العرب والعالم

بوتين يعلن عودة روسيا إلى أفريقيا

17 أكتوبر 2019
17 أكتوبر 2019

موسكو - (أ ف ب): بعد نحو ثلاثة عقود من الابتعاد، تعود موسكو إلى الساحة في أفريقيا مع استضافة الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل أول قمة إفريقية كبرى في مسعى لتثبيت نفوذ روسيا في مواجهة الغرب وكذلك الصين.

في الآونة الأخيرة، قام عدة قادة أفارقة بزيارات إلى موسكو. في أغسطس الماضي استقبل الرئيس الروسي رئيس الموزمبيق فيليب نيوسي، وقبله زاره الكونغولي دنيس ساسو نغيسو والانجولي جواو لورينتشو. كما قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى روسيا. وبشكل عام، زار حوالى عشرة رؤساء العاصمة الروسية منذ 2017. وفي كل مرة تُقطع الوعود نفسها: استثمارات في مجال الطاقة والمعادن وعقود أسلحة التي تشكل أبرز مصدر للتبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا. وحاليا تريد موسكو الانتقال إلى السرعة القصوى ولم تعد تكتفي بصورتها كدولة تبيع الكلاشنيكوف.

في منتجع سوتشي البحري، سيترأس فلاديمير بوتين ونظيره المصري معا في 23 و24 أكتوبر أول «قمة روسية - أفريقية» ينتظر أن يحضرها حوالى 30 رئيس دولة وحكومة.

على جدول الأعمال محادثات سياسية واقتصادية لإثبات أن الروس بإمكانهم أن يكونوا شريكا موثوقا على غرار الصين وأوروبا. وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «روسيا قدمت الكثير في مجال التعاون للدول الأفريقية بما فيه فائدة مشتركة متبادلة».

ومع عودتها إلى الشرق الأوسط عبر التدخل في النزاع السوري، ترغب موسكو في ترسيخ وضعها كقوة عالمية ذات نفوذ واسع.

وقال يفغيني كوريندياسوف السفير السابق والعضو في معهد الدراسات الأفريقية في موسكو لوكالة فرانس برس: «هذا المنتدى يشكل منعطفا حاسما لروسيا نحو أفريقيا». وفي أبرز مثال على عودة روسيا إلى القارة الأفريقية، وصول أسلحة وعشرات «المستشارين العسكريين» إلى أفريقيا الوسطى في مطلع 2018 بعدما كانت منطقة نفوذ فرنسية. كما تنظم دوريات في بانغي لمرتزقة من مجموعة «واغنر» الشركة العسكرية التي يقال إن ممولها يفغيني بريغوجين المقرب من بوتين.

وهؤلاء الرجال الذين تنفي موسكو أي علاقة لها بهم، رصدوا في أماكن أخرى أيضا، في ليبيا حيث تشير معلومات إلى تحالفهم مع المشير خليفة حفتر، وفي شمال الموزمبيق يقاتلون مع الجيش ضد تمرد متشددين، فيما أشارت وسائل إعلام غربية إلى وجودهم أيضا في مدغشقر والسودان.

من جانب آخر، وقعت موسكو عدة عقود تعاون عسكري كان آخرها مع مالي في يونيو. لكن روسيا لا تزال بعيدة عن التمكن من منافسة القوى الغربية.

وقال يفغيني كوريندياسوف «يجب عدم حصر هذه المسألة بمجرد المواجهة (مع الغرب). نحن لسنا الاتحاد السوفياتي وليس لدينا لا الطموح ولا الإمكانات أو الموارد».

من جهته، اعتبر ارنو كاليكا الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية انه «من غير الدقيق» الحديث حاليا عن وجود روسي في أفريقيا.

تعتبر سياسة روسيا في افريقيا بمجملها براغماتية جدا حيث أن موسكو تريد إعادة الاستثمار في القارة وهي مستعدة للعمل مع كل الذين يبدون اهتماما بذلك. في إطار دبلوماسيتها الاقتصادية، «تحاول موسكو تعبئة شبكاتها التي كانت قائمة خلال حقبة الحرب الباردة وتحويل الميول الأيديولوجية القديمة إلى مجال الأعمال» كما يقول ارنو دوبيان من المرصد الفرنسي-الروسي في مذكرة حول هذا الموضوع.

لكن روسيا تصل متأخرة إلى هذه الأرض الاقتصادية-التجارية. سواء كان بالنسبة للبنى التحتية أو الموارد الطبيعية، فان الصين تركت بصمتها في القارة وتطرح نفسها كالمنافس الأول للقوى الغربية.