1343325
1343325
العرب والعالم

توسك يؤكد أن «أسس» الاتفاق حول بريكست «باتت جاهزة»

16 أكتوبر 2019
16 أكتوبر 2019

بريطانيا تجاهد للتوصل إلى اتفاق عشية قمة للاتحاد الأوروبي -

عواصم - (وكالات): قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك امس، إن المفاوضات ما زالت جارية بشأن العناصر الرئيسية في اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، مضيفا بأنه سيتضح كل شيء خلال الساعات السبع أو الثماني المقبلة.

وأوضح توسك في تصريحات صحفية في مقابلة تليفزيونية من بولندا: «العناصر الرئيسية للاتفاق جاهزة. فمن الناحية النظرية، يمكننا قبول هذا الاتفاق مع بريطانيا غدًا وتجنب الفوضى وكل الكوارث المرتبطة بالخروج غير المنضبط والفوضوي».

ومضى توسك قائلا إن المفاوضات لا تزال جارية، مشيرا إلى أن كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح.

وقال توسك في تصريحات مع قناتي «تي في إن 24» و«بولسات» البولنديتين: مساء أمس كنت مستعدًا للمراهنة على أن الاتفاق جاهز ومقبول. اليوم مرة أخرى ظهرت بعض الشكوك»، في إشارة إلى الموقف المعقد في البرلمان البريطاني.

وبذل المفاوضون جهودا كبيرة امس للتوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في اللحظة الأخيرة عشية قمة للتكتل، مما يزيد احتمال اضطرار رئيس الوزراء بوريس جونسون للسعي إلى تأجيل الموعد النهائي للانفصال عن التكتل الذي يحل في 31 أكتوبر.

واستمرت محادثات أجريت في بروكسل أمس الاول بين مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حتى المساء ثم استؤنفت بعد ساعات، لكن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكر قال إن «العديد من القضايا» ما زالت تحتاج للحل.

ومع أن الخلافات المتعلقة بالانفصال المعقد لخامس أكبر اقتصاد في العالم عن أكبر تكتل تجاري معها قد تضاءلت كثيرا، فقد ذكرت مصادر بالاتحاد الأوروبي امس أن الجانبين وصلا إلى «جمود».

من جهته، تحدث كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه عن سير المفاوضات، قائلا إنه لا يزال هناك «مشاكل كبيرة» يجدر «معالجتها»، وفق ما نقل عنه المفوض الأوروبي ديميتريس أفراموبولس.

وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي: إن موافقة زعماء التكتل في قمتهم التي تنعقد اليوم وغدا في بروكسل على اتفاق للخروج يجري التوصل إليه في اللحظة الأخيرة سيكون مشروطا فقط بموافقة مجلس العموم البريطاني عليه في وقت لاحق.

وفي السياق نفسه، قالت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دون مونشالان لقناة «ال سي اي»الفرنسية «هناك تقدم سياسي... نحن بصدد القيام بعمل دقيق».

وتتركز المحادثات الجارية على عدد من النقاط الخلافية، بينها تجنب طريقة إعادة فرض حدود فعلية، بعد بريكست بين ايرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي مع السماح بعمليات مراقبة جمركية، وحق سلطات إيرلندا الشمالية في مراقبة اتفاق الخروج الذي يرى فيه الأوروبيون حق تعطيل.

واقترحت لندن أن تبقى إيرلندا الشمالية ضمن نطاق جمركي موحد مع المملكة المتحدة، مع تطبيق القواعد الأوروبية في الوقت نفسه على المنتجات المتوجهة إلى الاتحاد الأوروبي، وفق ما أكدت مصادر أوروبية.

وينص الاقتراح على تطبيق الرقابة الجمركية في الموانئ والمطارات، عند دخول السلع إلى إيرلندا الشمالية، بحسب المصادر نفسها.

وتثير متابعة الخطوات التالية المتعلقة بهذه السلع التي تفترض وجود ثقة في بريطانيا، قلق الأوروبيين بشكل خاص لأنهم يريدون حماية سوقهم.

وأدت هذه الأجواء الإيجابية بشأن إمكان التوصل إلى اتفاق إلى ارتفاع قيمة الجنيه الاسترليني مقابل اليورو والدولار بعد ظهر امس الاول حيث كسب 1%، لكنه عاد وتراجع امس.

وهناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة على الطاولة حالياً حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي هي التوصل إلى اتفاق أو عدم التوصل إلى اتفاق أو مواصلة المفاوضات بعد القمة الأوروبية اليوم وغدا.

وفرضية إرجاء بريكست تبدو مطروحة. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول 19 أكتوبر، يفرض قانون بريطاني على بوريس جونسون أن يطلب إرجاء جديداً لموعد الخروج سيكون الثالث حتى الآن.

لكن رئيس الوزراء استبعد ذلك أكثر من مرة.

وأكد وزير بريكست البريطاني ستيف باركلي أمام لجنة برلمانية صباح امس أن الحكومة ستحترم هذا القانون، لكنه أكد مجددا أنه «من المهم أن نخرج في 31 أكتوبر» من الاتحاد الأوروبي.

ويفترض أن يوافق البرلمانان الأوروبي والبريطاني على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه. ويجري الحديث فعلاً عن احتمال عقد قمة إضافية في 31 أكتوبر.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء البريطاني حول بريكست في 2016 لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بعد لتجنب حصول خروج فوضوي من الاتحاد.

وتخشى الأوساط الاقتصادية خروج المملكة المتحدة بدون اتفاق. وحذرت منظمة أرباب العمل الأوروبية «بيزنس يوروب» في رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يدير المفاوضات من أنه «يجب تفادي سيناريو خروج بدون اتفاق»، مؤكدة أن ذلك السيناريو «سيقود إلى كارثة».

وأيا تكن نتائج المفاوضات، يدعو الأوروبيون يدعون إلى اليقظة بشأن العلاقات التجارية مع لندن التي لا زال الطرفان بصدد مناقشتها أيضاً.

فقد حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس الاول من أن لندن ستتحول بعد بريكست إلى «منافس جديد» على أبواب الاتحاد الأوروبي. ويشكل ذلك مصدر قلق أيضاً للفرنسيين والهولنديين، خصوصاً خطر حصول نقص في الرقابة على البضائع عند الحدود الإيرلندية.