1348920
1348920
المنوعات

مؤتمر «التاريخ والصناعات البصرية الحديثة» يدعو إلى التركيز على الفنون البصرية ودراسة المعوقات ومواجهتها

23 أكتوبر 2019
23 أكتوبر 2019

مؤكدا على الدور المشترك للمؤسسات الثقافية -

كتبت: خلود الفزارية -

دعا مؤتمر (التاريخ والصناعات البصرية الحديثة) إلى إقامة المزيد من الفعاليات في مجال إبداعات الفنون البصرية والدراسات البينية، وأوصى بضرورة إقامة حلقات عمل الكتابة الدرامية التاريخية بالتعاون بين النادي الثقافي والجمعية العمانية للسينما والمسرح، ودراسة التحديات التي تواجه الدراما التاريخية ومعوقات تحدياتها من قبل الجهات المعنية والمختصين والخبراء، مع التأكيد على دور الإعلام الجديد في تعزيز الوعي بأهمية الصناعات البصرية التاريخية لمواجهة التحديات الراهنة للمجتمعات العربية، إضافة إلى ضرورة إدراج مواد تعليمية إثرائية عن الصناعات البصرية الرقمية في المقررات الدراسية، وإنتاج فنون بصرية موجهة للأطفال تهتم بالتاريخ العربي بشكل عام والتاريخ العماني بشكل خاص.

جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر، الذي أسدل الستار على جلساته مساء أمس في النادي الثقافي بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.

التاريخ في السينما الحديثة

وناقشت الجلسة الأولى في اليوم الأخير للمؤتمر التي أدارتها الدكتورة بدرية النبهانية تجارب الاستلهام التاريخي في المعالجة السينمائية الحديثة، وقدمت الدكتورة اسعاف أحمد من جامعة دمشق الورقة الأولى للجلسة بعنوان (سيميولوجيا الصورة السينمائية في الأفلام التاريخية)، وأشارت إلى أن التاريخ خرج من سيطرة الكلمات والتدوين إلى دائرة التحقق البصري، وأصبح الحدث المصوّر سينمائياً دليلاً على ذلك التطور، ورمزاً للعلاقة المفترضة التي تجمع بين حقل التاريخ وعالم المرئيات، إذ من خلالها يمكن التأريخ بواسطة الصورة، ومؤخراً ازدادت أهمية التاريخ والسينما كثنائية تجمع الجوانب الفكرية بالجمالية ليس فقط بالنسبة للدراسات المرتبطة بالسينما ووسائل الإعلام، بل أيضاً بالنسبة للمؤرخين، كما أن العلاقة بين الخطاب السينمائي والخطاب التاريخي تستجيب لعدد من المتغيرات وتنهل من عدة مرجعيات، حيث يمكن للخطابين أن يرتبطا بتاريخ السينما وتاريخ أنماط تناول السينما للواقع أو الأسئلة التي يمكن أن تطرحها السينما على المؤرخين أو العكس.

وجاءت الورقة الثانية قراءة في فيلمين تاريخيين بعنوان «إليزابيث الأولى و ماري ملكة الإسكتلنديين» قدمتها الدكتورة فدوى عبد الرزاق من مصر وأوضحت فيها أن الفيلم التاريخي يتحول إلى وثيقة تاريخية من نوع آخر، تؤرخ للسياق التاريخي الذي تم إنتاج الفيلم في إطاره وللأسباب التي دعت لتقديمه على النحو الذي قدم، مضيفة أنه قد يتحول إلى نوع جديد من الأساطير، فخيال الكاتب الذي يبتكر شخصيات غير موجودة في الواقع، أو يضيف تفاصيل وأحداث غير مذكورة في كتب التاريخ، يوجد عالما موازيا لهذا التاريخ، قد يشبهه في بعض التفاصيل، لكنه من المحال أن يتطابق معه، والمتلقي هنا يتعامل مع الفيلم تعامله مع الملاحم والمسرحيات القديمة التي تختلط فيها الأحداث التاريخية بالأساطير بالحبكات الدرامية الخيالية.

وتبين عبد الرزاق أن إليزابيث الأولى و ماري ملكة الإسكتلنديين، هما ملكتان توازت مصائرهما وتقاطعت، ومع ذلك اختلف الفيلمان اللذان يقدمان قصتيهما باختلاف وجهتي النظر الخاصة بكل فيلم، فكل فيلم ينتصر لبطلته، ويعلي من قيمة صراعها، حتى وإن لم تتطابق أحداثهما معا أولا، ولم تتفق مع ما جاء في كتب التاريخ ثانيا، وتناولت الباحثة الفيلمين في إطار دراسة الفيلم التاريخي ما بين كونه استلهاما للتاريخ أو محاولة صنع أساطير جديدة يتم تداولها على مستوى الجماعة الشعبية.

أما الورقة الأخيرة في الجلسة قدمها الدكتور أنوار بن يعيش من المغرب وتناول فيها «المعالجة السينمائية الحديثة وإعادة بلورة الحدث التاريخي» وأشار إلى أن المتتبع لكثير من الأفلام الحديثة، يجد أشكالا تأثيرية عديدة بدءا بانتقاء الفترة والحدث التاريخين المراد إخضاعهما إلى اللغة السينمائية، والمحو، والرقابة الفنية والإيديولوجية أحيانا، والعزل، وإعادة التسييق (من السياق)، والإقحام، وهي أشكال واعية مقصودة، تعمل في صمت لتؤثر بطريقة أو بأخرى في لا وعي المتلقي، وتسهم في بناء أفكاره ومواقفه كنوع من تشكيل الرأي العام الخفي عبر الصناعات البصرية والتاريخ، مبينا أن الهاجس هو اكتشاف مقومات المعالجة السينمائية الناجحة للأحداث التاريخية، وقدرتها على محافظة نوع سينمائي تثقيفي على تنافسيته أمام طغيان سينما الأبطال الخارقين، والخيال الجامح والقصص الأسطورية الغريبة من قبيل فيلم «علاء الدين» الأخير من إنتاج شركة والت ديزني وإخراج «جي ريتشي» 2019.

وقام الباحث برصد واقع التجربة العربية في هذا المجال من خلال النماذج الناجحة، والتي لم يكتب لها النجاح أو أسهمت في تراجع المنتجين عن المواضيع التاريخية، والتركيز بدلها على أشرطة تقوم على الكوميديا المجانية أومشاهد العنف المبالغ فيها لتحقيق الأرباح المرجوة، وفي المقابل، يستعرض بعض معالم التجربة الأمريكية في مجال السينما التاريخية لما تحققه من نجاحات عالمية تجعلها تجربة غنية للدراسة قصد اكتشاف ركائز التفوق والإبداع.

نماذج في تطويع الصناعات البصرية

أما الجلسة الثانية فناقشت نماذج تطويع الصناعات البصرية الحديثة في خدمة التاريخ بالاستعانة بالفنون البصرية التشكيلية والنحت والتصوير، وأدارها حشر المنذري.

وقدم الورقة الأولى الدكتور ياسر الهياجي من اليمن وتناولت ورقته «الفنون الإسلامية بين فيها خدمة التاريخ ومواكبة المنجز البصري»، وأوضح فيها أن الفن الإسلامي نشأ في القرن الأول الهجري/‏‏‏ السابع الميلادي، وبلغ أوج عظمته في القرن السابع والثامن الهجريين/‏‏‏ الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، ويُعدُّ من أوسع الفنون انتشاراً وأطولها عمراً؛ لامتداد رُقعة الدولة الإسلامية في الأقطار المترامية من الشرق الأقصى إلى الأندلس غرباً ومن أواسط أوروبا شمالاً إلى أفريقيا جنوباً.

وتطرق الباحث في ورقته إلى موضوع الزخارف الإسلامية، ومراحل تطورها، ودورها في خدمة التاريخ الإسلامي، من خلال التركيز على الإطار المعرفي الفكري، وإحياء دورها كصناعة بصرية ومدخل للتواصل الثقافي بصورة متوازية مع المعطيات التقنية الحديثة، والصناعة المعاصرة للواجهات والتصاميم المعتمدة أساساً على تقنيات القطع بالليزر لتحديد النقوش بدلاً من الحفر والتقنيات الكلاسيكية، والاعتماد على البرمجيات الحاسوبية والأنظمة الرقمية في إعداد الزخارف كنوع من الصناعات البصرية والمهن الجديدة التي باتت تُشكِّل نسبة كبيرة من السوق الصناعي اليوم؛ بهدف تفعيل العمل الزخرفي الإسلامي الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالموروث الإسلامي في إطاره النظري والعملي؛ وبما يُسهِم في تأكيد الثقافة الإسلامية في التاريخ الحديث، من خلال عرض نماذج لبعض الصناعات البصرية الزخرفية المنتشرة في كثير من المعالم الدينية والمدنية في العالم الإسلامي ومقارنتها بالتصاميم الزخرفية الحديثة على المساحات الخشبية والبلاستيكية.

وقدم الورقة الثانية في الجلسة حارث علي العبيدي من جامعة الموصل التي جاءت بعنوان «الخصوصية الثقافية في الصناعات البصرية بين الأصالة والمعاصرة»، أوضح من خلالها أن الصناعات الصورية تعد نوعا من الفن المعاصر في عمومه، وأنه نوع من النشاط الإنساني الواعي والهادف الذي يتميز بمقدرة وإمكانية ومهارة رفيعة، والتي يمتلكها الإنسان، فتعطيه القدرة على الإبداع لإنتاج عمل فني مفيد وممتع، كما أن العمل الفني الصوري هو التعبير الفكري والعملي لما يختلج في نفس الإنسان عن مشاعر وانفعالات وتصورات، وتتجلى في أشكال وممارسات وصور وكلمات ومعانٍ مؤثرة ومفيدة وممتعة، وأما اليوم والعالم يمر بتحولات سريعة، منها تكنولوجية واجتماعية وثقافية أدت إلى ظهور هذا الفن بشكله المتطور، والذي ظهر في غضون هذه التحولات العلمية والفكرية والتكنولوجية والسياسية، التي يشهدها راهن الإنسانية انطلاقا من العشرية الأخيرة من القرن المنصرم، ودخل عالم مجتمع المعرفة بكل تجلياته ومآلاته الذي يمكن أن يخلو من الثقافات بخصوصياتها المتنوعة والمتعددة، فان هذا الوضع سيجعلنا أمام كم هائل من الصناعات البصرية الثقافية. والتي يمكنها أن تثري الفن البصري من جهة، وتضيف سمات جديدة متعددة الأبعاد إلى الثقافات المحلية الإنسانية.

وقدمت الدكتورة يسرى زغدان من تونس ورقة في «تثمين التاريخ العربي في الفن ورهان الانخراط في العالمية.. أعمال الفنانة المغربية لللّا السيدي أنموذجا»، تناولت فيها تجربة الفنانة الفوتوغرافية المغربية للّا السيدي التي تستند في أعمالها إلى تاريخ العرب وتطوّعه كآلية ذاتية تدفع إلى الأمام برغم انتمائها إلى الماضي، فهي لا تتبنى مظاهر الحداثة المستوردة كما هي وكما نشأت في أرضها محاولة غرسها في أرض غير أرضها، ولكنها تستخدم التقنيات العالمية مع ملامستها لمواضيع وجماليات تستقيها من تاريخها العربي والمغربي بالتحديد. مبينة أن للا السيدي تعيد التفكير في تاريخها العربي بالاعتماد على خصائص حضارتها قصد استقصاء جذور عربية من شأنها أن تتحاور مع المفاهيم الجمالية الغربية الصياغة وأن تنافسها إن لزم الأمر بأن تصوغ مفاهيمها الفكرية الجمالية الخاصة، وتحتل قضية التاريخ العربي موقعا هاما في سياق فوتوغرافيا للا السيدي، فهي مطية ترسيخ الكيان العربي في إطار تاريخه القومي والوطني مما يغنيه عن اغتراب يمكن أن يعرفه في ظل علاقته مع الآخر الثقافي، كما أنها فرصة للتعريف بهذا التاريخ على المستوى الكوني.

واختتمت الجلسة الثانية بورقة الدكتور بلقاسم مارس من تونس وحملت عنوان «الصورة البصرية ودورها في رصد التحولات في المجتمع العربي» أشار فيها إلى أن الصّورة البصريّة الحديثة متّصلة شديد الاتّصال بمفهوم أشمل هو مفهوم الخيال، لإن الصّورة البصريّة الحديثة تطرح إشكالاً في طرائق تمثّلها وهيئات إنجازها من خلالها يستطيع المبدع أنْ يقوم بعمليّة تخزين ذهنيّ لما يمكن أنْ يراه في حياته اليوميّة ويُعيد رسمه بصريّا في محاولة منه لإيجاد حلول لما يمكن أنْ يمثّل في نظره عوائق اجتماعيّة تتطلّب حلولاً تُسهم الصّورة البصريّة الحديثة في رصد حلول لها من خلال عمليّة التأريخ لمختلف التّحولات الاجتماعيّة والسّياسيّة التي يُمكن أنْ تطرأ داخل المجتمعات في مختلف ردهات التّاريخ فبالإضافة إلى الوظيفة الجماليّة التي يُمكن أنْ تنهض بها الصّورة البصريّة فهي تعمل على رصد مفاصل تاريخيّة مهمّة من حياة الشّعوب فتنهضُ من خلال ذلك بوظيفتين وظيفة جماليّة ووظيفة تاريخيّة.

مستعرضا نماذج من مختلف الصور البصرية الحديثة التي استحالت مشهورة بفعل شيوعها وانتشارها بين النّاس سواء في وسائل التّواصل الاجتماعيّ أو في وسائل الإعلام أو من خلال تجسيدها و توظيفها في أعمال مسرحيّة وتلفزيونيّة، فضلا عن مختلف التّجليّات التي يمكن أنْ ترصدها وقد تحوّلت إلى مادة يراقبها الجمهور ويقارب المواضيع التي يمكن أن تطرحها، بالإضافة إلى المسار التاريخيّ يتمثله الفنّان المسرحيّ أو الممثل الرّاسم للصّورة البصريّة فيؤرّخ بذلك لتحوّلات المجتمع على أصعدة مختلفة لعلّ الجانب الاجتماعيّ والسّياسيّ والثّقافيّ يُعدّ أحد أبرز ملامحه.

تجارب في توظيف التاريخ

واختتمت جلسات المؤتمر بتجارب ناجحة في توظيف التاريخ والصناعات البصرية الحديثة من خلال التصميم الجرافيكي وتصميم الألعاب الإلكترونية، أدارها ناصر السعدي.

وقدمت الورقة الأولى في الجلسة الختامية الأستاذة الدكتورة جنان محمد من جامعة البصرة، وحملت ورقتها عنوان «فن الوسائط البصرية المعاصرة وإعادة إنتاج التاريخ» وأشارت فيها إلى أن التكنولوجيا المعاصرة تمثل واقعا جديدا له القدرة على تحقيق رؤية أكثر إبداعا من خلال الوسائط البصرية، لاسيما في مجال الفنون التي شهدت تطورا ثوريا ملحوظا، بعد مواكبتها للتطورات التقنية، وبانفتاحها على كافة المجالات المعرفية لتقدم أسلوبا آخر لفهم العالم، مضيفة أن النموذج التاريخي المعاد إنتاجه يصبح خاضعا لنظام فكري، لأنه لم يعد يعني ترجمته من نص تراثي سابق إلى لغة معاصرة فحسب، إنما هو مشهد تكميلي يُبنى على أصل، لكن الفنان كمنتج، لا يتقيد بذلك الأصل التاريخي، بل يتبنى بعض ما فيه مع إثراءه، ليزجّ بالعمل المعاد إنتاجه داخل زمن جديد يفصله عن مصدره الأضل ودوافعه الأصلية، ليعيد تشكيله من خلال الوسائط البصرية المعاصرة، ولتتحول تلك النماذج من صورة ثابتة إلى أخرى متحركة، ومن أفكار مقروءة إلى متجسدة، فلم تعد تلك الأفكار، ولا تلك الأعمال الفنية مرتبطة بحدود إطارها الثابت الذي يجبرها على التمركز في زمن تاريخي محدد، بل أقحمت في مجالات معرفية جديدة مركبة ومتكاملة.

وحملت الورقة الثانية عنوان «كارتوغرافيا الصناعات البصرية الحديثة والإبداعات النسوية في تاريخ التشكيل العربي المعاصر»، قدمتها الدكتورة هالة الهذيلي من تونس، وطرحت فيها مسألة التعبير النسوي بالعالم العربي والوقوف عند التنوعات الإنشائية في الناتج البصري والتشكيلي، في محاولة للكشف الدلالي عن الهوية الفنية العربية الإسلامية للإبداع النسوي، حيث ركزت الباحثة على تنوع الصناعات البصرية الحديثة واستقراء التاريخ بين المفهوم والتجريب، وإملاءات الإبداع الرقمي في المنجز التصويري النسوي بالعالم العربي من خلال ذاكرة التاريخ بكتابة بصرية متعددة الوسائط في أعمال الفنانة فرح خليل ومنى الجمل السيالة من تونس ولالا السعيدي من المغرب، واستعادة التراث وترسيخ الهوية ضمن أشكال الصناعات التصويرية الحديثة في تجربة فخرية اليحيائية وصفاء البلوشية من السلطنة وفاطمة النمر من السعودية، فضلا عن كارتوغرافيا الثورة البصرية وتجديد الهوية الفنية في الإبداعات النسوية لكل من منى حاطوم من فلسطين ورندة مداح وشذي الصفدي من سوريا، وأمل العاثم من قطر، ونورة رماح من الإمارات، وتطرقت إلى الفنون الإسلامية وتدفقات الممارسات البصرية الحديثة من خلال رهانات الأصالة والمعاصرة في رحاب الرقمي ضمن تجارب المبدعة العربية الراهنة.

أما الورقة الثالثة كانت لوضحة الشكيلية تناولت «صورة الآثار العمانيّة عبر المواقع الإلكترونيّة»، تطرقت فيها إلى المواقع الأثريّة التي تزخر بها السلطنة، وتعود لعصور تاريخية مختلفة، مبينة إيلاء عدة منظّمات وطنيّة وبعثات دوليّة اهتماما بالغ النّظير بهذه المواقع فقامت بالتّنقيب والتّرميم والصّيانة، كما أحدثت المتاحف، وأعدّت أشرطة توثيقيّة، وبعثت مواقع إلكترونيّة في تحقيق هذا الغرض. مضيفة أن بعض المواقع الرسمية الخاصة ببعض الدوائر الحكومية برزت في عرض صور لتلك الآثار، ومن أبرزها: وزارة التراث والثقافة، ووزارة الإعلام، ووزارة السياحة، ومكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، وعرفت الباحثة في ورقتها بالمواقع الإلكترونية المعتمدة، وأبرز الشواهد الأثرية التي تتميز بها السلطنة، إضافة إلى عرض لطبيعة تشكيل المواقع الإلكترونيّة لصورة الآثار العمانيّة.

واختتمت الجلسة بورقة للأستاذ الدكتور محمد حبيب من العراق ناقش فيها «السايبورغ.. شخصيات رقمية قادمة، فيلم الفهد الأسود أنموذجا»، حيث توقف عند تاريخ الشخصية الدرامية وتقسيماتها من المرحلة التقليدية إلى المرحلة الحديثة وصولا إلى ظهور الشخصية الرقمية أو الإلكترونية والتي امتلكت أيضا تاريخا خاصة بها على وفق تقسيمات ومسميات جديدة هي الأخرى، بل إن هذه الأنواع من الشخصيات التقليدية والحديثة والحداثية إلى ما بعد الحداثة هي التي مهدت وبلورت لفكرة ظهور شخصية جديدة وبارزة اليوم في المشهد الرقمي والإبداع السينمائي مثل شخصية (السايبورغ) التي تمتلك أجزاء عضوية وأخرى بيوميكاترونيك (أي دمج عناصر ميكانيكية وأخرى الكترونية وثالثة حيوية) وفقا لتعريفات المختصين الذين يتوقعون مجيء عصر هذا الكائن السيبيراني قريبا في ضوء أبحاثهم وتنقيباتهم العلمية، مقدما فيلم (الفهد الأسود) الذي أنتج عام 2018 من إخراج راين كوغلر، نموذجا، مع نماذج أخرى حقيقية واقعية تعرضت لتجارب ناجحة واعتبرت أول سايبورغ بشري ومسجلة رسميا.