1343286
1343286
العرب والعالم

مساعٍ أمريكية ودولية لمنع تركيا من مواصلة هجومها في سوريا

16 أكتوبر 2019
16 أكتوبر 2019

أنقرة تدفع بتعزيزات عسكرية تمهيدًا لدخول رأس العين -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس إنه ونائب الرئيس مايك بنس يعتزمان منع تركيا من مواصلة هجومها في سوريا عندما يجتمع وفد أمريكي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال بومبيو في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس: إن هدف الوفد الأمريكي هو إيجاد حل للوضع في سوريا وليس الإضرار بالعلاقات الأمريكية التركية.

وقال بومبيو للشبكة: «نتوقع الاجتماع مع الرئيس أردوغان» وأضاف أن من المهم أن يجري مسؤولون كبار من إدارة ترامب محادثات مباشرة «وجها لوجه».

وتابع «يتعين وقف التوغل في سوريا. نريد منهم التراجع. نريد وقفا لإطلاق النار كي نتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى». وردا على سؤال عما إذا كان يُحمّل أردوغان شخصيا مسؤولية الوضع في سوريا قال بومبيو «علينا أن نتذكر أن هذا وضع معقد».

وأكدت الرئاسة التركية أمس أن الرئيس التركي سيلتقي اليوم نائب الرئيس الأمريكي.

وكان أردوغان قد قال لقناة «سكاي نيوز» إن بنس ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيقابلان نظيريهما التركيين فقط، لكن مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون عاد وأكد عبر تويتر أن الرئيس التركي «يخطط للقاء الوفد الأمريكي الذي يقوده نائب الرئيس» بنس. وهون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس من شأن الأزمة التي أثارها التوغل التركي في سوريا لمواجهة مع الولايات المتحدة، قائلا إن الصراع بين تركيا وسوريا وإنه «لا بأس» إذا قدمت روسيا الدعم لدمشق. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن فرض العقوبات الأمريكية على تركيا سيكون أفضل من القتال في المنطقة. ورأى أن الأكراد، «ليسوا ملائكة». وأضاف: «أساسا هم ليسوا ملائكة»، وقال: أمريكا ستساعد في التفاوض على الوضع في سوريا.

وسافر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي إلى تركيا أمس ضمن وفد طارئ في محاولة لإقناع أنقرة بوقف الهجوم على شمال شرق سوريا .

ومن المقرر أن يجتمع روبرت أوبراين، الذي يتولى منصب مستشار الأمن القومي منذ شهر، مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا أمس إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية على الحدود مع تركيا، حيث بدأت أنقرة هجومًا على الأراضي السورية إثر انسحاب القوات الأمريكية.

وأثار المبعوث جير بيدرسن مسألة التوغل الذي بدأته أنقرة قبل أسبوع في شمال شرق سوريا خلال محادثات في دمشق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال بيدرسن: إن الأمم المتحدة قلقة للغاية بشأن التداعيات الإنسانية للأزمة ودعا إلى «وقف فوري للأعمال القتالية».

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن المعلم قوله إن «السلوك العدواني لنظام أردوغان يظهر بجلاء الأطماع التوسعية التركية في الأراضي السورية، وهذا السلوك لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة».

ولفت إلى أن هذا «يهدد جديا عمل لجنة مناقشة الدستور والمسار السياسي ويطيل من عمر الأزمة في سوريا»، وشدد على «تصميم سوريا على التصدي للهجوم التركي بكل الوسائل المشروعة». وجدد الجانبان التأكيد على «الملكية السورية لعمل اللجنة وعلى أهمية أن يقود السوريون بأنفسهم أعمالها دون أي تدخلات خارجية».

من جهته، وجه الرئيس التركي انتقادات لحلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعهد بتصعيد العملية العسكرية التي تنفذها بلاده في شمال سوريا، وذلك رغم تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات مشددة على بلاده، وكذلك رغم حظر دول أوروبية لبيع السلاح لتركيا. وقال أردوغان أمس، أمام الكتلة البرلمانية لحزبه «العدالة والتنمية»، : «تعالوا أوقِفوا إلى جانب تركيا في هذا الصراع، وليس ضدها. أو على الأقل لا تتدخلوا فيه».

وذكر، وسط تصفيق وهتافات في البرلمان: «أقول لمن يهددون بفرض عقوبات علينا: كل جرح ستتسببون فيه لاقتصادنا سيقابله جرح أكبر في اقتصادكم»، في إشارة إلى التهديدات الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية.

وأضاف: «لم يكونوا يتوقعون أن يتقدم الجيش التركي بهذه السرعة. بدأوا الآن الاتصال بنا بعدما تغيرت الأحوال». وجدد رفضه لأية محاولات للتوسط من أجل هدنة في شمال سوريا، وذلك وسط ترقب لزيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لتركيا.

وشدد أردوغان على أن المعركة «ستستمر حتى الرمق الأخير». وأعلن إردوغان لصحفيين على متن طائرة أثناء توجهه إلى أذربيجان «بإلقاء نظرة على تصريحات ترامب على تويتر، وصلنا إلى نقطة فقدنا فيها القدرة على تتبع تغريداته».

ميدانيا : دفع الجيش التركي و(الجيش الوطني السوري المعارض) الموالي لتركيا أمس بتعزيزات عسكرية كبيرة تمهيدا لدخول مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي بشمال شرق سوريا.

وقال قائد عسكري في الجيش الوطني المعارض: «وصلت أرتال عسكرية ضخمة جداً إلى مدينة جيلان بينار التركية المقابلة لمدينة رأس العين السورية تمهيداً لدخولها إلى مدينة رأس العين خلال الساعات القليلة القادمة». وأكد القائد العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية بأن المئات من عناصر القوات الخاصة التركية التي تستعد لتدخل لأول مرة إلى رأس العين إلى جانب (قوات الجيش الوطني السوري) للسيطرة على المدينة، وأن المعركة الحقيقة للسيطرة على المدينة تبدأ خلال هذه الليلة أو صباح غد، ومسألة السيطرة على المدينة أصبحت محسومة.

واندلعت اشتباكات أمس بين الجيش الحكومي السوري والقوات الكردية من جهة والفصائل المقاتلة الموالية لتركيا من جهة أخرى في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت القوات الكردية قد دعت الجيش إلى الانتشار في مناطق واقعة في الشمال السوري، منها منبج وعين عيسى، للتصدي لهجوم عسكري تشنّه أنقرة ضد مناطقهم.

وسيطر الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل المقاتلة، منذ شن هجومهم قبل أسبوع، على مساحة من الشريط الحدودي تمتد لنحو 120 كيلومترًا. واندلعت أمس، «اشتباكات عنيفة» شمال شرق عين عيسى بين القوات النظامية والكردية ضد الفصائل الموالية لتركيا، بحسب المرصد.

وأوضح المرصد أن المعارك تدور بالقرب من الطريق الدولي، في المناطق الفاصلة بين مناطق القوات الكردية والمناطق التي سيطرت عليها الفصائل الموالية لأنقرة مؤخرًا. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف يضم فصائل كردية وعربية، والجيش النظامي يقاتلان «معا» ضد الفصائل.

وذكر تلفزيون الميادين أمس أن مجموعة من جنود الجيش الحكومي السوري دخلت مدينة الرقة وبدأت في إقامة بعض نقاط المراقبة.

كما أعلن ضابط الشرطة العسكرية الروسية سفر سافاروف، أن وحدات من قواته جابت بدورية على متن السيارات المدرعة «النمر» مدينة منبج في شرق محافظة حلب عقب انسحاب القوات الأمريكية منها.

وقال: «دورياتنا مرت في شوارع هذه المدينة لأول مرة. وعندما شاهدوا العلم الروسي، توقف القتال تلقائيا: لا يريد الأتراك ولا الأكراد إلحاق الأذى بنا، فبفضل عملنا، توقف القتال».

وأضاف: «منذ أسبوع، لم نكن قادرين على الدخول إلى منبج علنا والتحرك فيها ونحن نرفع علمنا، لأن القوات الأمريكية كانت تعترض طريقنا بشكل مستمر من قاعدتيها العسكريتين هناك، بسبب فهم مختلف لمناطق المسؤولية. في الأسبوع الماضي، اعترضنا بعضنا البعض ثلاث مرات على الطريق».

وذكر أنه جابت أول دورية للجيش الروسي شوارع منبج وضواحيها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وأضاف: «سنستمر في السيطرة على مجال مسؤوليتنا. مهمتنا الرئيسية هي ضمان سلامة السكان في حال اندلاع أي مواجهات. هذه ليست مهمتنا الأولى في هذه المنطقة - نحن نعمل هنا منذ أكثر من ستة أشهر ولم تكن هناك مشاكل مع أي شخص».

في السياق ، وصل نحو 500 كردي سوري خلال الأيام الاربعة الماضية إلى إقليم كردستان العراق المجاور، فارين من القتال، بحسب ما أشار مسؤولون أمس.

ونقلت تلك العائلات إلى مخيمات للاجئين في شمال غرب العراق، والتي كانت ملاذًا آمنًا لملايين النازحين العراقيين مع اجتياح تنظيم داعش للبلاد في عام 2014، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس مسؤول في محافظة دهوك، الحدودية مع سوريا.

وأوضح المسؤول طالبًا عدم كشف هويته: إن هؤلاء اللاجئين وصلوا على دفعات عدة.