عمان اليوم

مدرسة صحم للبنات تودع الورق وتدخل عصر المدارس الذكية الصديقة للبيئة

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

وضعت خطوة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين -

صحم - أحمد البريكي -

يطرح في السلطنة سؤال مهم حول التحول الإلكتروني في المدارس، وتحويلها إلى صديقة للبيئة حينما يختفي استهلاك الورق.. واقترابها أكثر من اهتمام الطلاب الذين يفهمون اليوم لغة التقنيات الجديدة بتطبيقاتها الحديثة.

دار هذا الموضوع في أذهان إدارة ومعلمات وطالبات مدرسة صحم للتعليم الأساسي حينما أنجزن مشروع «صحم جرين تك» ويعني تحويل البيئة المدرسية إلى بيئة إلكترونية تخدم العملية التعليمية وتيسر الحصول على المعلومة وتبسيطها وكل ذلك بعيد عن الورق وقريب من التقانة الحديثة.

وحصد هذا المشروع المركز الأول على مستوى مدارس محافظة شمال الباطنة ضمن التصفيات الأولية لمسابقة السلطان قابوس للتنمية في البيئة المدرسية في دورتها الأولى. والمشروع يطمح أن ينافس على المركز الأول على مستوى السلطنة في الجائزة الغالية.

والمشروع الذي نال اهتماما كبيرا من قبل الطالبات ولقي إشادة كبيرة من المجتمع المحلي في الولاية يركز بشكل أساسي على الطالبات فهو يسعى لترسيخ الفهم والوعي في ذهن الطالبات من خلال ترسيخ المعلومات عبر اتباع الطرق الإلكترونية في عرضها وتقييمها، كما يدخل المشروع في جوانب اقتصادية حين يساهم بشكل جدي في التقليل من استهلاك الكتب الدراسية، بل والاستغناء عن الحقيبة المدرسية عندما يكون المنهج الدراسي يحمل على التاب المحمول.

«عُمان» زارت المدرسة لتقف على تفاصيل المشروع وتسمع تفاصيله الأكبر. وأول من تحدث عن المشروع مديرة المدرسة حفيظة بنت محمد آل محمد التي تحدثت بكثير من الفرح والسرور عن المشروع وأنه يرى النور ويلقى الاهتمام.. تقول: يعتبر المشروع من المشاريع المستدامة بمعنى الكلمة فقد بدأنا العمل عليه في العام الدراسي 2014-2015 حيث أنشأنا قاعات دراسية إلكترونية تواكب الحدث وتؤسس مخرجات التعليم ما بعد الأساسي ومزودة بأحدث التقنيات والسبورات «سمارت سبورت» في جميع فصول المدرسة وتدشين قاعة خاصه أطلقنا عليها «قاعة التعلم الممتع» وهي تعرض بآلية ثلاثية الأبعاد بالإضافة إلى مجموعة من المرافق التي تساعد على البيئة الجاذبة وأصبحنا جاهزين للمشاركة في جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسية.

تنظر حفيظة آل محمد حولها فلا ترى الكثير من الأوراق والملفات المتكدسة وفق الصورة الذهنية المعتادة في مدارسنا وتعود لتواصل حديثها بالقول: كان هدفنا الأساسي من المشروع إيجاد بيئة تعليمية رقمية خضراء ومستدامة ومواكبة للتطورات التكنولوجية الحديثة وموظفة لها في سائر عناصر العملية التعليمية التعلمية وخلقنا شراكات مجتمعية مع مؤسسات القطاع الخاص لدعم هذا المشروع فكانت الانطلاقة من خلال تدريب المعلم ليصبح موجها للطلاب وميسرا للعملية حيث عملنا على إنشاء أكاديمية أطلقنا عليها اسم «أكاديمية صحم جرين تك» مخصصة فقط للتدريب تم تزويدها بمدربين أكفاء عملوا بجهد وإخلاص لتوصيل المعلومة للطلاب بكل يسر، والحمد لله، كان التحول الرقمي واضحا حيث لم يعد حمل الكتاب أو الدفتر ضرورة، بل أصبح بإمكان الطلاب حمل تلك المواد عبر الجهاز اللوحي الذي يحمله الطالب ويستخدمه في العملية التعليمية فأصبحت منصات التعلم حاضرة وتغني للتوجه الذاتي وعملنا على تقليل الفاقد التعليمي من غياب المعلم والطالب من خلال عمليات الربط التي قمنا بها بين الفصول المختلفة.

وأكدت مديرة المدرسة أنه تم تطبيق تجربة التعليم الإلكتروني واستخدام الأجهزة اللوحية من قبل جميع الطالبات على بعض فصول الصف العاشر والحادي عشر ومستمرون في عملية التوسع بالتعاون مع مختلف الشركات التي ساهمت في نجاح المشروع. وأضافت آل محمد إن المشروع يلقى تشجيعا من قبل الأهالي بعد أن رأوا وتيقنوا من استفادة الطالبات اللاتي سينتقل معهن المشروع للمرحلة الجامعية حيث تستطيع التفاعل مع مختلف التقنيات الحديثة وما تزال أبعادنا وأهدافنا وتوعياتنا الخارجية مستمرة من خلال خدمة العديد من أفراد المجتمع والمدارس الخاصة ومدارس الحلقة الأولى والسينما التعلمية للاستفادة من هذا المشروع الذي نراه متميزا.

وكانت مدرسة صحم قد عملت منذ عام 2014 على تطبيق الواقع المعزز في التدريس والعالم الافتراضي كإحدى المدارس الرائدة في شمال الباطنة إضافة إلى عمل دورات لمعلمات الحلقة الأولى ومعلمات المدارس الخاصة فكانت نقلة نوعية للطالب من خلال تهيئته ليصبح طالبا تقنيا بمعنى الكلمة. وحققت المدرسة بذلك فكرة الأكاديمية التي تتبناها.

وعن استعدادات المدرسة لدخول منافسات التقييم على مستوى السلطنة تقول مديرة المدرسة: الثقة بالنفس هي السلاح الذي نتسلح به دائماً فطالبات صحم ومعلمات صحم لولا تعاونهم ولولا اقتناع الأهالي في التقنية التي خاضتها المدرسة لما وصلنا إلى هذه المرحلة ونأمل أن تكلل جهودنا بالنجاح والحصول على المركز الأول على مستوى السلطنة.

من جانبها قالت رقية بنت محمد النقبية مساعدة مديرة المدرسة ومنسقة مشروع «صحم جرين تك»: إن أولياء الأمور كان لهم دور فاعل في إنجاح المشروع وقمنا بتأسيس شراكات مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة لإنجاح هذا المشروع المستدام وكان التجاوب كبيرا بين مختلف القطاعات.

نترك مكتب المديرة ونلقي نظرة عامة على المدرسة فيخيل لك أنها مدرسة نموذجية تضع خطوة واثقة على أولى مساحات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين الذي يقود الشباب فيه دفة السفينة الإلكترونية نحو المستقبل.