Untitled-1
Untitled-1
تحقيقات

الحملات الانتخابية.. بين التخطيط والعشوائية

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

حملات الفترة التاسعة «مبسطة» وأخرى قابلة للتطور -

اللقاءات المباشرة ومنصات التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما وتأثيرا -

تحقيق: عبدالله الخايفي -

الحملات الانتخابية وسيلة المترشح لتعريف نفسه للمجتمع وطرح أفكاره وبرنامجه ليحظى بتأييد الناخبين وكسب أصواتهم، وفي الوقت نفسه هي وسيلة تتيح للناخبين فرصة اختيار من يرونه مناسبا، وقد تغير من توجهات الناخب الناضج في اللحظة الأخيرة. الدعاية الانتخابية لانتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة تشهد تطورا لافتا وإن لم يكن بمستوى الطموح المجتمعي المنشود بعد،فلم يعد إقناع المترشح للناخب أمرا سهلا بعد أن أصبح الأخير أكثر وعيا وإدراكا وقدرة على تحليل التجارب السابقة والاستفادة منها في منح صوته للمترشح المناسب او حجبه.

كيف يصنع المترشح لانتخابات مجلس الشورى دعايته الانتخابية لمواكبة الوعي المجتمعي واحداث الاقناع وكسب الثقة؟ إلى أي مدى تحضر الحملات الانتخابية المنظمة والمخطط لها في دعاية المترشحين للفترة التاسعة؟

فن له تقنياته

تقول آمنة بنت سيف الهاشمية رئيسة قسم الإعلام بمجلس الشورى: إن الحملات الانتخابية فن له تقنياته واستراتيجياته ووعي المترشحين به يعد أحد أبرز أسباب نجاح الحملة الانتخابية للمترشح وسبب لنجاح الانتخابات وقوة المشاركة المجتمعية في التصويت والانتخابات.

وقالت: إن المترشحين للفترة التاسعة يمارسون حملات انتخابية في صورتها المبسطة مع وجود حملات قد تتطور وتتخذ شكل الحملات الانتخابية الناجحة وفقا لما هو متعارف في فن الحملات الانتخابية والذي يكون سببها المؤهلات التعليمية للمترشحين ووعيهم وإدراكهم لأسس تنظيم هذه الحملات خاصة فيما يتعلق بالرسالة وأدوات الوصول.

وأوضحت الهاشمية أن المنصات الإلكترونية خاصة تويتر تظهر عددا من الحملات الانتخابية التي تتخذ طابع التنظيم وذلك بتطوع عدد من الشباب الذين اقتنعوا بالرسائل الانتخابية لعدد من المترشحين فيما يأخذ الأغلب طابع الوعود وتقديم خدمات وميزات للجمهور من أجل الوصول إلى أصواتهم وهي طريقة تقليدية لا تتناسب مع صلاحيات وأدوار أعضاء مجلس الشورى.

وقالت: إن الكثير من المترشحين وظف هموم الشباب وتعدد وتشعب قضاياهم من أجل الحصول على دعمهم وتصويتهم ولكن هناك فئة ما زالت تخاطب القبيلة وفئات خاصة بالمجتمع.

واعتبرت رئيسة قسم الإعلام بمجلس الشورى منصات التواصل الاجتماعي هي أنجح الوسائل والأفضل تليها اللقاءات المباشرة المنظمة والتي تتسم بالشفافية والوضوح مشيرة إلى أن تأثير الحملات الانتخابية يعتمد على الجمهور المستهدف وما تحمله من رسالة وأهداف بالإضافة إلى شخصية المترشح وسيرته الذاتية. وقالت: إن نجاح المترشح وحصوله على ثقة الناخبين هي المقياس الأول لنجاح الحملة مؤكدة على أهمية قيام الجهة المعنية بالانتخابات بتكثيف الجهود للتوعية بآليات تنظيم الحملات الانتخابية وتوعيتهم بالقوانين واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية.

تخطيط مدروس

دلال بنت احمد بن داود البحرانية معلمة ترى أن الدعاية الانتخابية الناجحة تتطلب جهدا عاليا وتخطيطا هادفا لما لها من وقع كبير على جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والفلسفية. وأوضحت أن وسائل التقنية الحديثة احتلت مساحات عميقة في المجتمع، واستخدامها في الدعاية لانتخابات الشورى يبرز فاعليتها في الجانب الاجتماعي.

الدعاية المنظمة لها الدور الاول في نجاح المترشح كما تقول البحرانية وتضيف «يجب أن تكون مدروسة ومخطط لها بشكل جيد وتستخدم الوسائل التقليدية والعصرية معا. ونوهت إلى وسائل مهمة منها الرسائل الالكترونية القصيرة، والوسائط الإلكترونية بالهاتف النقال،والشبكة العالمية للمعلومات(الانترنت) ووسائل الاعلام الخاصة المرئية والمسموعة.

وأكدت على أهمية مخاطبة تفكير الناخب وعدم الاستخفاف بعقلية المجتمع حتى لو كان هناك أميون فان لهم عيونا تحلل وتستنتج. وحذرت المترشح من قطع الوعود المطلقة للناخب وان عليه البحث عن الحلول للمشاكل والعقبات التي تواجه المواطن اوالتقليل من تأثيرها.

وقالت دلال: إن الوسائل الاكثر تأثيرا التي ينبغي التركيز عليها في الحملة الانتخابية هي التواصل المباشر مع أفراد المجتمع، والواتساب لأنه الأسرع انتشارا والأقرب والأسهل استخداما لجميع الفئات العمرية بالاضافة الى تويتر والانستجرام والفيس بوك.

تويتر وانستجرام

بدوره قال ناصر بن حمد الجرداني: إن انتخابات الفترة التاسعة تعد نقلة نوعية بتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي واعتبر استخدام برامج تويتر والانستجرام من أقوى الوسائل التي يمكن استخدامها في الحملات الانتخابية للوصول لأكبر شريحة من المجتمع مشيرا إلى استخدام ٢٠٠ ألف لتويتر وأكثر من ٢٩٠ ألف مستخدم لانستجرام.

وتوقع الجرداني أن من استخدم وسائل التواصل الاجتماعي سيكون الأنجح في توصيل رسالته وخططه وأهدافه على خلاف المترشحين الذين لم يفعلوا وسائل التواصل الاجتماعي.

حراك جديد

فيما قالت فاطمة بنت مصبح بن علي الكندية: إن انتخابات الفترة التاسعة تمثل علامة فارقة وتشهد اختلافا كبيرا بين الوسائل المستخدمة في الدعاية الانتخابية وحراكا جديدا ومتنوعا، فهنالك من رفع سقف مستوى الحملات الدعائية بينما لم يتحدث آخرون بعد ولم يختلطوا بالمواطنين او يعلنوا عن خططهم الانتخابية أبدا .

واضافت: نلاحظ ان الأمر تعدى المجالس الأهلية في القرى والمناطق وأصبح للقاءات المنظمة والمرتب لها نصيب أكبر هذه المرة سواء الموجهة للجمهور العام او تلك الموجهة للرجال فقط او للنساء .

وقالت: إن ظهور المترشحين في وسائل الإعلام الحديث في عدة محافل وعدة برامج سواء التلفزيونية او الإذاعية يعتبر حراكا جديدا يدل على وعي المترشح بالأساليب التي قد تزيد من قوة تواجده وانتشار صوته وبرنامجه الانتخابي لدى الجمهور العام . وأكدت أن الوسائل المنظمة في إطار الحملة حتما تؤثر ايجابيا على طريقة اختيار الناخبين من عدمه.

وأوضحت أن دخول المحتوى الرقمي سواء المرئي او المصمم او المسموع او المقروء على مواقع التواصل الاجتماعي جعل من قرار الناخب واضحا بعد متابعة المترشح وطريقة حواره وتفاعله مع الآخرين وموضوعات النقاش سواء في القاعات المفتوحة او في الواقع الافتراضي.

تنافس كبير في المنصات الإعلامية

حنان بنت محمود بن أحمد متابعة لانتخابات مجلس الشورى ترى أن الحملات الانتخابية في منافسات الفترة التاسعة حاضرة بقوة وقالت: هناك تنافس كبير في المنصات الإعلامية واستغلال لجميع وسائل الاتصال سواء أكانت مباشرة؛ من خلال تنظيم اللقاءات أو عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وقالت: إن بعض المترشحين لديهم رؤية واضحة من خلال تنظيم فعاليات ولقاءات مباشرة مع أبناء الولاية وليس الاكتفاء بنشر صورهم في الأماكن العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى إن اللقاءات المباشرة والمحاضرات التعريفية برؤية المترشح وتوضيح خططه المستقبلية لأبناء الولاية ولعمان بشكل عام والتواصل المباشر مع الأهالي هي أفضل الوسائل وأكثرها فاعلية، وانها مبادرة نزيهة جدا، لافتة إلى أن نتيجة هذا التأثير ستظهر في الانتخاب والوصل الى عضوية مجلس الشورى.

وقالت حنان: إن برامج التواصل الاجتماعي قربت المسافات بين الجميع وأتاحت الفرص للتعبير عن الرأي بحرية، ومن خلال برامج تويتر والانستجرام والفيس بوك تمثل أدوات قياس من خلال ردة فعل المجتمع والتعليقات على المرشحين ورأيهم بما يحدث.

التوافق يحد الحملات

محمد العمري مراسل صحفي بولاية مرباط في محافظة ظفار ومتابع لانتخابات الفترة التاسعة قال: عن مرباط انه لا توجد حملات انتخابية منظمة ومخطط لها من قبل المترشحين شخصيا بالشكل المتعارف عليه في معظم ولايات السلطنة ولكن هناك لجان منبثقة من التجمعات الانتخابية تقوم بهذا الدور إلى حد ما.

وأوضح أن آلية الترشح تكون عبر تجمعين انتخابيين اثنين واللذين يعقدان اجتماعا عاما لكل منهما قبل موعد فتح باب الترشح لعضوية المجلس وبوقت كاف،حيث يتم مناقشة كيفية الدفع بمترشح للمنافسة النهائية عن كل تجمع وتكون هذه العملية إما بالتوافق بين كافة أعضاء التجمع او بالقرعة .وقال إن كل مرشح يقوم بإطلاق حملة انتخابية له لاستقطاب المزيد من أبناء الولاية إلى برنامجه الانتخابي من خلال الإعلانات سواء في الطرقات أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف العمري: كما يقوم المترشحون بعقد اللقاءات المفتوحة مع الناخبين للتعريف بخططهم ومشاريعهم ورؤيتهم في حالة وصولهم إلى قبة المجلس مشيرا إلى دخول مترشحين مستقلين من أبناء الولاية في كل فترة لمنافسة مرشحي التجمعين .

وقال العمري: إن برامج الحملات الانتخابية ضيقة بسبب اعتماد المترشحين على اللجان المشكلة من التجمع الذي دفع به للترشح مشيرا الى ان هذه اللجان تقوم بدور كبير في الترويج الهادئ للمترشح والتحفيز على اختياره. وأضاف: ان الحملات الانتخابية موجهة إلى كافة شرائح المجتمع وخاصة المقيدين في سجل الناخبين وتستخدم الوسائل المتاحة من اللقاءات المباشرة أو الاعلانات في الطرق أو التواصل الاجتماعي وكلها مؤثرة جدا في الناخبين لكن لا توجد أدوات لقياس نجاح تلك الحملات الانتخابية بالشكل الدقيق.

صياغة الرسالة الانتخابية

مريم بنت سالم العبرية أكدت على أهمية الاستخدام الصحيح لوسائل التقنية الحديثة في الحملات الانتخابية لتأثيرها الكبير والسريع مشيرة إلى دور جميع وسائل التواصل وخصوصا الواتساب لسرعة انتشاره وكثرة استخدامه من جميع شرائح المجتمع المحلي والعالمي.ودعت المترشحين الى صياغة الرسائل بأسلوب صادق وهادف يلبي طموح المواطن الناخب بعيدا عن التظليل فالمجتمع أصبح واعيا بما يدور حوله وما يرغب ويطمح اليه .

وقالت: إن منفذ الحملة الانتخابية يجب ان يكون مدركا عارفا بالرؤية والاهداف المتاحة ويصيغ رسالته بأمانة واخلاص للوطن ويكون على علم واطلاع على ما يدور حوله من احتياجات وموارد ويتقن مهارات التواصل مع فئات المجتمع لتصل رسالته الانتخابية، لكن العبرية سجلت ملاحظات بشأن الوسائل المستخدمة وقالت انه لا جديد فيها سوى الاسلوب من مترشح لآخر مؤكدة على ان التواصل المباشر والواتس الأكثر تأثيرا وإقناعا لكسب اصوات الناخبين.

فيما قالت أميمة بنت عبدالامير العجمية: إن تأثير الحملات الانتخابية يكمن في تنشيط الدعاية الانتخابية وتعزيز قناعات الناخبين بسلامة وصحة الاختيار والتفضيل بين المترشحين .وأوضحت أن نجاحها يكمن في عناصرها الأساسية وهي الشعار الذي يحمل المعنى الأساسي بالنسبة للجمهور او الناخبين ويجب ان يكون قصيرا ، دقيقا وهادفا ويحتوي على رسالة إعلامية واضحة للمترشح وأهم أهدافه والرسالة الوطنية التي يحملها واهم نقاط القوة التي يتسم بها وأن يكون مختصراً ومتناغماً سهل الفهم والحفظ ، والترجمة والتنفيذ ، بعدها تأتي الصورة الفوتوغرافية التي يجب ان تكون واضحة مأخوذة من زاوية ذات ركيزة وأخيراً الاسم ، وكلما كانت هذه العناصر منسجمة ومحببه لدى الناخبين كانت الحملة الانتخابية ناجحة.

تغيير الصورة النمطية

ابراهيم الصلتي يقول: إن الحملات الانتخابية للفترة التاسعة أحدثت نقلة نوعية وغيرت الصورة النمطية التي اعتاد الناس عليها، ففي السابق كان العدد الأكبر من المترشحين لعضوية مجلس الشورى يعتمد اعتمادا كليا على القبيلة أو المنطقة التي يسكنها، كما أنه يخلط بين صلاحيات مجلس الشورى والعمل البرلماني وبين عمل المؤسسات الخدمية أو المجلس البلدية، كما أنه يقدم وعودا كثيرة في مجال الخدمات، إلا أن دخول عدد من المترشحين للفترة التاسعة والذين لديهم الفهم والاستيعاب للعمل البرلماني بشكل خاص والعمل السياسي بشكل عام غير من الصورة النمطية المعتادة من خلال العمل الاحترافي المهني في توصيل الرؤية ورسالة المترشح، وسبب ترشحه للمجلس، وهذا الأمر وضع الكثير من المترشحين والذين اعتادوا على النمط القديم في الترشح للمجلس في مأزق حقيقي حيث انهم لا يقدموا رؤية واضحة للناخبين.

وأضاف: مصطلح الحملة الانتخابية لم يكن حاضرا في الفترات السابقة مثلما نراه اليوم الذي أصبحت فيه اكثر تنظيما، وأصبح لدى الناخب وعي وفهم أكبر لعمل الحملات الانتخابية وأهميتها، وقال: أتمنى أن يتم سن قانون يفرض على المترشح أن يكون له مقر انتخابي معروف يمكن للناخبين زيارته ومناقشته في رؤيته.

السلطي حضر جانبا من الفعاليات الانتخابية واعتبر انها مقنعة بشكل كبير ولدى المترشحين الإمكانيات والكفاءة التي يستطيعون من خلالها إحداث تغيرات جذرية في العمل البرلماني.