأول بما يجعل عمان في أرقى حالاتها في كل النواحي وتتكئ على قوانين مرنة وسلسة وجاذبة، الأمر الآخر المهم هو الدور الرقابي لعضو مجلس الشورى فمن أهم أدواره مراقبة الأداء الحكومي ومن ثم عليه حتما أن يستخدم أدواته البرلمانية لتفعيلها متى ما تطلب الأمر . لذلك أرى بأن مجلس الشورى مر بمراحل وتطور وسوف يتطور وكل دورة تبني على سابقتها في التطوير.