1343912
1343912
العرب والعالم

لندن وبروكسل يتوصلان إلى «اتفاق للانفصال» قبل ساعات من القمة الأوروبية

17 أكتوبر 2019
17 أكتوبر 2019

جونسون يصفه بـ «العظيم».. وتحديات تواجه إقراره في البرلمان البريطاني -

بروكسل - (أ ف ب): أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون أمس التوصل إلى اتفاق حول بريكست قبل القمة الأوروبية وبعد أيام من المفاوضات ولكن سرعان ما أعلن الوحدويون الديمقراطيون الإيرلنديون الشماليون وزعيم حزب العمال البريطاني رفضهم له.

وكتب يونكر على حسابه على تويتر «حصلنا عليه»، في حين تحدث جونسون عن اتفاق جديد «عظيم».

ووصف يونكر الذي اتصل ببوريس جونسون صباح أمس بهدف تذليل آخر العقبات، الاتفاق بأنه «عادل ومتوازن» وأوصى قادة الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين بإعطاء الضوء الأخضر له خلال قمتهم في بروكسل.

واستفاد الجنيه الاسترليني من الإعلان وارتفع بنسبة 1% أمام الدولار، في حين كانت الأوساط الاقتصادية تخشى تبعات عدم التوصل إلى اتفاق في نهاية أكتوبر.

ولكن لا يزال يتعين إقرار الاتفاق في البرلمانين البريطاني والأوروبي. ويتطلب تمريره في بريطانيا بشكل خاص أصوات الحزب الديمقراطي الوحدوي الصغير الإيرلندي الشمالي الذي أعلن أمس رفضه للاتفاق الجديد.

ووصف كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه الاتفاق بأنه «عادل ومعقول» و«يتفق مع مبادئنا»، وقال إن جونسون بدا واثقا خلال مكالمته مع يونكر من الحصول على تأييد البرلمان.

وبدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إنه «واثق بدرجة معقولة» من موافقة النواب البريطانيين على الاتفاق.

لكن زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا جيريمي كوربن دعا النواب إلى رفض الاتفاق. وقال كوربن في بيان: إن الاتفاق «لن يجمع البلد معًا ويجب رفضه»، وأضاف أن «أفضل حل لبريكست هو إعطاء الشعب الكلمة الأخيرة في تصويت عام».

وعمل المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون حتى وقت متأخر لليلة الثانية للتوصل إلى اتفاق يمكن عرضه على القمة الأوروبية، مع عودة التفاؤل الأسبوع الماضي بعد تقارب جديد بين دبلن ولندن.

والاتفاق هو الثاني من نوعه لتنفيذ نتيجة استفتاء 2016 بعد أن رفض النواب البريطانيون الاتفاق الأول ثلاث مرات.

ودعا بوريس جونسون النواب إلى الموافقة على الاتفاق الجديد خلال جلسة استثنائية تعقد غدا السبت بعد أن توعد مرارا بأنه سينفذ بريكست في نهاية الشهر سواء باتفاق أو بدون اتفاق.

وستكون مهمته أمام البرلمان حساسة بعد أن فقد غالبيته ولم يعد بوسعه الاتكال على دعم الحزب الديمقراطي الوحدوي الذي يشكل جزءاً من ائتلاف برلماني مع حزبه المحافظ.

ولقد قضى الحزب على أي تفاؤل بإصداره بيانا قال فيه: «لا يمكننا دعم ما هو مقترح حول قضيتي الجمارك وموافقة سلطات إيرلندا الشمالية على مشروع بريكست، وهما نقطتان خلافيتان أساسيتان بين لندن والاتحاد الأوروبي». وتحدث الحزب كذلك عن «عدم وضوح بشأن رسم القيمة المضافة» الذي سيطبق في إيرلندا الشمالية.

ولكن الحزب الذي يمثله عشرة نواب في مجلس العموم قال: إنه «سيواصل العمل مع الحكومة للتوصل إلى اتفاق معقول لصالح أيرلندا الشمالية ويحمي السلامة الاقتصادية والدستورية للمملكة».

ورغم صغر حجمه، غير أن موافقة هذا الحزب مهمة من جهة لأن جونسون لا يملك الأغلبية ومن جهة ثانية لأن مجموعة المؤيدين المتشددين لبريكست داخل حزب المحافظين وهم نحو خمسين نائبا اشترطوا موافقة هذا الحزب للتصويت لصالح الاتفاق.

وركزت المحادثات بين لندن وبروكسل على عدد من القضايا الحساسة: كيفية تجنب عودة الحدود بين إيرلندا، عضو الاتحاد الأوروبي، ومقاطعة إيرلندا الشمالية، وهي جزء من المملكة المتحدة، من أجل الحفاظ على السلام في الجزيرة مع السماح بوجود نقطة للتفتيش الجمركي، وحق سلطات أيرلندا الشمالية في أن تتفحص اتفاق الطلاق، أو العلاقة في المستقبل.

وأدت التطورات المتصلة ببريكست إلى إرباك منظمي القمة إذ لم ينشروا خلافا للمعتاد جدول الأعمال سوى صباح امس.

وبالإضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيناقش رؤساء الدول والحكومات الوضع في تركيا والعودة بشكل خاص إلى الموقف الأوروبي من الهجوم التركي في شمال شرق سوريا.

وسيتطرقون إلى مسألة توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل مقدونيا الشمالية وألبانيا قبل مناقشة ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2021-2027.