salimm
salimm
أعمدة

إضاءة :الصوت الحق للمستحق

24 أكتوبر 2019
24 أكتوبر 2019

سالم الحسيني -

تتأهب الجموع الغفيرة صبيحة بعد غد (الأحد) للزحف نحو صناديق الانتخاب لاختيار ممثليهم بمجلس الشورى للفترة التاسعة بخطوات متسارعة وقلوب متلهفة لترسم لهذا الوطن المعطاء مستقبله المنتظر ولتخط بأناملها الذهبية أسماء المتحدثين باسمهم تحت قبة المجلس الذي يعد الرئة الأخرى التي يتنسم من خلالها الوطن نسيمه العليل فيمنحه المزيد من الحيوية والعطاء ويدفعه بقوة نحو التقدم والازدهار والنماء، فليكن الاختيار موفقا وليكن الخيار للأفضل والأكفأ وليكن الصوت الراجح للقوي الأمين الحريص على دوران عجلة التنمية بأقصى سرعتها وبكامل طاقتها، فالقادم شديد الحساسية يتطلب الفداء والتضحية، كما يتطلب المعرفة والحكمة والدراية وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة واستغلالها افضل مما كان، فليس للمتخاذلين ولا للمتسلقين على كاهله مكان فيه، ولنكن عونا لهذا الوطن لا عونا عليه.

إن البرلمانات والمجالس النيابية تعمل جنبا إلى جنب مع الجهات الأمنية في الحفاظ على ثروات الوطن ووضع التشريعات والقوانين، فعلينا أن ندرك حجم الدور الذي يجب أن يؤديه المجلس، فالأمر في غاية الأهمية، ولا شك أن المرحلة المقبلة مرحلة حاسمة؛ إنها مرحلة الجد والاجتهاد وجني الحصاد، فلابد من أن تُهيأ الأرض وتمهّد لغرس بذور الغد، حتى تؤتي هذه الأرض الطيبة أكلها، ولنحرص على أداء هذه المهمة الوطنية التي لها ما بعدها بكل أمانة وإخلاص، ولنحفظ الأمانة التي نحملها على عاتقنا.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).. وليكن نصب أعيننا دائما وأبدا الرقي بهذا الوطن الغالي وليكن التصويت لصالحه وليس لأي غاية أخرى. فلا نخذل هذا الوطن الذي آوانا إلى أكنافه وتنسمنا عبقه وطعمنا خيره، بل نرد الجميل إليه وافيا، إذ ليس من شيم الكرام مجازاة الإحسان بالجفاء والنكران (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، ولنعِ جيدا أن حق التصويت المتاح لنا هو أفضل تقييم لذواتنا وأصعب امتحان يجب أن نجتازه بدرجة امتياز، وإلا فإن اللوم يقع علينا عاجلا أم آجلا.

ولا شك أننا في هذا التوقيت بالذات أمامنا تحد وأمامنا الكثير من العقبات والضغوطات وسوف نواجه سيلا من المغريات والتوسلات وسوف تفرش أمامنا المفارش المكسوة بالحرير والديباجات ولكنها مصالح آنية لم تلبث أن تتبخر مع غروب شمس ذلك اليوم المشهود ويبقى المشهد حكما لنا أو علينا في إنجاح أو فشل هذا الجهد الوطني الذي تم الإعداد له منذ أشهر وسخرت من أجله الطاقات، فلنحرص أن لا تذهب تلك الجهود أدراج الرياح.