1341573
1341573
مرايا

قراءة بين السطور

23 أكتوبر 2019
23 أكتوبر 2019

تمر الأيام وتدور عجلة الزمن بحلوها ومرها، والإنسان لا يملك أي شيء لإبطاء وإيقاف عجلة الزمن، فمرور الزمن يعني قرب الإنسان من أجله المحتوم، والعاقل من عمل لما بعد الموت. كم كانت الأيام سريعة عندما ودعنا فترة انتخابات مجلس الشورى السابقة وحراكها الانتخابي ونحن على أعتاب فترة جديدة.

إن المتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي بأنواعه لانتخابات مجلس الشورى، تجده بين متفائل ومتشائم، فالمتفائل ينظر للمجلس بأنه مجلس من اختيار الشعب دون تدخل الحكومة، كما أن الحكومة أعطت المجلس صلاحيات تشريعية ورقابية، وأنه مساعد لها في صنع القرارات وإعداد الخطط المستقبلية للتنمية في شتى المجالات، وعضو المجلس همزة وصل بين المواطن والحكومة.

أما عند النظر في جانب التشاؤم، فينظر إلى المجلس بأنه لم يعط صلاحيات وأدوار رقابية وتشريعية كاملة، وربما يعود ذلك إلى وصول أعضاء للمجلس غير أكفاء بسبب عدم اختيار المجتمع للشخص المناسب، ووصوله لقبة المجلس عن طريق الرشوة، فهنا يجب تدخل الحكومة بمعاقبة الناخب والمترشح، ومن النظرات التشاؤمية نحو المجلس بأنه مجلس شكلي لا يؤخر ولا يقدم في قرارات الحكومة، ومن هنا يجب على الحكومة تكثيف الجانب الإعلامي وبيان دور المجلس، ومن النظرات التشاؤمية نحو المجلس المطالبة بإلغائه ومقاطعة الانتخابات وصرف مخصصات المجلس في مشاريع تنموية تخدم المواطن في ظل الأزمة المالية، ويرى البعض بما أن عضو المجلس هدفه خدمة المجتمع والوطن فلماذا لا تخفض الميزات التي يحصل عليها من الدولة؟ ومن هنا تتضح حقيقة المترشح، ويرى البعض أن أعضاء مجلس الشورى لا يفرقون بين صلاحياتهم وصلاحية المجلس البلدي، الذي يختص بالخدمات الضرورية للمواطن من طرق وغيرها، فهذا هضم لحق عضو المجلس البلدي وتدخل في اختصاصاته.

لا ريب أن هناك الكثير من الجهات الخدمية التي تهم المواطن، وعلى الحكومة توضيح وبيان أدوار المحافظ والوالي ونائبه والمشايخ والرشداء، أليس هؤلاء قادرين على إيصال احتياجات المواطنين بدل الحاجة لمجلس شورى ومجلس بلدي؟ لماذا لا نهتم بالجوهر وهو الأسمى بدل إنشاء مؤسسات ثقل كاهن وأعباء الحكومة بمخصصات مالية الحكومة والمواطن في أمس الحاجة إليها، وتصرف في توظيف الباحثين عن عمل وتطوير قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة.. وغيرها؟

وقبل الختام وفي ظل ارتفاع وتيرة انتخابات مجلس الشورى فعلى المترشحين أن يكونوا أكثر ثقافة ووعيا فيما بينهم، وأن تكون المنافسة الشريفة هدفهم، وعدم التقليل من المنافس وكيل الاتهامات وتشويه سمعة الآخرين، وأن تكون تقوى الله شعارا للمترشح، ويضعوا نصب أعينهم الأمانة التي سيتحملها الفائز، وعلى الناخب أن يختار الأنسب بعيداً عن القبلية والطرق الملتوية، وأن يكون صوته أمانة يعطيه للأجدر في تمثيل ولايته.

فالانتخابات سحابة صيف ستنقشع بإعلان النتائج، لكن علاقة المجتمع وترابطه هي الأسمى والأنبل، فكونوا عباد الله إخوانا وقفوا مع ممثل الولاية، وهذا التعاون يجب أن يكون مع كل فائز بالانتخاب، فيد الله مع الجماعة.

أحمد بن علي الصبحي