1341432
1341432
عمان اليوم

النجارة تجذب الشباب العماني .. والقطع الفنية تبهر وتنافس في السوق

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

تطويع الأفكار ودقة مبهرة في المنتجات -

«عمان» :في كل عام تحتفي اللجنة الوطنية للشباب بالشباب العماني ضمن احتفالات السلطنة بيوم الشباب العماني في السادس والعشرين من أكتوبر بتركيزها على إنجازاتهم وإبرازهم أينما كانوا وتلتقي بشباب من مختلف القطاعات التي قد لا نجدها منتشرة، إلا أن انطلاقهم فيها تدل على أن الشاب العماني كفء ومؤهل للانخراط في شتى مجالات العمل الإبداعي، إذ يثبت الشاب العماني كل يوم انه صاحب فكر وتوجه يوائم أفكاره بعمل يده، ويمارس المهن اليدوية التي سبق لأجداده أن عملوا بها، بإضفاء لمساته العصرية إليها. وفي هذا الاستطلاع، تبهرنا نماذج شبابية تؤكد ان مهنة النجارة لها مستقبل وهي حرفة ذات ذوق رفيع وجدوى اقتصادية ولها قيمة مضافة في السوق.

عائقان

تعرفنا على بعض هؤلاء الشباب المبدع في هذا القطاع الذي استطاع ان يطوعها ويدمجها مع مجموعة خامات وحرف وفنون ليصنعوا منها ليس فقط قطعة أثاث أو باب ، لا بل تعدى ذلك على تصميم قطع منزلية ومكتبية فريدة ، بل تحف تستحق الدعم والتسويق.

البداية الجميلة جمعتنا مع حسين بن علي الشيخ الذي أكد أن مهنة النجارة لها مستقبل ولها مردود وعائد ويقول: ذلك أن الشيء الوحيد الثابت والموجود والمتوفر الذي لا يتغير ومعظم البيوت لا تستطيع الاستغناء عنه هي الأخشاب كونها جزءا من الطبيعة ومريحة . وأكد أن القطاع واعد وفيه خير للشباب، ومشيرا إلى أن هناك تحديين يعيقان استثمار هذا القطاع ويكمنان في نظرة الشباب لهذه الأعمال التي تستصغرها على الرغم من دخلها المجزي وكثرة الطلب على منتجاتها وصناعاتها، وأضاف: ربما بدأ بعضهم بالتفكير بها بسبب شح الوظائف، والالتفاف نحو الأعمال الحرة واستثمار المواهب ، التي تعد واحدة من الأعمال التي تدفعه للعمل بشغف.

فيما يقول حسام الفارس انه بدأ بقطاع الخشبيات من داخل المنازل وما زال حيث يجد كثير من الشباب انطلاقته الأولى من المنزل لاكتشاف موهبته ثم البحث لها عن سوق يستوعبها لطبيعة البداية التي تكون محفوفة بالمخاطر وتحديات التمويل.

ويجد حسام الذي يحترف صناعة الخشبيات والزخرفة الخشبية ان من تحديات بعض الصناعات التي يدخل فيها الخشب تكمن في تقدير المجتمع لهذه الفنون ودقتها الفنية في الوقت الذي ينبهر بالمستورد ويقبل عليه .

واشار إلى ان هذا السوق واعد وعليه إقبال ، وحاول الاستعانة ببعض منافذ التسويق وأكد أهم ما في الموضوع أنه مستمتع بأعماله الفنية ويمارسها بشغف .

كذلك مازن البسامي الذي كانت بدايته من المنزل واستثمار للوقت لينطلق نحو إنشاء مشروع ورشة تستوعب أفكاره بعد سنوات من الكفاح يجد ان القطاع هو استثمار للأخشاب المحلية المهدرة التي تتميز بجمالياتها وصلابتها وكثرة استخداماتها ليسعى بالاستفادة منها وتحويلها من مخلفات تتعرض للحرق والإهمال إلى منتجات جميلة جدا كالطاولات والمرايات وقطع الأثاث .

واكد ان الاستثمار في ورش النجارة جد واعد حيث إن طبيعة الإنسان تستهوى الأخشاب بشكل عام ، وقال: لا تخلو زاوية في البيت إلا يوجد فيها قطعة خشبية، بل أصبحت جزءا من الديكورات في كل المجالات لذلك مجال استثمارها واسع ومتعدد و يستطيع الشخص الدخول في عالمه ، ولها مردود عال ، لتميز الطبيعة بالأخشاب وأنواعها التي يمكن تطويعها لعدة استخدامات.

يترك الهندسة ويتحول للنجارة

من جانبه يقول أحمد المعولي: إن قطاع النجارة والحدادة من القطاعات الواعدة ، وما لمسته منذ ان دخلت في مجال النجارة انه عالم كبير وواسع وتتفرع منه عدة مجالات وتخصصات مهنية أيضا ، فالشاب العماني بإمكانه ان يستثمر وقته وجهده في مجال النجارة لتوفره ويمكن ان يخرج منه بدخل كبير جدا .

وقال: أنا مهندس ميكانيكا ليس لي علاقة بالنجارة ولكن استهواني الخشب، فتركت الهندسة ووجدت الرزق والإبداع في الخشب منذ اكثر من خمس سنوات، حيث انه يميل كثيرا للفن ويهتم بالذوق العام في مجال الصناعات الخشبية التي أصبحت تجذب المجتمع الذي اصبح يبحث عن الجديد والمميز .

ويتوقع المعولي ان هذا القطاع بعد خمس سنوات قادمة سيكون له مستقبل كبير جدا في ظل اهتمام وتوجه الشباب والإقبال على المنتجات الحرفية العمانية والبحث عن المختلف والجديد.

عمار الغيلاني ومازن الرواحي أيضا من الشباب الذين اتجهوا نحو تطويع الأفكار وتحويلها من الخشب والخامات المختلفة لقطع فنية وكماليات ومستلزمات أساسية.

يقول عمار الغيلاني الذي يهوى الصناعات له سبع سنوات في المهنة ولديه ورشة خاصة بالمنزل: إن المجال واسع أمام من يرغب التعلم ومتوفرة دورات على الإنترنت، كما ان من السهل التعامل مع أدواته ومعداته حيث إن الخشب صديق للبيئة وسهل التعامل معه، و أوضح ان الشخص الذي يحب هذه المهنة او الهواية سيبدع فيها ، والإنسان لن يبدع إلا فيما يحب ، ولذلك عشق العمل ووصل إلى مرحلة الاحترافية .

ويجد تحديات القطاع ربما في التسويق ومنافسة العمالة الوافدة ، الذي لا يفكر إلا في الربح ، بخلاف العماني الذي يحاول يبتكر ويغذي بصره بالأفكار ، لإنتاج قطع مختلفة . ووجد نفسه في إنتاج الهدايا التذكارية والدروع التي اصبح عليها طلب كبير .

وأشار الى انه استطاع ان ينشئ مجموعة واتسابية لتجميع الشباب أصحاب الحرف والمواهب ولم نكتف بموهوبي النجارة بل هناك من المواهب الأخرى ويبلغ عددهم اكثر من 100 شخص يتبادلون المعرفة والمعلومات ويتعاونون مع بعضهم . من جانبه أشار مازن الرواحي إلى أنه بدأ العمل في 2013 م دون أن يعلم بموهبته أحد حتى وصل لمرحلة يحتاج فيها إلى التسويق والترويج والخروج ليقدم نفسه ويبادر للظهور بدوره في إعادة التدوير واستخدام مخلفات البيئة من الأخشاب والمعادن وغيرها ، ليطوعها بأفكار مختلفة ويقدمها للمجتمع كمنتجات لها قيمة بحثا عن حاجتهم ، لينزلها كقطعه مبدئية لقياس درجة الإقبال ، ثم بعد ذلك يبدأ في إنتاجها ، وأضاف انه حريص على الاطلاع وعلى إدخال الأفكار وتطويرها باستمرار مواكبة لاحتياجات المجتمع ومتطلبات السوق .