1346546
1346546
العرب والعالم

«قسد» تنسحب بشكل كامل من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا

20 أكتوبر 2019
20 أكتوبر 2019

واشنطن تؤكد «صمود» الهدنة وتُخلي قواعدها في شمال سوريا -

دمشق- عمان - بسام جميدة- وكالات:-

أعلنت تركيا أمس أن مقاتلين أكرادًا ينسحبون من بلدة رأس العين السورية الحدودية بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان: إن «قافلة تضم نحو 55 عربة دخلت رأس العين فيما غادرت قافلة من 86 عربة باتجاه تل تمر»، ووزعت صورًا للعملية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد وقت قصير على الإعلان التركي أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أنهت بشكل كامل انسحابها من مدينة رأس العين الحدودية.

وينص الاتفاق على انسحاب تلك القوات من منطقة بعمق 32 كيلومترًا لم يحدد طولها. وأكدت (قسد) أمس الأول أنه بمجرد السماح لمقاتليها بمغادرة رأس العين، ستسحب قواتها من منطقة تمتد بين رأس العين وتل أبيض بطول نحو 120 كيلومترًا. لكن أنقرة تصر على انسحاب المقاتلين الأكراد من منطقة بطول 440 كيلومترًا من الحدود العراقية إلى نهر الفرات.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة أمس نقلا عن وزير الدفاع مارك إسبر أن الهدنة التي سعت إليها واشنطن في شمال شرق سوريا «صامدة». ونقل ترامب عن إسبر أن «وقف إطلاق النار صامد. وقعت مواجهات محدودة انتهت بسرعة. الأكراد يعيدون انتشارهم في مناطق جديدة».

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن «تفاؤله» بالوضع في سوريا في مقابلة مع قناة ايه بي سي بثت أمس.

وقال بومبيو: «هناك معارك قليلة نسبيا، بعض القصف المتقطع بالأسلحة الخفيفة وبعض قذائف الهاون».

ورفض اتهامات مفادها أن الاتفاق الذي تفاوض في شأنه ونائب الرئيس مايك بنس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوجان يصب في مصلحة انقرة. وعلق «أجرينا مفاوضات شاقة. توصلنا إلى النتيجة التي أرسلنا الرئيس ترامب من أجلها».

وفي وقت سابق، أكد قيادي بارز في «قوات سوريا الديمقراطية» أن (قسد) ستسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية بطول 120 كلم الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض وبعمق 30 كلم إلى داخل الأراضي السورية.

في غضون ذلك، انسحبت القوات الأمريكية أمس من أكبر قواعدها العسكرية في شمال سوريا، تنفيذًا لقرار واشنطن الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة، وفق مراسل فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأمريكي وتعبر مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن القافلة أخلت مطار صرين الذي اتخذته القوات الأمريكية قاعدة لها، على بعد نحو ثلاثين كيلومترًا جنوب مدينة كوباني (عين العرب). وقال عبد الرحمن: إن قاعدة صرين هي «الأكبر للقوات الأمريكية في شمال سوريا، وهي القاعدة الرابعة التي تنسحب منها» خلال نحو أسبوعين.

وانسحبت القوات الأمريكية، خلال الأسبوع الماضي، من ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى بالقرب من كوباني.

وباتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأمريكية «في شمال محافظة الرقة وشمال شرق حلب خالية»، وفق عبد الرحمن، بينما لا يزال الأمريكيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوبًا.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أنه قد يتم نقل جميع القوات التي تنسحب من شمال سوريا إلى العراق لمواصلة الحملة ضد تنظيم «داعش» . وقال الوزير للصحفيين: «من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سوريا والتي يبلغ عددها نحو 1000 جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد مقاتلي تنظيم داعش وللمساعدة في الدفاع عن العراق». وأضاف إسبر: «انسحاب القوات قائم بقوة من شمال شرق سوريا.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياما». وأشار الوزير إلى أن الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق».

إلى ذلك، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا لا تريد أن ترى أي من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة الآمنة، بعد انتهاء مهلة الـ120 ساعة، مشيرًا إلى أنقرة ستناقش مع موسكو غدًا خروج وحدات حماية الشعب من منبج وعين العرب والقامشلي.

وقال أوغلو في حوار خاص على القناة السابعة التركية: «سنتحدث يوم الثلاثاء مع الجانب الروسي حول خروج وحدات حماية الشعب من منبج وعين العرب والقامشلي». وأضاف أوغلو قائلا: «روسيا تتفهم هواجسنا، ونحن لا نريد أن نرى أي عنصر إرهابي عبر حدودنا».

وتابع الوزير التركي قائلا: «قواتنا ستتواجد في المنطقة الآمنة أثناء عملية انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية، وهي تراقب كل الخطوات المتخذة»، مشددا «بعد انتهاء مهلة 120 ساعة ولا نريد أن يبقى أي عنصر من عناصر وحدات حماية الشعب في المنطقة تحت أي مسمى».

وتابع الوزير: «نريد من روسيا إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب من المناطق التي يتواجدون فيها ومواصلة التعاون في هذا الإطار».

وبهذا الصدد، قالت وزارة الدفاع التركية، امس: إن جنديا تركيا قتل وأصيب آخر جراء قصف من قبل وحدات حماية الشعب الكردية، في منطقة تل أبيض شمالي سوريا.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان: «أثناء القيام بمهمة استطلاع ومراقبة في مدينة تل أبيض قتل أحد رفقاء السلاح وجرح آخر، بإطلاق نار من طرف وحدات حماية الشعب الكردية».

وأضافت في بيانها: إن الجيش التركي رد على إطلاق النار، مشيرة إلى أنه «رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في المنطقة الآمنة قامت وحدات حماية الشعب الكردية بـ20 خرقا».

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، بأن الجيش التركي والقوات المساندة له سيطروا على قرية أم العصافير بريف رأس العين، شمال غرب محافظة الحسكة على الحدود التركية السورية.

وذكرت أنه ولليوم الحادي عشر على التوالي، واصلت القوات التركية «عدوانها» على الأراضي السورية واحتلت قريتين في منطقة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، في حين قصف طيرانها الحربي أحياء سكنية في مدينة رأس العين.

وأضافت: إن الجيش التركي سيطر، بعد قصف مكثف بسلاح المدفعية، على قريتي «جان تمر شرقي» والشكرية بريف رأس العين، وقطعت طريق تل تمر- رأس العين.

وأشارت إلى أنه ورغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين أنقرة وواشنطن بتعليق القصف لمدة 120 ساعة، إلا أن الطائرات التركية نفذت غارات على الأحياء السكنية والبنى التحتية في مدينة رأس العين نحو 40 كم شمال غرب مدينة الحسكة.

هذا وتابعت وحدات الجيش الحكومي السوري عملية انتشارها في عدد من قرى وبلدت ريف الحسكة ودخلت قصر يلدا شمال غرب بلدة تل تمر وثبتت نقاطها في محور تل تمر-الأهراس بالريف الشمالي الغربي للمحافظة.

وذكرت سانا أن وحدات من الجيش الحكومي السوري انتشرت في قصر يلدا شمال غرب بلدة تل تمر والذي كانت تتخذه القوات الأمريكية قاعدة لها في المنطقة في حين ثبتت نقاطها في محور تل تمر -الأهراس بريف الحسكة الشمالي الغربي.

وأكد رئيس إدارة حقل الثورة النفطي السوري، علي إبراهيم، بتحرير كل حقول النفط والغاز في محافظة الرقة وفي المنطقة ما بينها ومحافظتي حماة وحمص، مضيفا أنه بدأ العمل على إعادة إعمارها.

وقال إبراهيم إن كل الحقول النفطية وكل البنية التحتية في محطات المعالجة في الحقول مدمرة بالكامل، أما خطوط الأنابيب فتم تدميرها جزئيا.

وأضاف: «إن استئناف عمل هذه الحقول يتطلب إجراء عمل كبير وجذب الشركات الكبيرة».

وأشار إلى أن دمار الحقول النفطية في هذه المناطق كان نتيجة لغارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي كان يقصف الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش». وقبل الحرب في سوريا كان حقل الثورة ينتج 6 آلاف برميل من النفط يوميا.