العرب والعالم

ارتفاع عنف المستوطنين

23 أكتوبر 2019
23 أكتوبر 2019

رام الله - (عمان) : كشفت تقارير نشرت في صحف ومواقع إخبارية إسرائيلية أمس، النقاب عن ارتفاع ملحوظ في عنف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين.

وأكد موقع «واللا» الإخباري العبري، أنه منذ بداية العام الجاري تم تسجيل أكثر من 150 حدثًا وصف بـ«الإرهابي» من قبل المستوطنين في مناطق شمال الضفة الغربية، غالبيته ضد المواطنين الفلسطينيين.

وأشار الموقع إلى أن هذه الأرقام تشكل نقطة مهمة وتشي بتصاعد الأحداث بالضفة الغربية مقارنةً بما جرى في العامين الماضيين، حيث بلغت خلالهما تلك الأحداث بـ50 حدثًا فقط.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية الصادرة أمس، عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي والشرطة إن قادة المستوطنات يغضون الطرف عن عنف عصابات «شبيبة التلال» اليهودية اليمينية، ضد الفلسطينيين وحتى أفراد الشرطة الإسرائيلية.

وقال المسؤولون: إن قادة المستوطنات يمارسون الضغط الكبير على القيادة السياسية، بشكل ينال من مكانة الجيش الإسرائيلي في الميدان، وفي الواقع يسمح بالعنف ضد قوات الأمن.

وقال ضابط كبير يشارك في المحادثات الأمنية مع المستوى السياسي: «لقد انعكس ذلك في أجواء يبدو فيها وكأنه يسمح لهم بعمل كل شيء».

وأشار المسؤولون إلى أنه في السنوات الأخيرة، تم تعزيز قوة قادة المستوطنات مقابل المستوى السياسي، وأنهم يقاتلون بعناد من خلال ممثليهم في الكنيست ضد سياسة الجهاز الأمني، مما يؤدي إلى الاستسلام لمطالبهم على حساب الاعتبارات الأمنية. وعبر كبار المسؤولين الأمنيين الذين تحدثوا مع صحيفة «هآرتس» عن إحباطهم من «الرسائل المتضاربة» التي يتلقونها، حسب رأيهم، حول كيفية تعاملهم مع عنف عصابات «شبيبة التلال» اليهودية .

وصرح الكثير منهم أن الحوادث التي وقعت في مستوطنة «يتسهار» قبل يومين تمثل مشكلة أكبر بكثير - تأثير متزايد لقادة المستوطنات المتطرفين على المستوى السياسي.

وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي خدم حتى وقت قريب في منصب رفيع في كتيبة الضفة الغربية: «هذه الحفنة هي التي تنفذ الهجوم، لكن الأجواء التي تسمح بذلك هي ليست أجواء الحفنة».

وقال: «المستوطنات تعتبرهم جزءًا منها»، مضيفا إن «هذا الجو كان محسوسًا منذ فترة طويلة، لكن لا أحد يتحدث عن ذلك بشكل علني».

وقال المسؤول: إن ضغط قادة المستوطنين أدى إلى قرارات تستند إلى اعتبارات غير أمنية فقط .

وقال: «الجيش، في الغالبية العظمى من الحالات، يعمل من خلال إدارة المخاطر للحد من الأضرار التي تلحق بنوعية الحياة في المستوطنات ولدى الفلسطينيين في الضفة الغربية.

لكن كانت هناك أيضًا حالات، نتيجة لضغط قادة المستوطنين، تم فيها اتخاذ قرارات لا تتعلق فقط بالاعتبارات الأمنية-بل تهدف إلى تسهيل نوعية حياة المستوطنات اليهودية».